رغم السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة لم تكرس دول الخليج القطيعة بين الطرفين، وحاولت دول مجلس التعاون في أكثر من مناسبة فتح صفحة من التقارب مع إيران، فيما واظبت طهران على التدخل في شؤون المنطقة. ففي كل مرة حاولت فيها دول الخليج تغليب مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل مع إيران، اصطدمت بسياسات طهران المنافية لكل هذه المبادئ. فالحوار والتفاوض للتقريب في وجهات النظر طالما كانا مطلبا خليجيا عاما، لكن إيران لم تحترم قواعد هذا الحوار، وأهم نقاط خلاف بين طهران والعواصم الخليجية هي رفض إيران الكف عن سياسة التدخل في شؤون دول المنطقة وزعزعة استقرارها. فالعراق وضعته طهران تحت وصايتها، ولا يتم التصدي هناك لأي تحد أمني أو سياسي من دون موافقة إيرانية، وامتدت تلك الوصاية إلى اليمن، إذ تدعم إيران ميليشيات الحوثي وصالح ماليا وعسكريا. أما لبنان فتعتبر ميليشيات حزب الله، التي تمدها إيران بالسلاح وتدرب مقاتليها الذراع الإيرانية الضاربة في لبنان وسوريا، التي باتت بدورها مسرحا مفتوحا للتدخل الإيراني العسكري. أما في دول الخليج فإن إيران لا تتورع عن محاولة زعزعة استقرار الجوار وبدا ذلك جليا في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، حيث تم اكتشاف خلايا دربتها إيران وأعدتها لزرع الفتنة والقلاقل. وعلى الرغم من كل ذلك، لم يوفر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مناسبة ليكرر أن لا حاجة للوساطة بين دول الخليج وإيران، ويشدد على أن طهران تدرك ما عليها القيام به لإصلاح العلاقات. غير أن التقارب بين إيران ودول الخليج يبدو في الوقت الراهن بعيد المنال مع تراكم كل تلك الحوادث وازدياد الهوة بين الطرفين اتساعا.