استنكر عدد من شيوخ الدعوة السلفية، مشروع قانون الأذان الموحد، الذي تنوي وزارة الأوقاف، إطلاقه على مراحل، خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدين أن هذا المشروع حرام شرعًا لكونه يفقد الصلاة روحها ويجعلها كأنها شيء مُسجل غير حي وغير واقعي. وقال الدعاية السلفي، أحمد هلال، إن الأذان شعيرة من شعائر الصلاة، ولا يجوز شرعا إبطاله واستبداله بالأذان الموحد، مضيفًا أن الأذان الموحد لا أصل له في الشريعة الإسلامية ولم نسمع عنه من قبل فكيف أتى به من ابتدعه؟. وأشار هلال، في تصريحات ل"المصريون"، أنه في حال الصمت عن هذه المخالفة الشرعية وإجازتها بدون دليل، فسنجد بعد حين آخر من يدعو للخطبة المسجلة أو الصلاة خلف الإمام في التليفزيون، وترك الباب على مصراعيه لمن أراد هدم ثوابت الدين الإسلامي الحنيف. وتابع، أنه رغم علم العرب بأن العبرة من الأذان العلم بدخول الوقت، إلا أن ذلك لم يمنعهم من إقامة هذه الشعيرة التي قام بها النبي "صلى الله عليه وسلم"، وقد مر على المسلمين أزمنة كثيرة لم نسمع فيها من يدعو لمثل هذه الأشياء المبتدعة. ونوه الداعية السلفي، إلا أنه حتى لو كانت النية من وراء هذا القانون حرمان بعض الأشخاص ذو الأصوات الغليظة من الأذان فإنه لا يجوز معالجة هذا الأمر بإبطال شعيرة من شعائر الصلاة مستشهدًا بأن النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد. في سياق متصل رفض الشيخ سامح عبدالحميد، الداعية السلفي، مشروع إطلاق الأذان الموحد الذي تنوي وزارة الأوقاف إقراره، قائلًا:" كل مسجد يحتاج لآذان وإقامة وإمام لصلاة الجماعة ولهذا فلا يجوز شرعًا إطلاق أذان موحد يلتزم به جميع المساجد". واستشهد عبدالحميد، في تصريحات ل"المصريون" بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)، أي يؤذن أحد الموجودين، ويؤمهم أكبرهم، مضيفًا أن العلامة الألباني قد رفض هذا الأذان الموحد، كما رفضه العلامة الفوزان. وأوضح الداعية السلفي، أن توحيد الأذان يمنع أعدادًا كبيرة من المسلمين من ثواب الأذان في المساجد، ويفقد الصلاة روحها، ويجعلها كأنها شيء مُسجل غير حي وغير واقعي، متسائلًا:" لماذا كل هذا اللغط والجدال والأذان لا يستغرق سوى دقيقة أو دقيقتين؟ وكيف ستتم مراعاة فروق الوقت بين المناطق المختلفة ؟ ولماذا يتم إنفاق كل هذه الميزانية على أجهزة لالتقاط الأذان الموحد؟ وهل هذه بداية للدعوة لصلاة الجماعة الموحدة عبر الأجهزة، وصلاة الجمعة الموحدة، وصلاة العيد العالمية الموحدة؟. يشار إلى أن وزارة الأوقاف تجرى، التجارب الفنية لإصلاح عيوب فنية فى عمل منظومة الأذان الموحد، وذلك تمهيدا لإطلاقه على مراحل قريبا، فى موعد يحدد بالتأكد من صلاحية المنظومة للعمل، الذي قد نوى تفعيله في السابق وزير الأوقاف الأسبق حمدي زقزوق، إلا أنه تعطل ارتفاع أسعار الأجهزة آنذاك ورفض الغالبية لها. وقال اللواء عمرو شكرى رئيس قطاع مكتب وزير الأوقاف، والمشرف على منظومة عمل الأذان الموحد، إن الوزارة حريصة على تقديم خدمة جيدة للمواطنين وعلى رأسها منظومة عمل الأذان الموحد لضبط العمل بالمساجد، مضيفًا في تصريحات صحفية، أن كلية الهندسة بجامعة القاهرة تجرى التجارب النهائية لعمل الشبكات والإرسال والاتصال اللاسلكي، تمهيدًا لإطلاق الخدمة مبدئيًا فى القاهرة الكبرى بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.