سعر الذهب اليوم السبت 4-5-2024 في مصر.. الآن عيار 21 بالمصنعية بعد الارتفاع الأخير    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    بعد إعلان موعد فتح باب التقديم.. اعرف هتدفع كام للتصالح في مخالفات البناء    وانتصرت إرادة الطلبة، جامعات أمريكية تخضع لمطالب المحتجين الداعمين لفلسطين    حسين هريدي: نتنياهو ينتظر للانتخابات الأمريكية ويراهن على عودة ترامب    حزب الله يستهدف جنود الاحتلال الاسرائيلي داخل موقع بيّاض بليدا    روسيا ترد على اتهامات أمريكا بشأن تورط موسكو في هجمات إلكترونية ضد دول أوروبية    صلاح سليمان يعلن رحيله عن قناة النهار بسبب هجوم إبراهيم سعيد على شيكابالا    مفاجآت بالجملة في تشكيل الأهلي المتوقع أمام الجونة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    المالية: الانتهاء من إعداد وثيقة السياسات الضريبية المقترحة لمصر    بعدما راسل "ناسا"، جزائري يهدي عروسه نجمة في السماء يثير ضجة كبيرة (فيديو)    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 4 مايو    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    بكام الفراخ البيضاء اليوم؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية السبت 4 مايو 2024    الداخلية توجه رسالة للأجانب المقيمين في مصر.. ما هي؟    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الكاملة للحرب على الشيخ الشعراوي
من الإخوان حتى مفيد فوزي

مضى على وفاته أكثر من 17عامًا، إلا أنه يظل الداعية الأبرز والأكثر شعبية بين المصريين، بسبب أسلوبه البسيط والعميق في الوقت نفسه في تفسير كتاب الله، كان صاحب منهج وسطيًا، ورائدًا لمدرسة دعوية استطاعت أن تلقى استحسان المصريين على اختلاف مستوياتهم التعليمية والفكرية، الذين ظلوا لسنوات طويلة يلتفون حول برنامجه التليفزيوني الذي كان يبث يوم الجمعة من كل أسبوع، فضلاً عن حلقاته اليومية في شهر رمضان، لم يعرف عنه الميل إلى الجدل يومًا، ولم يشته الخوض في صراعات مع أحد، فقد كان - رحمه الله – محبًا للجميع، لا يلتفت إلى مهاجميه، ولم ينزلق إلى الدخول في مهاترات كما يفعل البعض في هذه الأيام، عاش ومات حياة بسيطة، لم ينخدع لبريق سلطة، ولم يقف على باب سلطان، فعاش كريم النفس، واستحق دعوات الجميع له بالرحمة والغفران، بعد أن كان سببًا في هداية الكثيرين وعودتهم إلى طريق الحق، من هنا كانت الغضبة الشعبية الكبيرة من التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الإعلامي مفيد فوزي مؤخرًا ويحمل فيه العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي المسئولية عن انتشار التطرف في مصر.
