تعرض ثلاثة من الإعلاميين البارزين المعروفين بدعمهم للسلطة للضرب والطرد من محيط حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية من جانب أهالي وأقارب الضحايا الذين سقطوا جراء انفجار قنبلة داخل الكنيسة نتج عنها نحو 25 قتيلاً حتى الآن. وعند خروجه من الكنيسة، تعرض الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" الذي يُذاع على فضائية "صدى البلد" للاعتداء من قبل الأهالي وحاولوا الاعتداء عليها، مرددين هتافات: أمشي أمشي". كما اعتدي عدد من المواطنين المتواجدين بمحيط الكنيسة البطرسية على الإعلامية ريهام سعيد، وقاموا بمحاولة كسر معداتها وملاحقتها، مرددين هتافات: "بره بره". ولحق الطرد أيضًا بالإعلامية لميس الحديدي مقدمة برنامج "العاصمة" على فضائية "سي بي سي" بعد أن حظيت بقدر من الضرب والاعتداء من قبل المواطنين الموجودين في محيط الكاتدرائية وتم إنقاذها لصعوبة بعد حمايتها من طاقم العمل المصاحب لها. وقال مجدي حمدان، نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطي"، وعضو "جبهة الإنقاذ الأسبق", إن "الوعي الوطني للشعب المصري بدأ ينضج بشكل كبير، وهذا مؤشر على أن إعلام تغييب الوعي والكذب لم ينجح في التأثير على المواطنين، وإن القنوات الخارجية أقوى في تأثيرها على المواطن، لأن معظمها لديه المصداقية والمهنية والحرفية في التعاطي مع الموضوعات بشكل كبير". وأضاف حمدان ل"المصريون": "المواطن المصري نفر وكره تلك القنوات والبرامج التي طردوا مذيعيها، لأنهم أصحاب هوى ورؤية كاذبة مبنية على تعليمات ومحاولات لتجميل الوجه القبيح للأمور". وأشار إلى أن "كثرة كذب تلك القنوات أفقدها أي مصداقية، لذا عقاب الشعب أتى سريعا ومع أول مشكلة وحادثة حقيقة، وبعد أن أدرك أن جل اهتمام الإعلاميين الذين حضروا إلى مكان الحادثة هو التجميل بعيدًا عن الحقيقة فآثر أن يتعاملوا معهم بطريقتهم البسيطة وهي طردهم". وقال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن "رد فعل أهالي ضحايا تفجير الكنيسة تجاه الإعلاميين يثبت أنهم على درجة كبيرة من الوعي، ويعلمون أن حضورهم كان بهدف الظفر بمكاسب دعائية لصالح النظام وليس من أجل مساندتهم كما يدعون". وأوضح ل"المصريون": "الاعتداء على أحمد موسي ولميس الحديدي وريهام سعيد يعني أن أهالي الضحايا اتخذوا موقفًا معينًا من أشخاص بعينهم وليس من الإعلام ككل خاصة في وجود العديد من الصحفيين والمصورين". وأرجع الأمر أيضًا إلى أن "هؤلاء الإعلاميين لم يكن لهم اهتمام بالقضايا القبطية؛ منها قانون توحيد دور العبادة، ولأنهم دائمًا ما يساندون النظام على حساب المواطنين بشكل مستمر، ما جعلهم في أعين الناس رموز لنظام سياسي سئموا وجوده". وأشار إلى أن "الكثير من الإعلاميين ذهبوا إلى ميدان التحرير أثناء الثورة وفوجئوا بالضرب والطرد، نظرًا لنفاقهم الواضح للجميع تجاه السلطة القائمة، وهو ما حدث اليوم مع الإعلاميين الذي تواجدوا في مكان الحادث، بما لهم من اتجاه سياسي واضح تسبب في خلق العديد من الأزمات التي يعاني منها المواطنون بمختلف دياناتهم وأفكارهم السياسية".