حذرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أن التسرع في إبرام صفقة سياسية مع روسيا, قد يقوض المصالح الأمريكية والغربية, ويضعف الأمن والاستقرار في العالم. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 18 نوفمبر, أن القيام بذلك سيبدو مكافأة لروسيا على ضمها شبه جزيرة القرم وغزو شرق أوكرانيا، ويمكن أن يشكل ذلك سابقة خطيرة تشجع الدول القوية في أماكن أخرى وتقوض أيضا المبدأ المقرر منذ سقوط جدار برلين والمنصوص عليه في ميثاق باريس عام 1990 بأن الدول الأوروبية حرة في اختيار سياساتها وتحالفاتها. وتابعت " ينبغي على الرئيس الأمريكي المنتخب الالتزام بهذه الأمور في التعامل مع بوتين, أبرزها, التزام ترامب بحلف شمال الأطلسي (الناتو), باعتباره ركيزة الأمن الأوروبي والعالمي منذ إنشائه عام 1949 , وأن يظل التزام أمريكا مطلقا في الدفاع, حتى عن أحدث وأصغر الدول الأعضاء في الحلف". واستطردت " يجب على ترامب أيضا ألا يسقط العقوبات المفروضة على روسيا -كما ألمح خلال حملته الانتخابية- دون إحراز تقدم في القضايا التي فرضت بسببها, ويجب ألا يعترف بمطالبة روسيا للقرم التي كان احتلالها خرقا صارخا للقانون الدولي". وخلصت الصحيفة إلى القول :" يجب على ترامب أيضا السعي لتحقيق تقدم تدريجي في قضايا محددة, وأن تقوم موسكو بتدابير لبناء الثقة, وسوريا هي البداية, بأن يكون التعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا شرطا أساسيا لإنهاء الأزمة فيها". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا إن الهجوم الروسي الوحشي الجديد على حلب وكافة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية, جاء في أعقاب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الموافق 15 نوفمبر. ونقلت الصحيفة في افتتاحيتها في 16 نوفمبر, عن بيان صادر عن الكرملين, القول :" إن بوتين وترامب اتفقا على الحاجة للعمل معا في سوريا ضد العدو المشترك الأول ممثلا بالإرهاب والتطرف". وتابعت "روسيا وحليفها بشار الأسد سرعان ما نفذا هجوما وحشيا جديدا واسع النطاق ضد المدنيين في حلب الشرقية وغيرها", واستطردت "تنظيم الدولة غير موجود في حلب الشرقية, ويبدو أن ترامب غير مدرك لهذه الحقيقة، فيما يواجه حوالي ربع مليون نسمة من المدنيين في حلب الشرقية, الموت جوعا في ظل الحصار المفروض عليهم منذ يوليو الماضي, أو عن طريق القصف". وخلصت الصحيفة إلى التحذير من أن الأيام المقبلة قد تشهد جرائم إبادة لا حصر لها في حلب الشرقية وغيرها من المدن السورية, في ظل الضوء الأخضر الذي حلصت عليه موسكو ضمنيا من واشنطن سواء عبر تودد ترامب لبوتين, أو من خلال عدم اكتراث الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بما يحدث في سوريا. وكانت روسيا استأنفت في 15 نوفمبر ضرباتها الجوية الوحشية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب, بعد توقف استمر حوالي أسبوعين, وذلك تزامنا مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقا من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف، التي وصلت إلى البحر المتوسط قبل أيام. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا شنت ضربات صاروخية جديدة على مواقع لتنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في منطقتي إدلب وحمص في شمال غرب ووسط سوريا, فيما قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن العملية العسكرية الجديدة تهدف إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة ومراكز تجمع مقاتلي تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في محافظتي إدلب (شمال) وحمص (وسط), حسب زعمها. وأضافت "كوميرسانت" أن قصف مواقع المعارضة في محافظة إدلب يهدف إلى قطع طرق الإمدادات بالأسلحة والمقاتلين إلى جبهات حلب الشرقية، كما تهدف العملية إلى منع انتقال مقاتلي تنظيم الدولة في ريف حمص باتجاه منطقة تدمر.