رغم الحصانة التي كفلها الدستور لأعضاء مجلس النواب، والتي تمنع تفتيشهم في الأكمنة الأمنية والمطارات حال السفر إلى الخارج، وذلك لطبيعة عملهم البرلماني، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت عدة انتهاكات لعدد من أعضاء البرلمان داخل صالات المطار وعلى يد رجال الأمن، ما أثارت حفيظة النواب الذين رفضوا تلك المعاملات، مطالبين بتحقيق فوري لوقف هذه الانتهاكات. وصباح اليوم الخميس، استنكر النائبان اللواء حاتم بشات، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية، واللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، إجراءات التفتيش أثناء دخولهما صالة رقم 2 بمطار القاهرة الدولي، لاستقلال الطائرة التابعة لشركة الخدمات البترولية المتجهة إلى مطار أبوسمبل، لمطالبتهما بخلع الأحذية. وقال النائبان، لوزير النقل جلال السعيد: "إزاى يفتشونا ويخلعونا الأحذية بزعم تفتيشنا، إحنا صاحيين الفجر عشان نقوم بعمل وطني فكيف يتم تعاملنا بتلك الطريقة؟"، فيما رد وزير النقل على شكوى عضوي مجلس النواب، بالاعتذار لهما عما حدث، وأنه سيعالج شكواهما من سوء التنظيم، وسيأمر بالتحقيق في الواقعة بشكل فوري. وهذه الواقعة لا تعد الأولى من نوعها فسبق وأن تم اعتراض النائب عمرو أبو اليزيد، عضو مجلس النواب عن دائرة بولاق الدكرور، على إجراءات التفتيش داخل المطار خاصة عقب إجبار عدد من الركاب على خلع أحذيتهم أثناء التفتيش رغم عدم خضوع الأجانب لتلك التعليمات، ما اعتبره النائب بمثابة إهانة للمصريين. وفي وقت سابق، تعرض النائب محمد عبد الغنى، عضو مجلس النواب، بدائرة الأميرية والزيتون، للإهانة داخل مطار القاهرة، والاعتداء عليه لفظيًا حال انتظاره نجلته بالمطار، مضيفًا أن أمين شرطة اعتدى عليه لفظيًا وحاول اختطاف الكارنيه الخاص به، قائلا: "كنت متواجدًا فى مطار القاهرة لاستقبال ابنتي العائدة من رحلة بالخارج، والتزمت بحدود الدائرة الجمركية التي ينبغي عدم تجاوزها من مستقبلي القادمين من الخارج، إلا أنني لاحظت آخرين يتجاوزون تلك المنطقة، وأن القاعدة لا تطبق على الجميع". وأمضى قائلَا: حين ناقشت أحد أمناء الشرطة في هذا الأمر رد علىّ بشكل غير مقبول، قائلا لى: "اخرس" وحال تعريفه بنفسه وبأنه نائب عن الشعب، وحين أخرج كارنيه البرلمان ليطلعهم عليه، نزعوه من يده ورفضوا إعادته له. من جانبه رفض النائب إبراهيم عبدالنظير مصطفى، عضو مجلس النواب، الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن في حق نواب البرلمان، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل في تلك التجاوزات وتقديم المتورطين فيها للمحاكمة الجنائية. وفي تصريحات ل"المصريون" أكد "مصطفى"، أن الدستور كفل للنواب حصانة تمنعهم من التفتيش سواءً في المطارات أو الأكمنة، علما بأن النائب لا يمانع مع ذلك في تفتيشه حال سفره للخارج، لكن أن تتم إهانته بهذه الطريقة فلا يمكن السكوت على تلك التجاوزات. وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن التجاوزات الفردية التي يقوم بها بعض أفراد الأمن سواءً تجاه أعضاء البرلمان أو المواطنين ترسخ لمبدأ الكراهية بين الشعب والداخلية في وقت لا بد أن يتكاتف فيه الطرفان لعدم العودة إلى ما قبل ثورة 25 يناير. بدوره طالب النائب أحمد إبراهيم العوضي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، الدكتور علي عبدالعال، رئيس المجلس، باتخاذ إجراء قوي وسريع ضد تجاوزات رجال الأمن تجاه أعضاء البرلمان أثناء التفتيش في المطارات. وقال العوضي، في تصريحات ل"المصريون"، إنه من العبث أن تتم إهانة بعض النواب ومطالبتهم بخلع الأحذية بزعم تفتيشهم، خاصة أن وفد البرلمان المكون من النائبين اللواء حاتم بشات، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية، واللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، كانا متجهين لافتتاح منفذ "أرقين" بأبوسمبل تجريبيًا، مشيرًا إلى أن مثل التجاوزات تشوه صورة النواب أمام ناخبيهم. واستطرد عضو مجلس النواب: "زيادة هذه الانتهاكات في الآونة الأخيرة لا يمكن السكوت عليه وآن الأوان لفتح تلك الملف الشائك خلال دور الانعقاد الثاني حتى تتم عودة هيبة النواب".