أثارت واقعة ذكر منطقتي حلايب وشلاتين ضمن حدود السودان غضب الكثيرين، نظرا لأن هذا الأمر خاص بالحدود المصرية، ورأوا أن الوزارة كان عليها أن تراجع الخرائط جيدا قبل طبع الكتب. وكانت خريطة بكتاب اللغة الانجليزية للصف الثاني الإعدادي، قد أظهرت منطقتي حلايب وشلاتين ضمن حدود دولة السودان، رغم تأكيد الدكتور الهلالي الشربينى وزير التربية والتعليم، على تنقيح المناهج وإزالة الحشو والتكرار بها وتعديل الحدود الجغرافية المصرية في الخرائط التي تضمنتها المناهج، رغم قيام لجان متخصصة بمراجعة الكتب خلال الفترة الماضية. يرى عدد من الخبراء أن وزير التربية والتعليم يجب محاكمته وليس عزله فقط، نظرا لعظم هذه الأخطاء التي تغير من معالم الحدود المصرية، مشيرين إلى أنه أخفق في إدارة الوزارة وتصريحاته عن أن العملية التعليمية تسير بشكل منتظم، ما هو إلا "شو إعلامي" فقط. بدوره، قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن هذا الخطأ يدل على أن تطوير المناهج الذي طالب به الرئيس السيسي لم يتم ولم تقم الوزارة بالمراجعة وتنقيح المناهج، مشيرا إلى أن ذكر حلايب وشلاتين ضمن حدود السودان خير دليل على ذلك، مضيفا أن هذا الخطأ لا يعني أن مصر تنازلت عنهما لصالح السودان. وأوضح نور الدين في تصريحه ل"المصريون"، أن كلام الوزارة عن أنها أجرت تعديلات على المناهج ليس إلا "شو إعلامي" فقط تريد الوزارة من ورائه إيهام القيادة السياسية بأن الأمور تسير على ما يرام. وأضاف الخبير التربوي، أن هذا الخطأ ليس الأول الذي تقع فيه الوزارة فلها كثير من الأخطاء التي استفزت الرأي العام، وخاصة الأخطاء الدينية التي وقعت فيها الوزارة، وأيضا الأخطاء الخاصة بالحدود المصرية، وعلى الرغم من تكرار الأخطاء إلا أن الوزارة لم تسع لإيجاد محاولات من أجل التقليل من هذه الأخطاء. وتابع: "لابد أن تقوم القيادة السياسية والجهات الرقابية بتغيير الوزير والإتيان بشخصية لديها خطة واضحة ورؤية لتطوير التعليم، وأيضا تكون لديها أفكار خارج الصندوق للقضاء على مشكلات التعليم المتراكمة". وفي السياق ذاته، يرى رائف تمراز، عضو مجلس النواب، أنه يجب محاكمة الوزير ولا يكفي الأمر فقط لعزله، نظرا لأنه بهذا الخطأ يزور التاريخ كما أن السودان يمكن أن تستغل هذا الخطأ وتقول إن هذا يعد إثباتًا من الوزارة لملكيتها تلك المنطقتين. وأوضح تمراز، في تصريحه ل"المصريون"، أن هناك بعض العناصر المندسة داخل الوزارة تريد تغيير معالم الحدود المصرية، وتريد إحداث إرباك، مضيفا أن هذا يشير إلى عدم وجود مراجعات من جانب الوزارة للمناهج، على الرغم من تعدد الأخطاء وتكرار حدوثها. وتابع: هذا يؤدي إلى أن الطالب لا يعرف في النهاية حدوده، مشيرا إلى أن اعتذار الوزير عن هذا الخطأ لا يكفي ولا يعفيه من المسئولية، والتي أثبت أكثر من مرة أنه ليس كفؤا لتحملها. وأشار إلى أن البرلمان تقدم بأكثر من 20 طلب إحاطة للوزير لمناقشة المشكلات الكثيرة التي تعاني منها وزارة التربية والتعليم.