الشعراوي.. العالم الثائر
الشعراوي أول من قدّم تفسيرًا شفويًا للقرآن الكريم، انشغل بالحركة الوطنية والأزهرية وحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919 التي اندلعت من الأزهر الشريف، كما شارك عام 1934 في حركة تمرد طلاب الأزهر التي طالبت بإعادة الشيخ المراغي إلى مشيخة الأزهر، وهو ما أسفر عن إيداعه السجن الانفرادي في الزقازيق بتهمة "العيب في الذات الملكية"، إثر نشره مقالًا يهاجم فيه الملك لمواقفه من الأزهر. التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937، وامتلك مهارات عالية في حفظ الشعر والمأثور. بدأ حياته مدرسًا بمعهد طنطا الأزهري، ثمَّ أعير للعمل بالسعودية عام 1950، وظلَّ الإمام يتدرج في الوظائف العامة، حتى عُين مديرًا لمكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون، وكان رئيسًا لبعثة الأزهر في الجزائر 1966، ووزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976، وأخيرًا عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية 1980، وتم اختياره عضوًا بمجلس الشورى في مصر 1980. من أشهر مواقفه، حين وقف أمام الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائلاً: "وإني يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنياي لأستقبل أجل الله، فلن أختم حياتي بنفاق، ولن أبرز عن ثريتي باجتراء، ولكنى أقول كلمة موجزة للأمة كلها، حكومة وحزبًا، ومعارضة ورجالاً، وشعباً آسف أن يكون سلبياً!!.. أريد منهم أن يعلموا أن الملك كله بيد الله يؤتيه من يشاء، فلا تآمر لأخذه ولا كيد للوصول إليه، لأنه لن يحكم أحد فى ملك الله إلا بمراد الله، فإن كان عادلاً فقد نفع بعدله، وإن كان جائراً ظالماً بشع الظلم وقبحه في نفوس الناس، فيكرهون كل ظالم ولو لم يكن حاكماً!". ثم التفت الشيخ إلى مبارك وحوله الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق ولفيف من علماء الأزهر الشريف قائلاً "آخر ما أود أن أقوله لك ولعله آخر ما يكون لقائي أنا بك، إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل". واستيقظ المصريون في 17 يونيو عام 1998 على خبر رحيل الشعراوي، عن 87 عامًا.
---------------------
أسرار هجوم «مفيد فوزي» على الإمام الراحل
الشيخ أوقف الحوار معه وطرده بسبب «وقاحته» فى توجيه الأسئلة إليه
وسطّ الجنزورى لعمل مقابلة تليفزيونية معه.. وعزمه على الغداء من «أبو شقرة»
الإعلامى المثير للجدل: غضب منى بسبب «كوز درة بدولار».. ووجهت له السؤال القنبلة بلندن
في مقابلة تليفزيونية بثت مؤخرًا، قال الإعلامي مفيد فوزي إن "الشيخ محمد متولي الشعراوي مهد الطريق أمام الفكر المتطرف لكي يظهر ويتفشى في المجتمع المصري"، ما أثار غضب محبي الداعية الراحل الذي كان يحظى بقبول واسع بين المصريين.
وأثار معلقون تساؤلات حول أسباب هجوم الإعلامي المثير للجدل على الشيخ الراحل في هذا التوقيت، ليكشف الكاتب الصحفي جمال سلطان عن واقعة تفسر ذلك من وجهة نظره.
إذ قال إنه تلقى اتصالات من "بعض الأفاضل" كشفوا فيها عن القصة التي لا يعرفها كثير من الناس، فقد كان مفيد فوزي وسط بعض أصدقائه لدى الشيخ الشعراوي من أجل أن يجري معه حوارًا واسعًا لبرنامجه "حديث المدينة" الذي كان يبث عبر التليفزيون الرسمي للدولة، باعتبار أنه سيكون حدثًا لافتًا أن مذيعًا مسيحيًا يحاور عالم الدين المسلم الذي طبقت شهرته الآفاق".
وأضاف: "وفي النهاية وافق الشيخ على إجراء الحوار، وذهب مفيد إليه في مقر إقامة الشيخ، وما إن بدأ الحوار حتى تغير وجه الشيخ، لأنه فوجئ أنه في جلسة تحقيق وهو المتهم، والأسئلة تفتقر إلى أبجديات اللياقة على طريقة: أنت تتهم بكذا، أنت متورط في كذا، لتعمد تجريح الشيخ وإحراجه مهما كانت إجابته".
واعتبر سلطان أن "تلك لغة غريبة على الشيخ، خاصة وأنه ليس رجل سياسة أو صاحب شهوة للجدل والاشتباك في الشأن العام من أي طريق، هو عالم دين يشرح القرآن ويبسط معانيه للناس ، فلما رأى الشعراوي من ضيفه تلك الوقاحة في الكلام والجرأة التي لم يفعلها مع مراجعه الدينية، طلب الشيخ وقف الحوار ووبخ محاوره توبيخا شديدا ومهينا لم يعهد مثله من الشيخ مع ضيف عنده، وأمر بسحب الشريط من الكاميرات، وطرد مفيد فوزي من مجلسه".
