شهدت محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس حالة من الاستنفار الأمنى قبل انعقاد أول جلسة لقضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى، والمتهم فيها 43 ناشطًا حقوقيا بينهم 19 أمريكيا و16 مصرياً وألمانيين كانت السلطات القضائية المصرية قد أحالت 43 متهمًا ينتمون إلى خمس منظمات أجنبية هى، المعهد الجمهورى الدولي، والمعهد الديمقراطى الأمريكي، ومنظمة فريدوم هاوس "بيت الحرية"، ومؤسسة كونراد الألمانية، والمركز الدولى الأمريكى للصحفيين، بينهم 19 أمريكيًا و16 مصريًا، على رأسهم مدير المعهد الجمهورى صاموئيل لحود نجل وزير النقل الأمريكي. وأسندت السلطات القضائية المصرية إلى المتهمين اتهامات تتعلق بتأسيس وإدارة فروع لمنظمات دولية دون ترخيص من الحكومة المصرية، وتسلم وقبول تمويل أجنبى من الخارج بغرض إدارة فروع هذه المنظمات الدولية بما يخل بسيادة الدولة المصرية. وعلى الجانب الآخر تجمع العشرات من أنصار الشيخ عمر عبدالرحمن أمام مقر محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس للمطالبة بالإفراج عن الدكتور عمرو عبد الرحمن؛ الشيخ الضرير المحتجز بالسجون الأمريكية. ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج الفورى عن الشيخ عمرعبدالرحمن، بعد أن قدموا طلبات للمجلس العسكرى للمطالبة بالإفراج عنه فى أغسطس الماضى. وكشف بعض أنصار الشيخ عن اتفاق تم بينهم وبين اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، لتوصيل طلباتهم إلى وزارة الخارجية المصرية للمطالبة بالإفراج الفورى عن الشيخ عمر، مؤكدين أن هذه الطلبات لم تسلم إلى وزارة الخارجية المصرية حتى الآن. وطالب عبد الله عمر عبدالرحمن، نجل الشيخ المعتقل، المجلس العسكرى بعقد صفقة تبادلية مع الإدارة الأمريكية للإفراج عن والده المعتقل منذ 19 عامًا فى السجون الأمريكية. ووصف عبد الله المتهمين فى قضايا التمويل الأجنبى بأنهم "جواسيس وخونه"، وأنهم حاولوا إفساد الحياة مصر بعد ثورة 25 يناير، مطالبًا بمعاملة المتهمين نفس المعاملة التى يعامل بها الشيخ عمر عبد الرحمن فى محبسه بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما طالب البرلمان بالضغط على الحكومة للمطالبة بالإفراج عن والده. ووجه نجل الشيخ عمر عبدالرحمن رسالة للولايات المتحدةالأمريكية قال فيها: "يا حامية الديمقراطية المزعومة أنتم حبستم الشيخ عمر عبدالرحمن وأصدرتم حكمًا لإرضاء مبارك"، متهمًا الولاياتالمتحدة ب" الكيل بمكيالين". ورفع أنصار الشيخ عمر عبدالرحمن المتواجدون أمام محكمة جنايات شمال القاهرة لافتات كتبوا عليها: "يا دعاة حقوق الإنسان أين أنتم من الدكتور عمر عبد الرحمن"، "يا عسكرى يا عسكرى فين الشيخ الأزهري"، "يا برلمان يا برلمان فين الشيخ عمر عبدالرحمن" و"إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية صاحبة الديمقراطية المزعومين، لماذا الكيل بمكيالين"، "يا دعاة حقوق الإنسان أين أنتم من الدكتور عمرعبد الرحمن"،"الحرية لعمرعبد الرحمن و8 من المعتقلين بأمريكا"، "أمريكا خلف العملاء ومصر ناسية العلماء"و"لن ننساك يا شيخ عمر الحرية"،"الله أكبر الله أكبر الشعب يريد الشيخ عمرو عبد الرحمن"، و"الدكتور غالى علينا وجواسيسكم تحت إيدينا"، "الدكتور ثمنه ثمين وجواسيسكم ثمنهم رخيص". من جانبه نفى الدكتور طارق الزمر، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، وجود أى تقصير من جانب الجماعة فى حق الشيخ عمر عبد الرحمن، منوها بأن الجماعة لا تعتبره الزعيم الروحى للجماعة الإسلامية فقط بل قمة إسلامية شامخة. وأوضح أن الجماعة ستقدم مشروع قانون يحظر تبادل أى سجين بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، خصوصًا المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى لمؤسسات المجتمع المدنى إلا بعد إفراج الجانب الأمريكى عن الشيخ عبد الرحمن. كما لفت إلى أن الهيئة البرلمانية للجماعة الإسلامية ستتقدم بمشروع قانون يلزم الحكومة بالتدخل لإخلاء سبيل زعيم الجماعة الإسلامية فى أقرب وقت، مؤكدا أن هذه القضية ليست قضية الجماعة فحسب بل قضية المجتمع ككل.