تزايدت فجوة الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط، حول ملفات إقليمية، وكان أبرزها الأزمة التي تفجرت مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة أخيرًا في مجلس الأمن إلى جانب مشروع قرار روسي، ووقف شركة "أرامكو" السعودية إمدادات البترول إلى مصر للشهر الجاري، ما أثار الكثير من التساؤلات حول مدى التغييرات التي قد تلقي بظلالها على السياسة الخارجية المصرية في المرحلة المقبلة. قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي المعروف بقربه من دائرة صنع القرار السياسي بالمملكة، إن مصر أصبحت في المعسكر الأخر الذي يقف ضد مصالح السعودية ويعاديها. وكتب خاشقجي في تدوينة له عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر": "لافروف يعلن أنه أرسل دعوات لإيران والعراق و"مصر" لحضور مؤتمر لوزان لمناقشة الوضع بسوريا، ألم أقل أمس أنهم في المعسكر الأخر"؟. وأكدت مصر مشاركتها في اجتماع لوزان المنعقد اليوم في مدينة لوزان بسويسرا بمشاركة أمريكا وروسيا، فيما أعلنت وإيران مشاركتهما في الاجتماع، وقالت إن حسين جابر الأنصاري مساعد وزير خارجيتها، سيشارك في الاجتماع. وقال الدكتور يسري العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إنه "إذا توجهت القاهرة نحو طهران بعد تفاقم أزمتها مع السعودية، فهي ستضع مسمارها الأخير في علاقاتها مع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، فالتوقيت له تأثير مهم". وأضاف العزباوى: "إيران تريد السيطرة على منطقة الشرق الأوسط عن طريق المصلحة المشتركة مع بعض الدول العربية، خاصة مصر القوة الرئيسية في المنطقة"، غير إنه استدرك قائلاً: "إيران لن تعطيك أكثر مما تريد هي، وليس ما تريد أنت، إضافة إلى خسارة علاقاتك مع جميع دول الخليج". وأكد العزباوي، أن "مصر لن تتعامل مع الأزمة بهذا المنطق، فهذه ليست سياسة بل مكايدة أو "كيد النساء"، موضحًا أن "السياسة أصبحت شبيهة بالعلاقات الشخصية التي تقوم على المشاعر، وليست سياسة دولة في حجم مصر". من جانبه، رأى الدكتور طارق عبد الوهاب، خبير العلاقات الدولية، أن "مصر لا ترى خطر الإيرانيين الذين يدخلون في صراع إقليمي محموم مع السعودية بتأييدهم لبشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن"، معتبرًا أن "ما حدث في تصويت الأممالمتحدة هو القشة التي قصمت ظهر البعير". وأضاف عبد الوهاب، أن "إيران دولة إقليمية قوية، وقوة اقتصادية وعسكرية لا يستهان بها، رغم هذا فلا تستطيع أن تتوقع هل يتوجه النظام نحو طهران أم لا، فسياستنا ليست أكثر من ردود أفعال ولا أحد يحترم موقفنا، فربما تتجه لإيران، فهي سياسة ليس لها بوصلة".