وأوضح سلطان أن "شهود هذه الواقعة ما زالوا أحياء يرزقون، ويؤكدون أن تلك الواقعة حملت مرارة كبيرة في نفسية مفيد فوزي الذي خرج من عند الشيخ ممتقع الوجه شاحب الصورة ينفخ غيظًا، وكانوا يتوقعون أن ينفثها مفيد في مقالة أو حديث تليفزيوني، لكنه لم يفعلها في حياة الشيخ، خشية من رد فعله، ولكنه لم ينسها له، وظلت تعتمل في صدره حتى أخرجها في تلك التصريحات الحمقاء والتي تفتقر إلى أي معنى للياقة أو حساسية الإعلامي".
وفي رسالة تلقتها "المصريون"، أكد أحد أفراد أسرة الشيخ الشعراوي صحة ما أورده سلطان بهذا الخصوص، وقال إنه كان شاهدًا عليها، وزاد على ذلك بالكشف عن واقعة ثانية بين الشيخ الراحل والإعلامي الشهير.
وقال محسن الدسوقي محمود، زوج حفيدة الشيخ الشعراوي، إن مفيد فوزي كان قد وسَّط الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء في حينه في التوسط لدى الشيخ - رحمه الله - في عمل لقاء تليفزيوني عبر الفضائية المصرية، لتهدئة الأمور في الصعيد، وقد كان.
وأضاف في روايته إلى "المصريون": "قبل الشيخ رحمه الله، حبًا وكرامة. ومع انتهاء اللقاء سأل الشيخ الشعراوي مفيد فوزي أن ينتظر لتناول الغذاء هو وطاقم التصوير، إلا أن مفيد فوزي أخبره أنه مرتبط بلقاء في نفس اليوم في نادي الصيد".
وتابع: "فما كان من فضيلة الشيخ رحمه الله إلا أن طلب بنفسه مطعم أبو شقرة وأخبرهم بأن يرسلوا غذاء خمس نجوم لمفيد فوزي وطاقمه إلى نادي الصيد حيث يذهب. وكان هذا سجيةً عهدها الكل مع فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى".
وختم: "رحم الله فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي وأجزل مثوبته وأخرس المنافقين والمتلونين. ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وكان المحامي سمير صبري تقدم ببلاغ إلى النائب العام نيابة عن أسرة الشيخ الشعراوي اعتبر أن "كل ما صرح به مفيد فوزي هو دعوة لإشعال الفتنة بين المصريين".
وفي المقابلة ذاتها، قال فوزي، إن علاقة عميقة جمعته بالشيخ الراحل وأضاف، أن الشيخ الشعراوي أهدى له "كوز ذُرة"، وقال له إن هذه الذرة ب1 دولار، وعندما نشر عنوان عن الحوار كتب فيه "درة بدولار"؛ تسبب ذلك في غضب الشعراوي، وقد اعتذر له عن ذلك.
وفي كتابه "نصيبي من الحياة" يشير فوزي إلى مقابلته الشيخ الراحل في لندن في بيت الإعلامي عماد الدين أديب، مضيفًا: "ذهبت أنا وآمال العمدة (زوجتي الراحلة)، ووقفنا على الباب حتى أتت الدكتورة هالة سرحان زوجة عماد في ذلك الوقت بمنديل عريض ووضعته على رأس آمال العمدة، كي تغطي شعرها، ثم دخلنا وحييناه وجلسنا نتكلم".
وتابع: "لقد كان سؤالي القنبلة الذي ألقيته عليه هو بالنص:" يا فضيلة الشيخ الشعراوي هل سحر بيانك هو لغة أم تفقه في الفقه؟". فقال لي أمام عماد الدين أديب :"آه من أسئلتك ... السؤال صعب، والإجابة عليه أصعب، اعتبره كما تشاء.. فقلت له: يا فضيلة الشيخ الشعراوي: أنت تسخر سحر بيانك من أجل أن يصل للناس تفسير القرآن الكريم، فقال لي، أنا مستريح لهذا التفسير".
