حزب النور أصدر بيانًا يعطى لكتلته البرلمانية الاختيار فى دعم أى مرشح إسلامى، وعرفت أن الخيارات مطروحة فقط للثلاثة البارزين الدكتور محمد سليم العوا والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. الإخوان لم يحسموا أمرهم، يتردد أنهم يفاوضون حسام الغريانى وإذا لم يوافق فليس أمامهم سوى العوا لأن القطبيين فى مكتب الإرشاد يرفضون تمامًا أبو الفتوح.. ليس فكريًا ولكن لأنه أقدم على مخالفة إدارية حين خرج عن قرار الجماعة.. القطبيون يخشون الصدام مع الشباب الذين يدعمون أبو الفتوح، ومن ثم فقد لا يعلنون دعم أى مرشح على الإطلاق، ويعدون فى المقابل لتشكيل الحكومة برئاسة خيرت الشاطر ليكون فى مواجهة أبو الفتوح إذا وصل إلى كرسى الحكم. شباب الجماعة نشطوا بعد فتح باب الترشيح فى جمع التوقيعات للدكتور أبو الفتوح، فهددهم الدكتور محمد عماد الدين، القيادى بحزب الحرية والعدالة، بإحالتهم للتحقيق أمام اللجان المختصة.. إنها بوادر انقسام تضاف إلى حرية الاختيار التى منحها حزب النور، وقد يصب الموقفان فى صالح الدكتور العوا الذى تنقل فى كل أنحاء مصر خلال الفترة الماضية، وكان الأبعد نظرًا فى إدراك أن سر "الفوز" يكمن فى الأقاليم والأرياف وليس فى القاهرة التى يكمن فيها "سر شويبس" فقط. الذين يراهنون على القاهرة أشبه بالذين راهنوا على سر شويبس مع الممثل الراحل حسن عابدين. مات ومات معه السر للأبد! الشيخ حازم لم يتحرك بعيدًا عن القاهرة وما جاورها. أبو الفتوح صورة طبق الأصل. العوا ذهب إلى أبعد المسافات. جلس فى "المنادر" جمع – مندرة – وصلى مع الناس فى الجامع العمرى بقوص. لا أذكر أن مسئولاً ذهب وصلى فيه فى عهد الدولة المصرية الحديثة. هناك تحدث إلى القوصيين وتجمعت حوله عائلاتهم. سألوه وأجابهم. ولو كان صديقى الكاتب الإسلامى الموهوب محمد خضر موجودًا هناك حيث يجاور بيت عائلته المسجد العمرى لضمن للعوا أصوات "الأشراف" وهم كثر أكراما لطلته على قوص التى ظلت نسيا منسيا أكثر من 60 عامًا رغم عراقتها فى التاريخ الإسلامى. ومع ذلك فقد يفعل باقى المرشحين ما فعله العوا عندما تنطلق الحملة رسميًا. مصر ليست فقط القاهرة والشرقية والمنوفية والإسكندرية. اذهبوا إلى الناس حيث يعانون ويشتكون إلى الذين لا يقتاتون السياسة وإنما الهم والبلاء والأمراض. النخبة لن تفيد مرشحًا. والأحزاب والصفقات لن تضمن له صوتًا واحدًا. حتى الآن فهم هذه المعادلة محمد سليم العوا فقط.. فيما تفرغ الباقى لأحاديث النخبة ودردشة الفضائيات وبطولات ميدان التحرير وحملات العاصمة والمدن الملاصقة. [email protected]