قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير أعدته عن القفص الجوي الأمريكي بسوريا نهاية الاسبوع الماضي والذي ذهب ضحيته 60 مدنيًا، إنه وضعها في موقف دفاعي خاصةً وأنه شكك في نيتها لوقف الحرب الأهلية وبدء المسار السلمي في سوريا. وأشار التقرير إلى أن الاتفاق الذي أبرمه وزير الخارجية "جون كيري" مع نظيره الروسي في جنيف منذ تسعة أعوام يضمن تهدئة الأوضاع في سوريا، ولكن بانهيار ذلك الاتفاق سوف تنكشف ازدواجية روسيا التي تدعم نظام الرئيس"بشار الأسد". هذا وأسفر الهجوم التي قامت به القوات الجوية الأمريكية مستهدفة عناصر جهادية عن مقتل 60 مدني بدلا منهم ، الأمر الذي أحرج السلطة الأمريكية كونها تتبع استراتيجية مزدوجة في سوريا فهي تدعم نظام الرئيس السوري وفي نفس الوقت تنظم هجمات متتالية على داعش. ولفتت الانتباه إلى أن قرابة عام مضى منذ بدء "كيري" مساعيه الدبلوماسية لخفض العنف والانتقال السلمي للسلطة ولكنه لم يقترب حتى الآن من تحقيق هذا الهدف، حتى أن مطالب أمريكيين بمغادرة "الأسد" منصبه تم تجاهلها خوفا من سيطرة الجهاديين على السلطة بدمشق. وعنه قدمت أمريكا اعتذارها الرسمي للرئيس "بشار"عن الضحايا، ملحق بها استراتيجية جديدة لتسيير الأوضاع في المنطقة تضمنت محاولات وقف العداء بسوريا لمدة 7 أيام كخطوة أولى في اتفاقيتها مع روسيا "فالوقت لم يفت ويمكننا البدء من جديد"، على الرغم من توقع المسئولين الأمريكيين فشل مساعي وقف النار كما حدث في اتفاقية فبراير. من جانبها اتهمت الخارجية الأمريكيةروسيا بعدم كونها جادة في الضغط على حكومة "الأسد" لوقف الأنشطة العسكرية وتمكين المساعدات الإنسانية، حيث طالب "كيري" روسيا إبان ظهوره بقناة الcnn" " الأمريكية صباح يوم الأحد بضرورة التحرك والضغط على "الأسد" للسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة احترامًا لمعاهدة جنيف. وأضاف كيري" أن أكبر تحدي يواجه روسيا هو إقناع "الأسد" بوقف إطلاق النار على السوريين بدون تمييز وهو ما يستمر في فعله، معتبرا ذلك تحدي في حد ذاته. بينما يتوقع كثير من المسئولين الأمريكيين فشل اتفاقية "جنيف" لعدم مصداقية روسيا في مساعيها للضغط على "الأسد" ، وإنما يروا أنها كانت مجرد فرصة تتيح لها إبقاء مصالحها في سوريا تحت السيطرة وإن كان الأمر كذلك فالتفجير الخاطئ سيصب في مصلحتها تماما. ولفت التقرير الانتباه إلى العقبات الكثيرة التي واجهت "كيري" في واشنطن خلال لقائه بوزير الخارجية الروسي الأمر الذي أضعف من حماسه، فالتفجير الخاطئ بيّن مدى صعوبة عدم تورط القوات الأمريكية والروسية في وضع سوريا المعقد. في سياق متصل توجه عدد من قادة الدول ورؤساء الخارجية لحضور الافتتاح السنوي لجمعية الأممالمتحدة يوم الثلاثاء القادم، حيث سيرأس "جون كيري" المجموعة الدولية لدعم سوريا، وفيها سيتم مناقشة خطط وقف العنف، والحلول السياسية للأزمة السورية وذلك بحضور مندوب عن كلًا من الولاياتالمتحدة، تركيا، والصين وغيرهم لبحث اهتمامات كل دولة في المنطقة.