------------------------
بيت الشعراوى.. مقصد للفنانات الراغبات فى العودة إلى الله
خواطره الإيمانية كانت سببًا فى توبة شادية وليلى مراد وياسمين الخيام وكاميليا العربى
كان للخواطر الإيمانية التي كان يلقيها الشيخ الشعراوي للدور الأهم في خلق حالة من الاهتمام بالدين في أوساط الفنانين، وتحول بيته خصوصًا لمقصد للفنانات اللائي كان يفكرن في اعتزال الفن وارتداء الحجاب، لانبهارهن بعلمه وفصاحته وطابعه الإنساني المميز وعقله المتفتح القادر على إعادتهن للصواب.
وقد أفرد الدكتور محمود جامع، في كتابه "عرفت الشعراوي" فصلاً كاملاً لعلاقة الشيخ الشعراوي بالفنانات المعتزلات على رأسهن المطربة شادية وليلى مراد وياسمين الخيام، وتحية كاريوكا، ومديحة كامل، وهناء ثروت، والمذيعة كاميليا العربي.
كان اللقاء الأول الذي جمع الفنانة "شادية" مع الشيخ الشعراوي لقاء مصادفة في مكة المكرمة، عندما نزلت من "الأسانسير" ليدخل هو ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: "عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية فرحب بها"، فقالت له: ربنا يغفر لنا، فقال لها: "إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم".
وكانت شادية تؤدي العمرة مع الشاعرة علية الجعار، التي كانت قد ألفت أغنية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وغنتها شادية على المسرح ليلة المولد النبوي الشريف وقد انهمرت دموعها.
وتروي الفنانة المعتزلة قصة لقائها الأول مع الشعراوي في بيته، قائلة: "بعدها سألت عن منزله في الحسين وذهبت إليه وقابلته"، وكانت جلسة طويلة مباركة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت إلى القرآن والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها "تنتظره بفارغ الصبر".
وقامت شادية بإنشاء مركز إسلامي يضم مسجدًا صغيرًا ووحدة صحية ودارًا لتحفيظ القرآن الكريم، وتكررت زياراتها للشيخ وبصحبتها بعض زميلاتها من الفنانات المعتزلات التائبات المحجبات.
وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض أنها ستحضر لاستلام جائزتها.. وزاد البعض في أنها ستخلع الحجاب وأجرت شادية اتصالاً بالشيخ لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها: لا تعكري اللبن الصافي، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلام الإمام!
كما كانت الفنانة ليلى مراد من المترددات على منزل الشيخ الشعراوي، وكانت تردد أمامه دائمًا أنها تتمنى من الله أن تنتج فيلمًا عن "ليلى المسلمة"، وكانت قد أسلمت على يد الشيخ محمود أبوالعيون في شهر رمضان، وعندما نقلوها إلى المستشفى عند وفاتها تركت على سريرها المصحف الذي كانت تتلو منه القرآن الكريم وقد وضعت ورقة بيضاء عند "سورة نوح".
وذكرت الفنانة الراحلة في مذكراتها، أنها كانت دائمة الاستماع إلى دروس الشيخ في التليفزيون، كما رددت أن أسعد لحظات حياتها عندما كانت تسمع المؤذن يؤذن لصلاة الفجر كل يوم من مسجد بجوار منزلها في عمارة "الإيموبيليا"، فتقوم لتصلي الفجر حاضرًا، مقرة في الوقت نفسه بالدور المهم الذي لعبته خواطر الإمام في قيادتها للعودة إلى الله.
