بينما تجاوب كثيرون مع دعوات التظاهر 11 نوفمبر التي دعت إليها ما تسمي بحركة "غلابة" ضد الغلاء وزيادة الأسعار، أعلنت على الجانب الآخر بعض الأحزاب والحركات رفضها لتلك الدعوات، معتبرينها تهدف لإثارة الفوضى في البلاد. في هذا التقرير ترصد "المصريون" أبرز الأحزاب والقوى التي أعلنت معارضتها لتلك التظاهرات: حزب الوفد أكد حزب الوفد في بيان له رفضه للدعوات التي تطالب المصريين بالنزول يوم 11/11 للتظاهر ضد الغلاء، وارتفاع الأسعار وضد التدهور الاقتصادي التي تشهده. وأوضح الحزب في بيانه قائلاً: "يا شعب مصر العظيم لقد أصبح 11/11 هو الحدث الذي تروج له بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أطلق الداعون إليه وهم الإخوان اسم ثورة الغلابة ظنًا منهم أنهم بهذا الشعار الذي يمس حياة الناس يستطيعون استدراج المصريين لتحقيق أجندتهم الخسيسة، في أحداث الفوضى التي لن يدفع ثمنها لا قدر الله إلا البسطاء من هذا الشعب من قوت يومهم وسلامة وأمن أبنائهم". وأضاف البيان: "يؤكد حزب الوفد أن جماعة الإخوان التي لفظها الشعب المصري، والتي فشلت في كل دعوات الحشد التي أطلقتها قد أغواهم شيطانهم فلجأوا إلى شعارات أكل العيش واللعب على مشاعر احتياج المصريين، لإحداث الفوضى وإراقة الدماء كما فعلوا من قبل". وقال البيان إن: "يوم 11/11 سيكون شأنه شأن كل الدعوات الإخوانية السابقة التي رفضها الشعب، وكان الفشل والخزي والانهزام هم مآلها وأن هذا اليوم سيكون يوم الانتصار على دعوات الفوضى والدمار بإذن الله". الحركة الوطنية من جهته، أكد أسامة الشاهد، عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية، أن ما تردد في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن دعم الفريق أحمد شفيق، مؤسس الحزب والمرشح الرئاسي السابق لدعوات التظاهر في 11 نوفمبر المقبل ليس له أساس من الصحة. وقال الشاهد في مداخلة هاتفية لبرنامج هنا العاصمة إن: "حزبنا لم ولن يدعو للمشاركة بهذه المظاهرات"، مضيفًا أنه "تم الزج باسم الفريق شفيق في هذه الدعوات". وأضاف: "نحن من الأحزاب الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ونرى أن هذه المظاهرات يقف خلفها جماعة الإخوان الإرهابية، ولا يمكن أن نشارك بها بأي شكل من الأشكال". حركة 6 أبريل بينما قال شريف الروبي، القيادي بحركة شباب 6 إبريل، إن الحركة لن تشارك في دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر المقبل تحت اسم ثورة الغلابة، معتبرًا أنها مجهولة الهدف والهوية. وأضاف الروبي في تصريحات له، أن هذه الدعوات وراءها مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتواجدة خارج البلاد وخاصة تركيا، مشيرًا إلى أن حركة 6 إبريل ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي ولكنها لن تشارك في دعوات قادمة من الخارج. وتابع: "من يريد إسقاط السيسي ونظامه عليه أن يأتي إلى مصر أولاً، ثم نتفق ونتحاور ومن ثم تنطلق الدعوات والمبادرات، مؤكدًا أن ثورة الغلابة مجرد دعوات "فيسبوكية" لن تلقى قبولاً من الشارع المصري، لأن البديل المطروح لدى الداعين لها هو الرئيس المعزول محمد مرسي وهو ما لن يقبل به الشعب، رغم ما يعانيه من أزمة اقتصادية