"الضربة اللي متوجعش تدوش".. أصبحت الكلمة السائدة في الفترة الأخيرة بين رجال الشرطة والخارجين عن القانون، مستغلين عدم التسليح الجيد لرجال الشرطة, لاسيما بعد أن شهدت الفترة الأخيرة استهداف العديد من أكمنة الشرطة الثابتة داخل العديد من المحافظات، وخاصة "كمين المساعيد" بشمال سيناء، حيث تحولت تلك الكمائن من فخ للقبض على المجرمين إلى مقبرة لأفراد الشرطة, والتي خلفت العديد من الضحايا الأبرياء من أفرد وضباط الشرطة؛ مما اعتبره العديد من الخبراء الأمنيون خطرًا جديدًا يقف على أعتاب الأمن القومي، ويمثل شوكة في حلق المنظومة الأمنية في الوقت الحالي خاصة بعد 3 يونيو للنيل من سمعة النظام الحالي، والهدف منه عدم استقرار الأمن؛ حتى يصدروا صورة لمصر بأنها غير آمنة. وترصد "المصريون" أشهر أكمنة الشرطة التي اُستهدفت؛ انتقامًا من قبل عناصر وجماعات متطرفة بعد ثورة 3 يونيو، حتى الآن والتي كان آخرها كمين شارع الهرم. كمين شارع الهرم شهد شارع الهرم صباح اليوم، الجمعة، انفجار عبوة ناسفة، استهدف كمينًا أمنيًا بجوار مسجد السلام، والذي نتج عنه حتى الآن استشهاد 6 من رجال الشرطة، بينهم ضابطان هما الملازم أول أحمد عز، والملازم أول محمد نبيل من قوات الأمن، وأمين شرطة، و3 مجندين، بينما أصيب آخرون، وتم نقلهم لأقرب مستشفيات لإسعافهم. وصرح مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، بأن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا صباح اليوم، الجمعة، بحدوث انفجار بمحيط منطقة مسجد السلام بشارع الهرم دائرة قسم شرطة الطالبية، بالقرب من تمركزين أمنيين تابعين لقوات الأمن بالجيزة. وأضافت الوزارة، في بيان رسمي لها، أنه على الفور انتقلت قوات الأمن لمحل الواقعة، حيث تبين انفجار عبوة ناسفة بالقرب من الخدمة الأمنية، ما أسفر عن استشهاد 6 من قوات الأمن "2 ضابط – أمين شرطة – 3 مجندين"، وإصابة 3 مجندين آخرين.
كمين الفرافرة
الحوادث الإرهابية التي تستهدف الأكمنة، بدأت في النصف الثاني من 2014، باستهداف "كمين الفرافرة".. في يوليو الماضي -خلال شهر رمضان- استُهدف الكمين الذي يضم كتيبة تابعة لسلاح حرس الحدود، ويقع بالقرب من منطقة واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، بقذائف "آر.بي. جي"، ما أسفر عن مقتل 22 من أفراد الجيش، بينهم 3 ضباط و19 مجندًا، وإصابة 4 آخرين. وكشفت معلومات حينها عن أن الجناة اعتدوا على الكتيبة بأسلحة ثقيلة ومتطورة قبل الإفطار. وأعلنت مصادر رسمية، أن الهجوم نُفذ بسيارات دفع رباعي سوداء اللون، تستخدم أسلحة ثقيلة ومدافع "آر بي جي"، استهدفت مخازن الذخيرة، ما أدى إلى انفجار ضخم في إحدى مخازن الأسلحة، ثم وقع تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش والإرهابيين لأكثر من 30 دقيقة، وقتلت القوات 4 من الجناة في مكان الحادث. كمين المساعيد يعتبر كمين المساعيد من أشهر الأكمنة الأمنية الذي تعرض لعدة هجمات في الفترة الأخيرة من قبل جماعات مسلحة؛ رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وزارة الداخلية في الحفاظ علي الأمن بتلك المنطقة. استهدفت مجموعة إرهابية، كمينًا أمنيًا لقوات الشرطة في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء. وأوضحت مصادر أمنية، أن هجومًا بقذائف "آر بي جي" شُن على كمين المساعيد لقوات الشرطة على الطريق الدائري جنوبالعريش، أحدث تلفيات بمبنى الكمين، دون وقوع إصابات في صفوف القوات المتمركزة. وفي نفس السياق, أفاد عدد من جنود الكمين أنهم قد شاهدوا إطلاق القذائف من وسط مزارع الزيتون المجاورة للكمين، حيث أطلقت قوة الكمين النار على مصدر الهجوم، وتم تمشيط المنطقة. كمين "زغدان" العريش تبنى تنظيم ما يسمى ب"أنصار بيت المقدس" الإرهابي