أما قصة توبة المطربة ياسمين الخيام أو "أفراج محمود خليل الحصري"، ودور الشيخ الشعراوي، فهي قصة ذات شجون؛ حيث رفض الشعراوي الذي كان يرتبط بصداقة شخصية مع الحصري هذا النهج، وطلب من الخيام أن تعتزل الفن فليس من اللائق أن تقف ابنة شيخ المقارئ المصرية أمام الحضور لتغني سافرة الوجه حاسرة الرأس، إلا أن مساعيه لإقناعها باءت بالفشل لسنوات طويلة في ظل وجود دعم رسمي كبير للخيام من الرئيس السادات.
وأخذ الشيخ الشعراوي ينصحها كثيرًا.. ولا فائدة.. وفي إحدى مقابلاتها للشيخ بعد وفاة والدها بسنوات قالت له: "ادع لي يامولانا".. فقال لها: غدًا أسافر لأداء العمرة وأمام الكعبة الشريفة وعند حضرة الرسول الكريم يا أفراج سأدعو الله أن يصرفك عن الغناء ويجعلك تزهدين فيه.. وتتحجبين".
وتقبل الله دعوة الشيخ.. وذهبت ياسمين بنفسها إليه وبشرته بأن الله شرح صدرها وتقبل الله دعوته، ففرح الشيخ بها وبما آلت إليه.
ويؤكد المؤلف الدكتور محمود جامع هنا في كتابه: أن نصيحة الشيخ الشعراوي لجميع الفنانات اللاتي يطلبن منه النصيحة كانت محددة: الاعتزال والانسحاب والتفرغ للعبادة؛ حيث ووجدت استجابة من العديد من الفنانات والإعلاميات، منهن مديحة كامل وسهير البابلي وهناء ثروت وكاميليا.
بينما اختارت المذيعة كاميليا العربي عن قناعة النقاب، وهي تقضي وقتها في إلقاء الدروس بالمسجد القريب من منزلها بالمعادي، وبدأ الحاضرون لدروسها في ازدياد حتى وصلوا لأعداد كبيرة.
وكذلك فعلت الممثلة هناء ثروت، عندما زارت الشيخ الشعراوي بمنزله بصحبة زوجها محمد العربي، وأخذت تسأله بعض الأسئلة ويجيب عليها الشيخ وتناقشه، وبعد ذلك قررت الاعتزال وارتداء الحجاب ثم النقاب، وتفرغت بكل اقتناع وسعادة لقراءة الكتب الدينية وحفظ القرآن الكريم والدعوة لدين الله.
أما الفنانة الراحلة مديحة كامل فقد زارت الشيخ الشعراوي مع أخوات لها، وقررت الاعتزال والحجاب، وبعد خمس سنوات من ارتدائها الحجاب رحلت في شهر رمضان المبارك وهي صائمة وكانت - رحمها الله - تقضي وقتها في المرور على المستشفيات والملاجئ، وجمع التبرعات للمحتاجين، وحضور الندوات في مسجد مصطفى محمود.
وإزاء ذلك، حاول الكارهون للدور الذي يقوم به الشيخ تشويه صورته عبر الادعاء بأنه يدفع للفنانات مبالغ باهظة، بالدولارات حتى يعتزلن، ويتحجبن، وهذه فرية كاذبة وظالمة، نفاها الشيخ ولم تثبت إطلاقًا، حتى أنهم نسبوا أقوالاً للممثلة إلهام شاهين أنهم عرضوا عليها مليون دولار نظير اعتزالها وحجابها، ولكنها نفت حدوث هذا العرض عليها من أصله.
الشعراوى والإخوان.. من امتداح الجماعة إلى الطلاق البائن
انضم إليها في بواكير الدعوة وأعجب بالبنا.. والسندى كتب كلمة نهايته مع الجماعة
شهدت علاقات الشيخ الشعراوي وجماعة "الإخوان المسلمين" موجات شد وجذب بين الطرفين، تراوحت بين توجيه الانتقادات وإسباغ آيات المدح بين الطرفين وصولاً لمرحلة الطلاق البائن، حين قامت مجلة "الدعوة" الناطقة باسم الجماعة بنشر صورة غلاف للشيخ وهو يدخن السجائر على غلاف أحد أعدادها في سبعينيات القرن الماضي.
