زكى بدر كان بيشتري مني الفيلم ب 3 جنيهات.. ومكافأة "جنيهان" لأجمل سيدة ريفية فشلت أن أكون أسرة وأستقر في حياتي لكن التصوير خطف عمري، ونسيت نفسي حتى بلغت من العمر عتيًا، هكذا بدأ عمى طلعت نجيب أقدم مصوراتي وصاحب أستوديو بيلا الشهير بمحافظة المنيا ضمن 5 استوديوهات كانت معروفة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. طلعت نجيب الذي بلغ من العمر 84 عامًا و3 أشهر والذي يقطن في مسكن والده القديم على الطريقة الإيطالية؛ حيث كان أصغر أخواته وفشل في أن يكمل تعليمه فطرده والده بعد إتمام الشهادة الابتدائية بمدرسة الإنجيلية القديمة لانشغاله بالرياضة وتركه التعليم، ليتجه إلى رياضة الباسكت وهى لعبة رياضية غير أن تعلقه بالتصوير وحبه لها غير حياته، وحولها من لاعب كرة شهير في لعبة الباسكت إلى التصوير القديم على يد "يونان عبد السيد" عام 1952 بعد أن التحق بالجامعة الشعبية والمعروفة حاليًا ب"قصور الثقافة"؛ حيث مارس هواية التصوير ثم يترك معلمه بعد 4 أشهر تقريبًا من تعلمه للتصوير؛ حيث كان يتقاضى قرشًا واحدًا عن الكارت بعد أن يبعه لزبائنه في ذلك الوقت. يقول في لقائه مع "المصريون" إن والده كان موظفًا بالسكة الحديد، حاول أن يكمل تعليمه لكن انشغاله بالرياضة والتصوير، جعل والده يغضب عليه ويطرده من المنزل، ويستقر مع يونان عبدالسيد حتى تعلم التصوير، ليتلقط أول صورة لنهر النيل عام 1950، ويظل يتعلم التصوير حتى يصبح أول مصور و"ياكل الجو". وأضاف: "كنت أعمل بماكينة قديمة من النوع الإيطالي أو الألماني؛ لأن مصر في ذلك الوقت لم توجد بها آلات تصوير بصناعة مصرية، وكنت أبيع الكارت بقرش صاغ واحد للزبائن خلال 24 ساعة وأخرج الكارت أبيض وأسود. وأوضح أن أول صورة التقطها كانت للسيدة سميحة ابنة محافظ المنيا اللواء عبدالفتاح، كان الفيلم ساعتها ب3 جنيهات يسع ل 8 صور، على معدة تصوير عبر حائل خشبي ضعيف. وأوضح أن الصورة التي التقطها لابنة المحافظ كانت بداية الشهرة، إلى أن تولى اللواء زكى بدر وكان حكمدار مديرية الأمن وفتحي منصور بإدارة البحث الجنائي أخدوني أصور الحوادث والمسجلين الخطر، وكانوا بياخدوا منى الفيلم كاملاً مقابل 3 جنيهات عن كل فيلم أقوم بتصويره. وتابع لما شعرت بالكبر والتعب، قفلت الاستديو عام 1997 ومن يومها تركت مهنة التصوير، لما أحسست بالمرض أصيبت بعدة أمراض الضغط والسكر والبروستاتا والكبد وغيرها، وساعتها أخذت معاش 58جنيهًا لأني كنت مؤمنًا على الاستديو والآن أتقاضى حوالى 750 بس ملناش تأمين صحى والحكومة والتأمينات منعتنا كلنا أصحاب المهن الحرة من التأمين الصحي، بعد أن رفضت الزواج لأن التصوير خطف عمري بدري، وعشقته بدلاً من الزواج بسيدة، تزوجت التصوير ومأخدتش من وراه سوى المرض والتعب للأسف الحكومة رافضة تديني تأمين صحى". وأشار إلى أن أهم ذكرياته مع التصوير كانت في حفلات أضواء المدينة التي كانت تقدمها الإذاعة المصرية في محافظات مصر، وكنت أصورها وأبيع الكروت للناس اللي غاوية تصور أثناء الحفلات إلى جانب أنني حصلت على أفضل صورة بمجلات الكواكب والمصور لسيدة مصرية من ريف المنيا، وهى ذاهبة إلى الحقل صباحًا، وأخدت 22جنيه قيمة الجائزة عن تلك الصورة.