اتفقت الأحزاب الإسلامية على إمكانية تمثيل أقباط أو نساء، فى الحقائب الوزارية بالحكومة الجديدة، معتبرين أن الكفاءة والخبرة، هى المعيار الوحيد فى الاختيار، إضافةً إلى أنّ الحكومات المقبلة، ستكون ائتلافية ومن حق الأحزاب ترشيح نساء أو أقباط، ضمن نصيبها النسبى فى الوزارة. واعتبر محمد حسن، عضو الهيئة العليا بحزب "الحرية والعدالة"، أنّ تولى الحقائب الوزارية متوقف فقط على الكفاءة والقدرة والخبرة فى مجال الوزارة، ولا يرجع إلى الجنس أو الدين، مشيرًا إلى أن حزبه لا يمانع من تولى امرأة أو قبطى، لكنه فقط يرفض سياسة "الكوتة". وأضاف "حسن"، أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة ائتلافية ومن الطبيعى أن تشارك فيها أحزاب وقوى سياسية أخرى ولها مطلق الحرية فى أن تطرح نساء أو أقباط لنصيبها فى الحكومة وليس للأغلبية أن تفرض رأيها فى مثل هذه الأمور. وقال ياسر عبد التواب، المسئول الإعلامى بحزب "النور" السلفى، إن الأفضلية فى العمل الوزارى تكون للرجال، باعتبار أنهم الأكثر قدرة على تحمل الصعاب والمخاطر، خاصةً أننا نمر بمرحلة بناء صعبة، تحتاج إلى قدرة على التحمل، إلا أنه اعتبر فى الوقت ذاته أن الكفاءة هى الأصل فى الاختيار، بحيث يمكن تولى المرأة المسئولية، شريطة توفر الكفاءة. وعن تولى أقباط حقائب وزارية، اعتبر "عبد التواب" أنّ من حق كل مصرى أن يشارك فى العمل السياسى، إذا تحقق فيه شرط الكفاءة فى المكان الذى يتم ترشيحه له، مشيرًا إلى أن الأقباط شركاء فى الوطن ومن حقهم أن يشاركوا فى الوزارات، وأكد على أن الإسلام يعتبر الكفاءة، التى هى المعيار فى تحمل المسئوليات وليس الدين، مستشهدًا بأنّ بعض الخلفاء والأمراء فى التاريخ الإسلامى أسندوا ولاية بعض البلدان الإسلامية لمساعدين لهم من اليهود والنصارى. ورفض الدكتور صفوت عبد الغنى، الأمين العام لحزب "البناء والتنمية" و"الجماعة الإسلامية"، تصنيف الشعب المصرى إلى نساء ورجال وأقباط وشباب وغيرهم من الفئات المطروحة فى الفترة الأخيرة، مستنكرًا مطالبة البعض بإقحام الشباب وآخر يطالب بتمثيل للمرأة وثالث بتمثيل للأقباط، وهو ما يخالف المصلحة العامة لمصر، مشيرًا إلى أنّه لو وجد قبطى أفضل من مسلم أو رجل أفضل من امرأة أو كاهل أفضل من شاب والعكس، فمن حقه تولى المسئولية. وأشار إلى أن الكفاءة، هى المعيار المتحكم فى الاختيار والتفضيل، بغض النظر عن الجنس والديانة واللون، وهو ما يتفق مع روح الإسلام وتعاليمه. ودعا "عبد الغنى"، إلى ضرورة العمل من أجل مصلحة مصر وليس لمجرد التمثيل والوجود فقط، فالمستفيد من البناء ومن ازدهار مصر، هو الشعب المصرى كافة، بغض النظر عمن قام بالبناء، طالما فى صالح الوطن. وعن تشكيل حكومة جديدة، قال "عبد الغنى"، إن شرط الكفاءة فيها مقدم على شرط الائتلافية، على أن هذا لا يمنع أن تضم الشرطين معًا "الكفاءة والائتلاف".