جاء تلويح روسيا بمنع استيراد السلع المصرية، بمثابة القشة التي قصمت ظهر التجارة، فروسيا ليست الدولة الأولي والوحيدة التي تقرر منع استيراد السلع المصرية، فقبلها بثلاثة أيام أشار تقرير من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، إلي اتخاذ إجراءات صارمة بشأن الفراولة المصرية، التي تسببت بالإصابة بمرض الكبد الوبائي فصيلة "إيه" في ولاية فرجينيا الأمريكية. وأرجعت أمريكا قرارها بمنع استيراد الفواكه مصرية إلي أن تلك الفواكه تم ريها بمياه المجاري؛ مما جعل الولاياتالمتحدة تضع شروطًا جديدة صارمة بشأن غسيل الخضار المجمد الذي يصل إلى أمريكا من مصر، ووجوب غسله بمياه نقية مفلترة. ولم تكن ولاية فريجينا وحدها، التي أصدرت قرارًا بوقف استيراد الفراولة، حيث سبقتها اليابان بمنع استيراد الفراولة الطازجة من مصر؛ بدعوى إصابتها ب"ذبابة البحر الأبيض المتوسط" والتي تعرف باسم "ذبابة الفاكهة". ومنعت وزارة الصحة الإثيوبية 11 مصنعًا للأدوية المصرية من التصدير إلى أسواقها بعد القيام بحملة تفتيش على المصانع المصرية، التي تصدر منتجاتها إلى السوق الإثيوبية، في يوليو الماضي. ومنعت السعودية استيراد البطاطس المصرية، بعد ضبط مديرية تموين الإسكندرية كميات فاسدة في أسواق الجملة، بعد الكشف عليها وجدت أنها مرشوشة بمواد تسبب السرطان، في العام 2000. كما منعت الرقابة الروسية استيراد البطاطس المصرية في 9 أبريل 2015، بعد إصابتها بمرض العفن البني، على الرغم من قيام وزارة الزراعة بإنشاء مشروع يحارب العفن البني في العام 1996، إلا أن المشروع يقتصر فقط على متابعة الأراضي التي تزرع محصول البطاطس المصدر للدول الأوروبية في بعض مناطق الدلتا فقط. وتأتي قرارات الدول بمنع استيراد السلع المصرية بالتزامن مع الوضع الاقتصادي المنهار التي تعاني منه البلاد، في ظل ارتفاع سعر الدولار وقرض صندوق النقد الدولي؛ لتفقد مصر مصدرًا مهمًا من مصادر الدخل، وتعد بمثابة كارثة للتجارة المصرية.