في سيناء، الهجوم الذي استهدف كمين "زغدان" بمدينة العريش؛ والذي أسفر عن استشهاد "12" وإصابة "6" من أبطال القوات المسلحة. ونشر التنظيم, عبر شبكة الإنترنت، بيانًا حمّل اسم "ولاية سيناء" قال فيه، إن عناصره نفذوا الهجوم على حاجز "رقدان" جنوب منطقة بئر العبد بمدينة العريش. وكان المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، أعلن أن مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية قامت صباح اليوم، الجمعة، بمهاجمة أحد نقاط التأمين بشمال سيناء مستخدمة عربات الدفع الرباعي، وأنه على الفور تم الاشتباك معهم، وتمكنت قوات الجيش من قتل "15" إرهابيًا وإصابة عدد منهم. كمين أبو النمرس شهدت منطقة أبو النمرس التابعة لمركز شرطة الجيزة، مطاردة بين الشرطة ومجموعة من البلطجية الملثمين، وعددهم خمسة حاولوا سرقة محطة تقوية المحمول لبيعها خردة، وحينما فشلوا قاموا بإطلاق الرصاص علي دورية أمنية بكمين أبو النمرس؛ بعد مطاردة مثيرة مع الشرطة لضبطهم؛ مما دعا الجناة لإطلاق النار بشكل عشوائي علي فندق "كتراكت" القريب من الكمين، وتمكنوا من الهرب. وقام الجناة بإطلاق النار علي كمين أبو النمرس وفندق "كتراكت"، ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات، بينما وقعت تلفيات بواجهة الفندق وسيارة الشرطة التي حاول الجناة تفجيرها بالرصاص. كمين المرج أفادت مصادر أمنية، بأن 3 أشخاص قاموا بإطلاق الرصاص على ضباط وأفراد كمين أمني بالمرج، أثناء محاولة استيقاف السيارة التي كانوا يستقلونها. بدأت الواقعة عقب قيام الأجهزة الأمنية بجولة لاستتباب الأمن بشارع محمد نجيب بطلعة الدائري بالمرج، وأثناء ذلك اشتبهوا بسيارة نصف نقل يستقلها 3 أشخاص، ومن جانبها طلبت قوات الأمن من قائد السيارة التوقف، إلا أنه لم يستجب، وهمّ مسرعًا في محاولة للهرب، وقامت قوات الأمن بإطلاق الأعيرة النارية لإجباره على التوقف، والتي قوبلت بإطلاق الأعيرة أيضًا من الطرف الثاني, ونجحت قوات الأمن في القبض على السيارة، ومن بداخلها، وتم ضبط السلاح الذي بحوزتهم. ومن جانبه قال العميد محمود قطري، الخبير الأمني, أن الشرطة لا تستفيد من أخطائها السابقة، موضحًا أن جميع دول العالم أصبحت تتصرف بطريقة علمية في التعامل مع الخارجين عن القانون، إلا الشرطة المصرية تتصرف بطريقة كلاسيكية. وأضاف القطري، في تصريح ل"المصريون"، أن أعمال الشرطة وتكتيكاتها خاطئة، فلا يوجد تخطيط أمني حقيقي, مشيرًا إلى أن الشرطة لا يوجد بها تحديث أو تغيير من الناحية الأمنية حتى الآن، فالشرطة تنتظر وقوع الجريمة ثم تقوم بعملها. وتابع: أن "الكمين عمل استثنائي لدى آليات الشرطة، ولا يجب أن يكون قاعدة أساسية في العمل الشرطي, موضحًا أن الأكمنة الثابتة لا تصلح مع المجرمين والإرهابيين والمجرمين؛ لأن الهدف من الكمين هو الإمساك بالمخالفين بطريقة مفاجئة، ويجب أن يكون وضع الكمين علي دراسة جيدة بالمكان؛ حتى لا يتم رصده واستهدافه". وأشار الخبير الأمني, إلى أن الأكمنة ليس لها هدف إلا القبض على العناصر الإجرامية؛ نتيجة التخطيط السيئ التي تتبعه وزارة الداخلية في القبض على معتدي الإجرام, مؤكدًا أن التعامل مع الإرهاب ومواجهته فاشلة من الناحية الخططية والأمنية؛ لأن وضع الكمين له قواعد مثل تأمينه وحمايته، وتوزيع الأفراد بطريقة صحيحة كل في مكانه, وغير ذلك يعتبر تضحية بأفراد الشرطة. وحمل القطري، دماء الأبرياء من أفراد الشرطة، إلى الحكومة, مطالبًا الرئيس السيسى بالاستماع إلي المثقفين، والعمل على إعادة بناء الشرطة مع التعاون مع رجال القوات المسلحة؛ لحماية رجال الشرطة أثناء تأدية عمله حفاظًا على الأرواح, والتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين حتى يتم كشف الإرهاب الحقيقي.