تعجبت من الهجوم الذى شنته " نوارة " على الشيخ " حسان " فى مقالها الذى أرسله صديق لى . فلم تكن دعوة الشيخ الأولى ولن تكون الأخيرة فى العالم أو فى مصر لسداد دين أو لعمل عام وكل دول العالم تقوم بمثله سواء كانت أعمالا خيرية أو وطنية أو حتى أعمال ذات صبغة دينية . فى مصر كان الراحل جلال الدين الحمامصى – رحمه الله - صاحب دعوة سداد ديون مصر فى الثمانينيات من القرن الماضى ولم يتعرض له كاتب بكلمة بل وقف الجميع بجواره . ولم تكن دعوة الشيخ خروجا عن روح الثورة أو انتقاصا من قيمة الوطن فى شىء بل كانت محاولة للوقوف فى وجه المارد الأعظم الذى طالما لوح بما يعتقد أنه فضل إحسانه علينا إن شاء أعطى وإن شاء منع . قدمت الكاتبة بدائل للمعونة فى خمس نقاط – الثروة المعدنية بترول وغاز..إلخ والشركات متعددة الجنسيات وقناة السويس وثروات الدولة وميزانيتها وتنمية سيناء – ثم توزيع الثروات على المواطنين – لم تُفصل هذه النقطة – يمكن مثلا ناخد من دول وندى دول جايز- وانتقدت أن أموال المعونة تستفيد منها القوات المسلحة التى تستطيع منح أمريكا معونة حسب تعبيرها . حقيقة حاولت أن أفهم صلة الشيخ " حسان " بالنقاط السابقة فلم أجد فلاهو رئيس مصر ولا رئيس وزرائها ولا حتى وزير فى وزارة بدون حقيبة فالرجل شخصية عامة لا يملك سوى شعبيته بين الناس وحقد آخرين عليه صباح مساء فى الرايحة والجاية . وبالفرض أنه فى منصب رسمى فى الدولة فكل ما سبق يحتاج سنوات لتطبيقه . أما موضوع الجيش وعلاقته بالمعونة وهل تذهب كلها للجيش أم نصفها فيُناقش ويُراقب مثل أى موضوع كنا نرى فيه تجاوزا ولاعلاقة للشيخ بهذا لا من قريب ولا من بعيد . استعرضت الكاتبة ما رأت أنه انتقاص من قدر الشيخ وأنه خريج معهد لاسلكى ثم الجامعة المفتوحة – فلست على علم بحياة الشيخ – ومع هذا فإن كان صحيحا فقد رأيت فيه مسيرة كفاح لإنسان عصامى أصبح ملء السمع والبصر والكل يستمع لكلماته بدليل حرقة قلب الكاتبة والنقطة اللى هاتجيلها نقطة نقطة بس قولى يارب - من مجرد دعوة عامة أطلقها الرجل لكرامة البلد ليس إلا فالكل يعلم أن المعونة لن تطعم جائعا ولن تكسو عاريا وأنها ورقة ضغط تستغلها أمريكا ضدنا . رأيت فى الشيخ " حسان " مثلا يحتذى فى السعى بغير كلل ولاضعف ورأيت فيه رجلا يستفيد من حب الناس له فى عمل أقل ما يقال فيه أنه خير .أما موضوع أن كل أتباعه يخوضون فى أعراض الناس يا شيخة اتقى الله عارفاهم بالإسم مش كده ومع هذا " "كل نفس بما كسبت رهينة " فإنه يُسأل عما يقول ولايُسأل عن كلام غيره . موضوع فتاوى الشيخ بخصوص المظاهرات لم يكن هو الوحيد الذى أفتى بهذا – إن كان فعل فكما قلت أنا غير متابع له – كل المشايخ قبل الثورة فعلوا هذا بل إنى سمعت أحدهم يقول " المظاهرات حرام حرام ولو جاءت بخير " ورغم عدم قناعتى الشخصية بما قالوا فهم أحرار وهذه فتوى تقابلها فتاوى الأزهر الشريف بالخروج فى مظاهرات سلمية إذا وقع على الناس ضرر . أحاول جاهدا أن أجد ذنبا اقترفه الشيخ فى " "أطفيح " بالعقل كده معقول الشيخ حسان يقول إن المسيحيين بيسحروا للمسلمين والمسيحيين يسيبوه واسعة دى أوى . ده الراجل دعا لخير فلم تتركوه فى حاله والنائب المحترم أهانه والشيخ عفا عنه وسامحه وأنت لم تتركى شيئا حلوا إلا وانتقدتيه فما بالك بكلام عن السحر . بصراحة المقال بالبلدى " مخربأ " وبالعربى مهلهل . لو كل كتاباتك انفعالية بالشكل ده أنصحك تبعدى عن التوتر أو تبطلى كتابة . كان من الممكن أن تنتقدى الشيخ فى دعوته لجمع المبلغ مثلا فى يوم – هذه نقطة جديرة بالنقد – لكن لانعلم مابين الله وبينه فلعل الله أن يستجيب . جينا للآخر وكانت فين الدستور من صفوت الشريف وزكريا عزمى بالتحديد وليه ماسمعناش عنهم أى حاجة لا من بعيد ولامن قريب قبل الثورة . فإبراهيم بكرى ومصطفى عيسى – مفيش لخبطة على فكرة – عارفين الليلة . والمكافح الكبير إبراهيم عيسى استجدى العفو من المخلوع بعد نشر موضوع مرضه . هل صدقتى إن إبراهيم عيسى مجاهد بجد أمال مجدى أحمد حسين كان إيه ؟ المواضيع كانت واضحة كل الوضوح . النخبة الصحفية كانت بتاهجم النظام بأمر النظام بس بخطوط حمراء – مفيش بوهية يا أولاد – أما اللى بيعدوا الخطوط الحمراء زى مجدى أحمد حسين أو رضا هلال فهؤلاء مكانهم السجن أو الاختفاء لهذا أقول لك لا داعى لذكر إبراهيم عيسى فى مقالاتك منعا للتلوث . " قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى " لاأعرف صراحة أين القول المعروف فى كلامها بل على العكس تقول إنها مضطرة للأذى اللهم إلا عقلك هو الذى اضطرك لهذا وكثير من العقول تحكمها أهواؤها قالت حسان وماضره – فهو حسان بالمعنى والاسم شاءت أم أبت . جاء فى لسان العرب : الردح والترديح بسطك الشىء بالأرض حتى يستوى . يبقى الإنسان العف اللسان فوق الرأس حتى لو اختلفنا معه وما دون ذلك فمكانه معروف . وتبقى قيم لا تتغير ولا تتبدل راحت ثورة جات ثورة هى هى لاتتغير لأن تغييرها يعنى انهيار المجتمع لا تغييره .