ظهور اسم نبيل العربى، على واجهة المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، له أكثر من دلالة.. سواء من حيث التوقيت، أو على صعيد "الرأى" بشأن المعروض الآن أمام الناخبين. فالسؤال عن المرشح "المناسب".. يظل مشروعًا.. صحيح أن المرشحين الذين بادروا بالإعلان عن رغبتهم فى تولى المنصب مبكرًا، يحظون بسيرة ذاتية "حسنة" إلا أن حماس الرأى العام لأى منهم لا يزال فاترًا، فيما يراهن الجميع على "الاستقواء" بمؤسسات القوة أو على "الولاءات" المناطقية أو الحزبية أو الدينية، وهى ظاهرة يكاد الجميع يخضع حساباته إليها باستثناء مرشح واحد تقريبا، ما يشير إلى أن تراث الرهان على "الأصوات الموجهة" لا يزال حاضرًا فى التجربة المصرية، ما يثير التساؤل بشأن قدرة المرشحين المحتملين على التواصل مع المجتمع والرهان عليه، وليس مع ما يوصف بأنها "لوبيات" حزبية أو دينية. المهم أن ظهور "العربى" المفاجئ، يعزز من صدقية التكهنات التى ذهبت إلى أن المشهد لن يغلق إلى نهايته على الأسماء المطروحة حاليًا، وأنه كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسى، ظهرت وجوه جديدة، ربما يكون من بينها المرشح الذى يلهب حماس الرأى العام. المشكلة الحقيقية فى هذا السياق، ربما تتعلق بالإسلاميين، ولعل جماعة الإخوان، هى الأكثر وعيًا بتلك المشكلة.. فعلى الساحة الآن ثلاثة مرشحين ينتمون إلى جيل "الصحوة" فى سبعينيات القرن الماضى، فيما امتنعت الجماعة عن الدفع بمرشح لها، إدراكًا منها بخطورة "التكويش" على المفاصل الأساسية للدولة، وبما قد يفضى إليه من تخليق بيئة معادية للإسلاميين ورأى عام "مدني" مستفز وغاضب ومتوتر، لن يمنعه غضبه وعصبيته من افتعال المشاكل والتحرش بالحكام الإسلاميين الجدد. أعلم أن اتفاق "الكتل الأساسية"، قد يحسم المقعد الرئاسى لمرشح بعينه، وهى حقيقة قد تستند إلى تجربة الاستفتاء على الإعلان الدستورى.. غير أن مثل هذا الاتفاق قد يكون بعيد المنال، لأن فصيلى هذه الكتلة يستندان إلى مرجعيات ومدارس سياسية وفقهية مختلفة، ينحاز أحدهما ل"الحسابات السياسة" فيما يعلى الآخر من "الحسابات الشرعية".. وهى حسبة تفرقهما فى بعض الملفات خاصة فيما يتعلق بعملية فرز الشخصيات العامة. قد يكون نبيل العربى مقدمة تثير قدرًا من الارتياح فى الوسط السياسى المصرى عامة، ويخفف من توتره واضطرابه وحيرته أيضًا.. إذ يشير إلى أن الباب لا يزال مشرعًا على العديد من المفاجآت.. وأن المأزق الذى يقع فيه الجميع الآن بمن فيهم الإسلاميون قد يختفى لاحقا مع اقتراب موعد الانتخابات.. غير أن الإسلاميين هم التيار الأكثر استفادة من اتساع مساحة الخيارات إذ يجنبهم ذلك "ورطة" الرئاسة فى لحظة تاريخية خلفت تركة كبيرة ومثقلة بأمهات المشاكل.. والتى قد تكون "شركًا" حقيقيًا حال استجاب الإسلاميون لإغراءات السلطة. [email protected]