وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حادث قتل وتعذيب بائع السمك المتجول مجدي مكين بأنه أحدث انتهاكات الشرطة المصرية، مشيرةً إلى أن انتشار فيديو تعذيب الضحية على مواقع التواصل الاجتماعي أثار موجة واسعة من السخط في الشارع المصري. وقالت الصحيفة إن "حادث "مكين" ليس الأول ولا الأخير"، مشيرة إلى حكم المؤبد بجبس أمين شرطة لشروعه في قتل بائع شاي متجول بالرحاب، على الرغم من تبريرات وزارة الداخلية بأنها حالات فردية، لافتة إلى أنه على الرغم من تغليظ الأحكام التي يحصل عليها ضباط الشرطة في البداية إلا أنهم عادة ما تبرأ ساحتهم في الاستئناف. وأضافت أن "مكين (53 عامًا)، تم اعتقاله منتصف ليلة الأحد على إثر مشادة كلامية مع أحد ضباط الشرطة، وتم اقتياده إلى قسم شرطة الأميرية ليشهد سلسلة من أسوأ أنواع التعذيب، بعدها بساعات، تم نقل جثته التي تحمل آثار تعذيب عليها إلى مستشفى قريب". وأشارت إلى انتشار فيديو للانتهاكات التي تعرض لها "مكين"، وتظهر أثار الدماء والكدمات التي لطخت ظهره وباقي أنحاء جسمه. ونقلت عن مسئول قضائي قوله وكالة "أسوشيتد برس" إن ملابسات القضية غير اعتيادية، وإن هناك حالة من الغموض بشأن الحادث، لافتًا إلى أن الشرطة التزمت برواية أن "مكين" تم إلقاء القبض عليه بتهمة حيازة "ترامادول". واستندت الرواية إلى عرض شريط لكاميرا المراقبة من قسم الأميرية يظهر فيه "مكين" مقتادًا إلى القسم وبحوزته "الترامادول"، زاعمة أن "مكين" لقي حتفه كونه مصاب بداء السكري. وأضاف أنه "في حال وجود انتهاك وتعذيب، لما ظهر على الكاميرا"، متحدثًا عن التناقض في رواية شريكي "مكين" اللذين اصطحباه إلى قسم الشرطة؛ فأحدهما يزعم وجود تعذيب، والأخر ينكر، موضحًا أن تقرير الطب الشرعي الذي سيصدر في غضون أسابيع سينهي حالة الغموض التي تكتنف ملابسات الحادث. ونقل عن ابن الضحية، مالك مكين، قوله إن آخر مرة رأى والده فيها عند ذهابه يوم الأحد لشراء طعام لحصانه، مضيفًا: "أبلغني شهود أن والدي تورط في شجار مع أحد ضباط الشرطة بعد أنه سبه الأخير ليبادله والدي بقوله وأنت أيضًا". واستدرك: "حينها تعامل الضابط مع والي كأنه كرة قدم ليوسعه ركًلا وضربًا بمنتهى الهمجية، ويسحله على إسفلت الطريق، مضيفًا عندما تفحصت جثة والدي وجدت آثار التعذيب ومنها سحق إحدى خصيتاه"، بحسب وصفه. وأشارت الصحيفة إلى أن انتهاكات الشرطة المصرية كانت عاملًا أساسيًا لاندلاع ثورة25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. ولفتت إلى أن "حالات التعذيب والوحشية من قبل الشرطة تزايدت بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم"، مدللة بحالات الاختفاء القسري لنشطاء، والوفاة داخل السجون، والتي بررته الحكومة ب "عنف اضطراري لمواجهة الإرهاب، وخصوصًا إرهاب جماعة الإخوان المسلمين".