رغم ما تحمله الكلمة من معنى فقد حاول البعض تحويرها لتخدم مصلحة بعينها متناسيا المعنى السامي في الحالة السامية .. من ذا الذي يريد أن يعيش في جلباب غير جلبابه ؟.. من ذا الذي يمكنه البعد عن أصوله وجذوره ..؟ من منا نحن بني البشر ليس له قدوة أو مثل أعلى أو حتى شخص يريد ان يكون مثله أو يأخذ عنه أجزاء من شخصيته ..؟ الجلباب .. هو الرداء وليس الجسد .. الجلباب هو الصورة الخارجية التي تستر الإنسان وتخبأ تحتها ملامح الإنسان .. وبقدر ما يكون الجلباب ثقيلا .. بقدر ما يخبأ ما به ... من منا لم يحاول وهو طفل صغير أن يدخل بقدماه الصغيرتان داخل حذاء أبيه وليس جلبابه فقط.. تلك هي الفطرة . والبراءة .. ومحاولة من أي طفل أن يقلد أباه .. ليصل إلى ما وصل إليه وتلقائيا يصبح الأب هو القدوة والمثل .. من من الآباء لا يريد أن يكون طفله نسخة منه ؟ ويتفوق عليه ليكون أحسن منه ؟ .. ويورثه مهنته كعادة الجميع ..فالطبيب يريد أن يكون ابنه طبيب .. والمحامي و ...إلخ وحين نقول جلباب أبي .. فهذه هي الصورة الأولى التي يريدها الإنسان في مقتبل عمره .. لأنه أول ما تتفتح عليه عيناه وأكثر الشخصيات التي يتشرب منها الفرد من صفات علاوة على الجينات الوراثية .. وحين نعلن أننا لن نعيش في جلباب أباءنا فهذا يدل على التمرد .. من أجل التمرد .. وليس من أجل المصلحة... وليس لضيق الجلباب أو لأنه أصبح (موضه قديمه !). وبالنسبة لي فجلباب أبي الذي ارتداه كان جلباب الشرف و الدفاع عن الحق . كان مقاوما بطلا من المتطوعين للدفاع عن أراضينا المحتله في فلسطين الحبيبة ( فدائي) ما أجمل هذه الكلمة وأعمقها بالنسبة لي .. تشربت منه .. نعم نختلف كثيرا في الأراء والثقافات .. ولكن هناك أشياء ثابته لا يحيد أي منا عنها .. الحرية هي الحرية .. الاستقلال هو الاستقلال .. لأرتويت من حبه للوطن .. وحين نتكلم عن السياسه قد نختلف لرؤيته الفدائية القوية اللهجة التي لا يزال محتفظا بها حتى اليوم .. ( ثقافة جيل ) وقد نتخبط سويا في بعض المصطلحات التي لا يؤمن هو بها .. لأنها ( تضيع وقت) لكننا أتفقنا أنه لا يوجد لبعض المصطلحات بديلا عنها .. الولاء .. الإنتماء .. كلها صفات لا يمكن الإختلاف عليها .. سمحت الدول في زمنه بالتطوع وأرسال الفدائيين للدفاع عن شرف العروبة و لمحاربة المحتل اليهودي المغتصب لأراضينا العربية .. كان عمره لم يصل العشرون بعد لكنه ترك كل شيء .. تجارته .. حبيبته . أهله . وراح للحب الأكبر .. للشرف الحقيقي الذي إذا فقدناه لن نبحث عن هذه الكلمة مرة أخرى فالشرف هو الحرية .. الشرف بالنسبة لنا هو الاستقلال .. أن أعيش على تراب بلدي وهو خالي من كل الفيروسات .. والطفيليات .. هكذا كان جلباب أبي .. ولهذا عشقت هذا الجلباب .. بعرق فدائيته .. بطهر شامته .. بعلو هامته .. وانحيازه التام لقضية أمته العربية .. وإيمانه الكامل بأننا فداء للوطن .. ما دمنا في إستطاعة أن نفديه ليكون حرا .. فلن نكون أحرارا بلا حريته ..! قد لا يعلم الكثيرون من أبناء هذا الجيل معنى الحرية والإستقلال لأنهم لم يجربوا الإستعمار ولم يشاهدوه .. لم يعرفوا معنى الحرب لأنهم لم يعيشوا تلك الأيام .. لكنني عشتها وتعايشت معها .. كم هو رائع أن أشعر أنني أستطيع أن أمنع الشر عن شعب بأكمله وأن يكون لي دورا في هذا الشرف العظيم ... لهذا كان الإصرار .. أن أعيش في جلباب أبي .. ولكن بشخصي أنا .. مع كل الأحترام له ولكل الأبطال الذين ضحوا من أجل حب هذا الوطن الكبير وحريته .. حسين راشد نائب رئيس حزب مصر الفتاة www.husseinrashed.tk