بدأت علاقة الشيخ بالإخوان في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين؛ حيث كان يلتقي يوميًا بحسن البنا مؤسس الحركة بحي السيدة زينب. يقول الشعراوي: "أحببتُ حسن البنا وانبهرت بعلمه الغزير وجاذبيته، وكان يتردد على حسن البنا في هذه الدار الشيخان أحمد شريت وأحمد حسن الباقوري عضوا مكتب الإرشاد فيما بعد، فتعرفت عليهما وأعجبت بدعوتهما وتعلمت منهما الكثير".
مما لا يعرفه الكثيرون أن أول بيان لجماعة الإخوان كتبه الشعراوي بخط يده في حضور الشيخ أحمد شريت، وأرسلاه للشيخ الباقوري لأخذ رأيه فيه؛ فوافق على كل ما جاء فيه، وعلق على ذلك قائلاً: "هو حد يقدر يقول بعدك حاجة يا شعراوي، فكلنا لا ينسى مواقفك العظيمة السابقة وما تقوله في الأزهر".
وكان المنشور الذي كتبه الشعراوي يقول: "إن الإسلام منهج الله، وأن الله عز وجل هو الذي خلق الإنسان، وأن الله أولى بأن يمنهج للإنسان غايته التي خُلق من أجلها، وحركة حياته وكيف يسوسها، وإننا نريد أن ننشئ شبابا مسلما حقا، وأن نعطى له مناعة ضد وافدات الحضارة المزيفة التي تريد أن تعزل الأرض عن السماء...".
وختم الشعراوي منشوره بدعوة الناس إلى الانضمام للإخوان قائلا: "فالجأ إلى هذه الجماعة؛ لتأخذ هذه المناعة"!.لفت المنشور انتباه حسن البنا وأثار إعجابه وطبع الإخوان هذا المنشور ووزعوه على الناس في كل المجتمعات وعلى الطلاب في الجامعات بأعداد كبيرة.
لكن الشعراوي الذي تحمس لهذه الجماعة بدأت خلافاته معها مبكرًا، وبالتحديد عام 1938، وكان السبب هو أنه ألقى قصيدة شعرية امتدح فيها سعد زغلول ومصطفى النحاس في الاحتفال الذي أقيم لإحياء ذكرى سعد زغلول!!
قال الشيخ الشعراوي في معرض رد على سؤال حول أسباب خروجه من الجماعة: "في عام 1937 خرج الوفد من الحكم، وأنا كنت وفديًّا كما سبق وقلت، وفي عام 1938 أردنا الاحتفال بذكرى سعد باشا، لكنهم منعونا؛ فذهبت إلى النادي السعدي واحتفلنا هناك بهذه الذكرى.
كنت أعتبر الاحتفال بذكرى سعد باشا هو احتفال بذكرى وطنية، ووقفتُ في الاحتفال، وألقيتُ قصيدة امتدحت فيها سعد باشا، وكذلك النحاس باشا. وعلم الشيخ حسن البنا بخبر القصيدة التي ألقيتها في الاحتفال فغضب لامتداحي النحاس باشا.
وحدث بعد ذلك أن جلسنا في ليلة نتحدث، وكنا مجموعة من الإخوان، وكان الشيخ حسن البنا حاضرًا، وعند الفجر تطرق بنا الحديث إلى الزعماء السياسيين وأيهم يجب أن نسانده ونقف معه، ولاحظت أن الحاضرين يتحاملون على النحاس باشا، ويرون ضرورة مهادنة صدقي باشا؛ فاعترضت على ذلك وقلت: "إذا كان لمن ينتسبون إلى الدين أن يهادنوا أحد الزعماء السياسيين ولا يتحاملون عليه أو يهاجمونه؛ فليس هناك سوى النحاس باشا؛ لأنه رجل طيب.. تقي.. وورع.. ويعرف ربنا.. وإنني لا أرى داعيًا لأن نعاديه؛ وهذه هي الحكمة".