طاحنة". حزب مستقبل وطن وبدوره قال المهندس أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، إن الحزب قرر عدم مشاركته في تظاهرات 11/11، مشيرًا إلى ضرورة ترك الشارع لقوات الأمن لتقوم بدورها في حفظ الممتلكات العامة وضبط مثيري الشغب. وأضاف رشاد في تصريحاته أن كلمة ثورة الغلابة كذبة كبيرة؛ لأن تلك المظاهر ستضر بالغلابة والجياع في المقام الأول، لأن العنف والفوضى أبعد ما يكون عن خدمة الغلابة والبسطاء، لأن رجال الأعمال وأصحاب الدخل اليسير سيستطيعون التعامل مع غلاء الأسعار والفوضى. وأضاف رشاد، أن الداعين لهذه الدعوات مستحيل أن يكونوا مصريين أو من أبناء البلد، معتبرًا أن الهدف منها صناعة الفوضى وزعزعة الاستقرار وهدم الدولة، من قبل مجموعة من المتآمرين على البلاد من قوى خارجية، فضلاً عن الذين فقدوا مصالحهم مع النظام الحالي. وتابع: "أن الحل ليس بالثورات، لأنها ستصنع مزيدًا من الفوضى وارتفاع الأسعار وازدياد الوضع الاقتصادي سوءًا وانهيار مؤسسات الدولة". حركة الاشتراكيين الثوريين أما محمود عزت، أحد أعضاء حركة الاشتراكيين الثوريين، فقال إن الحركة لن تشارك في مظاهرات 11 نوفمبر ولم تصدر أي بيانات عنها تدعو للنزول والمشاركة في المظاهرات. وأضاف عزت، أن الحركة لن تنزل مظاهرات دعت لها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن من حق أي فصيل النزول في هذه المظاهرات. حزب الكرامة قال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إن حزب الكرامة لا علاقة له بتلك الدعوات التي صدرت من جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا عدم تأييد الحزب للدعوات. وأوضح سامي أن أهداف الدعوة غير معروفة، وأن جماعة الإخوان المسلمين هي مَن تقف وراء تلك الدعوات، مشيرًا إلى أن الدولة غير قادرة على تلبية مطالب الشعب المصري، بوقف غلاء الأسعار، أو توفير أي مساعدات خلال الفترة الراهنة، لأن الموارد ضعيفة. لم يقتصر الرفض فقط على الحركات بل قام عدد من الإعلاميين بإعلان رفضهم لتلك التظاهرات، وكان أبرز هؤلاء الإعلاميين، الإعلامي أحمد موسي، ومصطفى بكري، وأيضًا الكاتب بالمصري اليوم محمد الأمين، بالإضافة إلى دندراوي الهواري الكاتب باليوم السابع، وأيضا وسيم السيسي الإعلامي بفضائية المحور. ويرى السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدعوات التي تطالب بالتظاهر 11/11 تقف وراءها بعض الأجهزة الأمنية وأيضًا الحكومة، مشيرًا إلى أن هذه الجهات لديها بعض الأهداف من وراء ذلك، وأن من يقوم بهذا الأمر لا يحدد ميعاد التظاهر أو يحدده بيوم معين. وأوضح مرزوق في تصريحه ل"المصريون" أن الثورات مثل البراكين لا تحتاج لميعاد معين ولا يمكن تحديد يوم بعينه لإحداث ثورة، مضيفًا أن الشعب المصري يعاني من أعباء كثيرة ليس خلال هذه الفترة فقط ولكن منذ فترة كبيرة، مشيرا إلى أن تحديد هذا اليوم غير مفهوم ولا يعبر عن شيء، متسائلا: لماذا تم تحديد هذا اليوم بالأخص دون باقي الأيام وما دلالة هذا اليوم لمن يدعو للتظاهر فيه؟. وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن "هذه الدعوات إذا لم يكن وراءها النظام المصري وأجهزة مخابرات، ستكون وراءها جماعة الإخوان المسلمين".