يعيش أهالى محافظة قنا، فى رعب مع حلول شهر نوفمبر من كل عام، وكلما أعلنت هيئة الأرصاد عن سقوط أمطار غزيرة تصل إلى السيول بمحافظة البحر الأحمر، تتجدد موجات الفزع بين أهالى المحافظة لأن الموقع الجغرافى لقنا فى الصحراء الشرقية المتوازى مع سلاسل جبال البحر الأحمر من أهم أسباب هجوم السيول على قنا. الكوارث السابقة منذ ثورة يوليو 1952، تركت آثارًا سيئة فى نفوس المواطنين فكان منهم القتيل ومنهم المنكوب فى ماله وأهله وبيته. ورغم أن المحافظة لم تتعرض للسيول، إلا أن السيول التى اجتاحت رأس غارب وطريق قنا- سوهاج أصابت الشارع القنائى بالأحزان، حيث أسفرت عن مصرع 7 أشخاص بينهم طفلتان لتكون مشيئة الله فوق جميع التوقعات ولتعلن السيول أن هدفها أبناء قنا أينما كانوا. بعد سقوط الأمطار الغزيرة، تعالت صرخات أهالى 4 قرى بمراكز شمال قنا، وهم البطحة وعزبة البوصة بمركز نجع حمادى، ونجع الشيخ سلام بمركز فرشوط، قرية العمرة بمركز أبوتشت محذرة من تكرار سيناريو السيول الكارثى على مدار 60 عامًا، وذلك لوقوع منازلهم وزراعاتهم فى مخرات السيول. الأهالى أكدوا أن هذه القرى تلقت وعودًا من المسئولين بإنشاء مصرف وترعة بعيدة عن مساكن الأهالى المهددة بالسيول، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك حتى الآن. وفى قرية العمرة بمركز أبوتشت والواقعة بمنطقة جبلية، تربط بين محافظتى قناوسوهاج، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 40 ألفًا، تتعرض للسيول بشكل مباشر، مما يسبب أضرارًا جسيمة تمثل خطرًا على أرواح الأهالي، الذين أكدوا وقوعهم ضحية إهمال المسئولين التنفيذيين بالمحافظة. الوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوتشت قامت بعد كارثة أتوبيسى قنا بإنشاء حاجز ترابى بطول كيلو متر حول القرية لحمايتها من مخاطر السيول بعدما قام الأهالى بالتعدى على 3 مخرات رئيسية للسيول دون تحرك من المسئولين، لضيق المساحات بالقرية كونها جبلية، مع استمرار زيادة الكثافة السكانية لها، كما تم بناء منازل عشوائية عليها، فأصبحت مناطق مسطحة قابلة لانجراف السيول. فيما تقع قرية عزبة البوصة، التابعة للوحدة المحلية لقرية الشعانية، على بعد 9 كيلومترات شرق نجع حمادي، ويتبع القرية نجع الشيخ، ويبلغ تعداد سكانهما معا حوالى 10 آلاف نسمة. الأهالى يشتكون من تجاهل المسئولين، حيث تتعرض القرية للسيول بشكل متكرر، وهو ما يعرض سكانها للخطر ويلحق أضرارًا جسيمة بممتلكاتهم. أما أهالى قرية الشيخ سلام، التابعة للوحدة المحلية لقرية الكوم الأحمر، بمركز فرشوط فيعيشون فى قلق دائم كلما حل موسم السيول لقرب قريتهم من الجبال، واحتمالية سقوط الأمطار والسيول عليها.