ولكني فوجئت بأحد الحاضرين - لا أريد أن أذكره – يقول: إن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي.. هو أعدى أعدائنا؛ لأنه زعيم الأغلبية، وهذه الأغلبية هي التي تضايقنا في شعبيتنا، أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنستطيع أن "نبصق" عليها جميعًا فتنطفئ وتنتهي فورًا!!.
وأضاف الشيخ: "كان هذا الكلام جديدًا ومفاجئًا لي، ولم أكن أتوقعه، وعرفت ليلتها "النوايا"، وأن المسألة ليست مسألة دعوة وجماعة دينية، وإنما لعبة سياسية، وأغلبية وأقلية، وطموح إلى الحكم. وفي تلك الليلة اتخذت قراري، وهو الابتعاد، وقلت: سلام عليكم، ماليش دعوة بالكلام ده".
وكان لإمام الدعاة قول مأثور في معرض تقييمه لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث قال كنتم شجرة ما أروع ظلالها وأروع نضالها.. رضي الله عن شهيد استنبتها وغفر الله لمن تعجل ثمرتها".
وروت مصادر تاريخية أن تغول نفوذ عبدالرحمن السندي، رئيس التنظيم الخاص وتحوله إلى دولة داخل الإخوان وضربه بتعليمات حسن البنا عرض الحائط وتورط التنظيم في إعمال عنف واغتيال هو مَن كتب نهاية وجود الشعراوي داخل جماعة الإخوان.
وحرص قادة جماعة الإخوان على النأي بأنفسهم وتوجيه أي انتقادات للشعراوي، بل كانوا يوظفون إطراء الشعراوي على الإخوان لخدمة مصالح الجماعة خصوصًا في المعارك المهمة.
---------------------------------
إبراهيم عيسى.. اكتسب شهرته من التطاول على شيخ المجددين
لم يحقق كاتب أو صحفي شهرة لحملة شنها على داعية إسلامي، بقدر ما حقق الصحفي إبراهيم عيسى شهرته من توجيه سهام انتقاداته اللاذعة ضد شيخ المجددين وإمام الدعاة الشيخ الشعراوي، فالصحفي الشاب سن قلمه في مرحلة مبكرة عندما كان يكتب في "روزاليوسف" المعروف بعدائه للقيم والرموز الدينية وليس الإسلامية فقط.
بل إن الرواج الإعلامي الذي حققه كتاب "أفكار مهددة بالقتل" ما كان ليتحقق إلا لتضمنه انتقادات وبذاءات سطرها عيسى ضد الشعراوي، وسيطر عليها الطابع الشخصي، حيث عكست حقدًا ومقتًا من عيسى لهذا الزمر الإسلامي.
فهو لا يجد أي حرج في وصف إمام الدعاة بأبشع الألفاظ، إذ يراه "يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم، بل إنه استخدم كل المنح الربانية التى أنعم الله بها عليه فيما يخدم التخلف".
عيسى تجاوز جميع الأعراف لدرجة أن كراهيته للشيخ الشعراوي جعلته يقول عنه: "بابا فاتيكان على الطريقة الإسلامية"، وبل تابع انتقاده بوصف الشعراوي بأنه جسر تعبر عليه كل الفتاوى الرسمية والسلطانية والمتطرفة على السواء".
وواصل محاولاته المستمرة للإساءة للشعراوي حين رأى أن أفكاره "نموذج للإسلام البدوي والفقه النفطي"، واتهمه بأنه "تملق ونافق أصحاب السلطة والمال والجاه".
ولأن عيسى ناصري الهوى، فلم يفته أن يصفي حسابات تياره حين انتقد بشدة أداء الشعراوي ركعتين لله فرحًا بهزيمة مصر في 1967، متجاهلاً أن هذه الأمر كان مرتبطًا بسير النظام وقتها في فلك الشيوعية.
------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.