سبحان الله... تأملت حركات الصلاة متدبرا إياها؛ فوجدتها جمعت منافع رياضية لجسم الإنسان لا تحصى ولا تعد... وجدتها احتوت أهم خصائص التريّض التي تركز عليها صالات الرياضة التي تعرف اليوم بصالات ال gym أو ال gymnasium أو النوادي الرياضية، التي تعني بالتريّض والعلاج الطبيعي، لا سيما المفاصل والفقرات.
ولا تكون تلك المنافع إلا لمن صلى بطريقة صحيحة واقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي اقتدي بصلاة جبريل عليه السلام بعد أن أمه في الصلاة يومين كاملين، وقال: (صلّوا كما رأيتموني أصلّي).
وهنا أغتنم هذه الفرصة لأنبه على أهمية مراجعة كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلمها والاهتمام بها... لا أن نصلي كصلاة المتعجلين أو المشغولين عن صلاتهم أو الساهين الغافلين فيها...
فحركات الصلاة تشتمل على تريض لجميع أجزاء جسم الإنسان؛ منها على سبيل المثال لا الحصر : - دماغ الإنسان وبالتحديد مخه أو أعلى الدماغ؛ حيث تكون هذه المنطقة أثناء السجود في أسفل مستوى، فيسمح ذلك لضخ الدم في المخ بكميات كافية لتغذيته 34 مرة في اليوم على الأقل وهي عدد سجدات الفرائض الخمس...
فلو أضفنا إليها عدد سجدات النوافل والسنن 12 ركعة في اليوم، يعني 24 سجدة، فإن 58 سجدة فرص كافية لأدمغتنا لتغذيتها بالدم بطريقة جيدة.
- والعين كاملة بجميع أجزائها في محاجرها تستفيد في السجود في الصلوات بنفس عدد المرات المذكورة... ولا أريد تفصيل ذلك هنا، إذا يمكنك البحث عنه والتأكد منه بنفسك في الموسوعات العلمية والطبية وغير ذلك.
- والمكونات الضاره في الجيوب الأنفية تتحرك بالسجود ، مما يساعدها على التخلص من هذه المكونات أثناء الاستنشاق والانتثار في الوضوء...
- وفقرات العنق تتريّض أثناء السجود؛ إذا تستريح من حمل الدماغ، وتتهيأ في وضعية السجود بما يساعدها على الراحة وشدها عكسيا ولأعلى... وتحريكها أثناء التسليم يمينا وشمالا وهو وضع رياضي لها بامتياز...
- والكتفان أو المنكبان يتريضان أثناء السجود بالاعتماد عليها، وهو ما يشد أعصابها ويحرك مفصليها حركة تحتاجها الكتفان جدا... وكذا أثناء وضعية الركوع وإشارات اليدين عند تكبيرة الإحرام وقبيل الركوع وبعد الرفع منه وعند القيام من التشهد الأوسط في الصلوات...
- وأما الظَهْر (سواء الفقرات أو الأعصاب أو العضلات) فله نصيب الأسد من أعضاء الجسم أثناء القيام والركوع والسجود... وهو والله أهم ما خرجت به من وضعيات وحركات من أفضل من راجعتهم خلال عشرين سنة أو أكثر من أساتذة طب الفقرات وآلام الظهر...
- ولعظام وأعصاب القفص الصدري أثناء السجود من التريض والحركات المهمة جدا لها ما لا ينكره عاقل، لا سيما عند الاعتماد بطريقة صحيحة على الكتفين أو المنكبين...
- وكذا لعضام ومفاصل منطقة الترقوة أثناء السجود السليم أو بطريقة صحيحة أو فر حظ من التريض والحركات المهمة...
- وللركبة أثناء الركوع والسجود والتشهد والقيام من الجلوس الفرص الذهبية لترييضها وتحريكها وشد أعصابها وتزييت مفاصلها وأجزائها...
- كما للكفين والأصابع أثناء السجود والركوع والتشهد أوفر النصيب من هذا التريض وذلك التدريب... وفي مصافحتك الارض بهما أثناء السجود - ببسطهما مفرودتي الأصابع في جهة القبلة أسفل الكتفين - توصيل لطرفي الجسم بالأرض وفيه من الفوائد الكهربية والمغناطيسية للجسم ما الله به عليم.
- وفي شد أصابع القدمين أثناء التشهد بالجلوس عليهما ورصّهما أثناء السجود في اتجاه القبلة؛ شد لأوتار القدمين...
- ولمفصل الكعبين أثناء السجود والتشهد والقيام نصيب كبير في ترييضها وتحريكها...
- وفي شد العضلات الخلفية أسفل الركبتين وبالوركين من الخلف فوائد رياضية يعلمها المتخصصون ولا تخفى على لبيب...
فالحمد لله على نعمة الصلاة... والّلهم صلّ وسلّم على من كان يقول لبلال رضي الله عنه: (أرحنا بها يا بلال)...