نفت جماعة الحوثي في اليمن رسميا، اليوم الجمعة، الاتهامات الموجهة لها من التحالف العربي باستهداف "مكةالمكرمة" بصاروخ باليستي، مساء أمس، معتبرة الاتهام "محاولة لتأليب مشاعر المسلمين"، فيما أدانت الرئاسة اليمنية الهجوم. جاء ذلك في بيان صادر عن الناطق الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام، نشرت قناة "المسيرة" التابعة لهم مقتطفات عاجلة منه. وقال عبد السلام "رغم الجراح، لم نستهدف أية منشأة مدنية أو مصلحة عامة خلال الصراع، فضلا عن الأماكن المقدسة"، ووصف مكة ب" المقدسة والغالية على قلب كل يمني ومسلم". وذكر ناطق الحوثيين، أن الاتهامات "محاولة ممجوجة لتأليب مشاعر المسلمين، وهلوسة إعلامية ليس من عاقل أن يستوعبها، الهدف منها الهروب من الجرائم والحصار الذي تتعرض له اليمن". وفي السياق ذاته أدانت الرئاسة اليمنية ب"أشد عبارات الاستنكار" اليوم، الهجوم، ووصفته ب"العمل الدنيئ وغير المسؤول". جاء ذلك في بيان للرئاسة، نشرته وكالة "سبأ" التابعة للحكومة، ذكرت فيه أن "تلك الخطوة، عمل دنيء وغير مسؤول تنتهجه المليشيات الإرهابية الانقلابية للحوثي و(الرئيس السابق، علي عبد الله) صالح". واتهم بيان الرئاسة اليمنية، إيران ب"الوقوف خلف الحوثي وصالح ومساندتهم للقيام بمحاولاتها المارقة والمجردة من القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية في استهداف المقدسات الدينية وقبلة المسلمين". وعبر في ذات السياق عن أسفه "أن يأتي استهداف هذه البقاع الطاهرة (مكة) من أرض يمنية أخضعتها تلك المليشيات المتمردة بقوة السلاح لتمردها". وفي إشارة لمحادثات السلام المتكررة التي أجرتها الحكومة اليمنية مع "الحوثي وصالح" دون التوصل لحل ينهي الأزمة قال البيان الرئاسي "نؤكد مجددا لأشقائنا والعالم أجمع أن لغة الحوار والسلام التي اخترناها سبيلا طوال المراحل الماضية لم تؤتِ ثمارها مع تلك الجماعات الإرهابية (الحوثي، صالح) التي حذرنا منها مراراً وتكراراً" وأعلن التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية، مساء أمس، اعتراض وتدمير صاروخ باليستي على بعد 65 كم من مكةالمكرمة أطلقته قوات "الحوثي وصالح" من محافظة صعدة، شمالي البلاد بمحاذات المملكة. ويعد هذا ثاني صاروخ يطلقه الحوثيون مستهدفين المدينة المقدسة خلال أكتوبرالجاري. ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وصالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة. وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتقود السعودية منذ 26 مارس 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين تشارك به البحرين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح".