قال المستشار نبيل صادق، النائب العام، إن رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين في مصر قدم بلاغاً للشرطة ضد الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قبل أسابيع قليلة من اختفائه ومقتله. جاء هذا أثناء زيارة صادق لإيطاليا، ولقائه بالنائب العام الإيطالي جوسيبي بيناتوني، يومي الخميس والجمعة لتبادل المعلومات التي جمعت خلال التحقيقات التي يجريها الجانبان. وجاء في بيان مشترك للجانبين صدر اليوم الجمعة ونشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن "المستشار صادق أوضح لنظيره الإيطالي وجود معلومات تفيد قيام رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين بإبلاغ الشرطة في القاهرة يوم السابع من يناير 2016 بمعلومات خاصة بالطالب الإيطالي". وأضاف: "أجرت بعدها الشرطة تحريات حول أنشطته استمرت لمدة ثلاثة أيام أسفرت نتائجها عن أن تلك الأنشطة ليست محل اهتمام للأمن القومي وبناء عليه أوقفت تحرياتها". وكان ريجيني يجري أبحاثا بشأن النقابات العمالية المستقلة في مصر في رسالة الدكتوراه الخاصة به في جامعة كمبردج وكان على اتصال بزعماء نقابة الباعة الجائلين. التزام "بالحقيقة" في أبريل الماضي استدعت إيطاليا سفيرها في مصر للتشاور احتجاجا على ما قالت إنه "تقاعس مصر" عن تسليم أدلة متعلقة بمقتل ريجيني بعد أول اجتماع بين المدعين العموميين من البلدين. وجاء في بيان اليوم أن صادق "سلم تقريرا كاملا ومفصلا حول نتائج تحليل المكالمات التليفونية التي رصدتها محطات شركات المحمول في منطقتي الاختفاء والعثور على الجثمان." وكان المحققون الإيطاليون يطلبون منذ شهور البيانات الخاصة بمكالمات الهاتف المحمول، لكن دليلا آخر طلبته إيطاليا- وهو لقطات لكاميرات المراقبة من محطة مترو الأنفاق حيث شوهد ريجيني للمرة الأخيرة- لم يقدم بعد. وذكر البيان دون الخوض في التفاصيل أن الجانبين اتفقا على "العمل المشترك لتجاوز العقبات الفنية التي عطلت استكمال تنفيذ الإجراء المتعلق باسترجاع تسجيلات كاميرات المراقبة بمحطة مترو الأنفاق بهدف تضمين التحقيقات لعناصر الأدلة المحتملة التي قد تحويها تلك التسجيلات." وأكد النائب العام ونظيره الإيطالي أنهما جددا التزامهما بتبادل المعلومات والوصول إلى الحقيقة بشأن مقتل ريجيني وقال صادق إنه مستعد للقاء والدي ريجيني "لينقل لهما تعهد النيابة العامة المصرية بالاستمرار في التحقيقات لكشف مرتكب هذه الجريمة الجسيمة وتقديمه للمحاكمة الجنائية". ولإيطاليا مصالح اقتصادية كبيرة في مصر ومنها حقل غاز «ظهر» البحري الذي تطوره شركة إيني الحكومية الإيطالية للطاقة. ويسعى رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي لأن يكون الشريك السياسي الرئيسي لمصر في أوروبا عارضا أن يكون "جسرا" إلى المنطقة للرئيس عبد الفتاح السيسي. وعثر على جثة ريجيني (28 عاما) على جانب طريق مصر الإسكندرية، بالقرب من القاهرة في الثالث من فبراير الماضي، بعد أكثر من أسبوع على اختفائه. وظهرت على الجثة علامات تعذيب بما في ذلك حروق بالسجائر وجروح وكدمات. ونفت الحكومة وأجهزة الأمن احتجاز ريجيني على الإطلاق. لكن مصادر بأجهزة الأمن والمخابرات أبلغت وكالة «رويترز» في أبريل الماضي، أن الشرطة ألقت القبض عليه خارج محطة البحوث لمترو الأنفاق في 25 يناير الماضي، وأنه نقل إلى مجمع تابع لجهاز الأمن الوطني، بحسب «رويترز».