ومازال القوس مفتوحًا لم تنتهِ أزمة الاختفاء القسري أو تقل تدريجيًا بعد التقرير الذي أصدره المجلس القومي لحقوق الإنسان في اليوم العالمي للاختفاء القسري، والذي يؤكد وجود ما يقرب من 276 حالة اختفاء قسري على مدار عام واحد منذ إبريل 2015، وحتى نهاية مارس الماضي 2016، بينها 67 حالة تراوحت مدة تغيبها بين ستة إلى ثمانية أشهر، و14 حالة تراوحت مدة تغيبها من أربعة إلى خمسة أشهر، و6 حالات تغيبت لمدة أكثر من عشرة أشهر، و6 حالات أخرى تغيبت لمدة شهرين. وطبقًا لتقرير المجلس "الاختفاء القسري بين الادعاء والحقيقة"، فقد اعترفت الداخلية بوجود 170 حالة من أصحاب الشكاوى لديها، بينها 143 شخصًا مازالوا محبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا مع تحديد أماكن احتجازهم، و27 آخرون تم إخلاء سبيلهم، كما أكدت الوزارة أيضًا وجود 44 تبين بعد الفحص أنه لم يتم ضبطهم. المحامون "يختفون" ومع كل تلك التأكيدات والحالات التي ظهرت والأخرى التي مازال البحث جاريًا عنها، ظهر عدد من الحالات الجديدة التي اختفت قسريًا كان علي رأسها المحامي الحقوقي "محمد صادق" وهو المسئول عن قضايا عدد من المعتقلين، وعدد آخر من المختفين قسريًا، حيث اختفى في نهاية شهر أغسطس، ولم يستدل على مكانه حتى هذه اللحظة، رغم البلاغات التي قدمت من أهله وأصدقائه، والانتفاضة التي قام بها العشرات من المحامين الحقوقيين في محاولة للضغط على السلطة لمعرفة مصيره. ويدخل ضمن القائمة المحامي الحقوقي "هاني سعيد" التابع لمحافظة الجيزة والمختفي قسريًا هو الآخر منذ أسبوع ولم يستدل على مكانه حتى هذه اللحظة. وقد أعلن عدد من المحامين رفضهم التام للتغافل الذي تعيش فيه نقابة المحامين لعدم الدفاع عن أصحاب المهنة ممن ينتمون لمظلة المحاماة، مؤكدين أن ذلك يؤدى إلي اختفائهم لعدم الضغط، واستمرار الأجهزة الأمنية والقضائية في التعنت، وإبداء التجاهل التام لمطالبات أسر المختفين وأصدقائهم للشكاوى والاستغاثات ليتم معرفة أسباب وأماكن الاختفاء. صيدلي ومريض قلب يختفي ومنذ شهر تقريبًا أعلنت أسرة الطبيب الصيدلي "محمد غريب عبد الحليم مرجان" عن اختفائه بعدما قامت وزارة الداخلية باعتقاله من المطار فور وصوله من الخارج، وحملت الأسرة الوزارة مسئولية أي مساس بحياة نجلها المريض بالقلب بعد اختفائه قسريًا، واختطافه من قبل مباحث أمن الدولة من مطار القاهرة عقب عودته من الخارج في الأول من أغسطس الماضي. وأكدت الأسرة في بيان رسمي لها، أن المسئولين بوزارة الداخلية يرفضون حتى الآن الكشف عن مكان احتجازه أو التهم الموجهة إليه، بالرغم من البلاغات والاستغاثات التي تقدموا بها إلى رئاسة الجمهورية ومكتب النائب العام ووزير الداخلية. وقالت الأسرة إنها فوجئت بالقبض عليه من مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، عقب وصوله مطار القاهرة الدولي قادمًا من إجازة عمل، وأنها بذلت جهودًا مضنية لمعرفة أسباب احتجازه أو مكانه دون جدوى، وأنها تخشى على حياته خاصة وأنه أجرى عملية جراحية بالقلب. وأضافت الأسرة أن ابنها مريض بالسكر والالتهاب الكبدي، وهو ما دعاها إلى الاستغاثة برئاسة الجمهورية والنائب العام دون جدوى حتى الآن، مؤكدة أنها تخشى من تلفيق عدد من التهم الباطلة إلى نجلها، خاصة أن الدكتور محمد غادر مصر بطريقة مشروعة وعبر مطار القاهرة دون أن يكون متهمًا في أي قضية. شقيق معتقل يختفي في ظروف غامضة وكشف عدد من الحركات الثورية والحقوقية عن اختفاء الطالب الحاصل على بكالوريوس امتياز طب أسنان جامعة 6 أكتوبر أحمد يوسف، وهو شقيق المعتقل عمر يوسف الطالب بكلية الهندسة، والذي تم اختطافه منذ ما يقرب من عام, ليظل مختفى قسريًا لما يزيد عن 220 يومًا, ثم يظهر متهم في قضية ملفقة بتواريخ بعد اعتقاله وهي قضية خلية كرداسة وبعدها يُحال للمحاكمة العسكرية. ليلقى شقيقه أحمد نفس المصير ويمضي يومه العاشر وهو مختف قسريًا دون معرفة مكان أو سبب احتجازه، حيث أكدت أسرته أنه تم اختطافه من عمله أثناء خروجه من مستشفى جامعة أكتوبر من قبل قوات الأمن.