كان الله فى عون اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، يعمل ويجتهد ولا يدخر أى جهد فى سبيل تأدية واجبه، وهذه الفلسفة فى العمل ليست جديدة عليه، فمنذ أن كان مديرًا لأمن الجيزة، وهو يخاصم مكتبه ويعشق العمل الميدانى، لكن هناك شرذمة قليلة من القيادات والضباط متعمدون عن قصد أن يدمروا ما يفعله الرجل ونحن عندما ننتقد أداء البعض من داخل المنظومة الأمنية لم نقصد أبدًا أن ننقص من جهد أحد، فكثيرًا ما نشيد بالدور الذى يبذله ضباط الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية فى التعامل مع الصحفيين قدر احترامهم لدور الإعلام فى المجتمع، وقد سبق أن تحدثت بذلك أمام الوزير.. عندما تعرضت صحفية لخطف حقيبة بها جهاز لاب توب وبعض متعلقاتها الشخصية على مرأى ومسمع من الضباط بميدان لبنان، فتوجهت إلى نقطة شرطة المهندسين لتحرير محضر فرفض الضباط أن يحرروا لها المحضر مما اضطرها إلى التوجه لقسم شرطة العجوزة وبعد رحلة عذاب حررت محضرًا انتهى ككثير من المحاضر بالحفظ فى سلة المهملات. وعندما يتعرض مواطن فقير لسرقة سيارة تاكسى كانت مصدر رزقه الوحيد ويتعرف على الجناة ويحرر محضرًا بقسم شرطة الهرم ويتجه عشرات المرات لمقابلة السيد علاء فتحى، رئيس المباحث، ليرسل معه مأمورية إلى البحيرة حيث يتواجد المتهمون ويمتنع صاحب السيادة عن مقابلته - رغم أننا أجرينا معه عدة اتصالات - ولا يملك الضحية إلا أن يرفع وجهه إلى السماء يطلب العون من الله، بعد أن ضاقت به سبل الحياة. عندما يحدث ذلك نكون أمام ضباط إما أنهم لا يقدسون الواجب وإما أنهم متآمرون على الوزير بهدف تأليب الرأى العام على الشرطة وتزداد الجريمة وتصبح مجهودات الوزير بلا جدوى. لست ناقما ولا تربطنى عداءات للشرطة بل أعترف أننى صديق لعدد كبير من الضباط، وأنا من المهمومين بجهاز الشرطة، ومن المدركين لدورها ولو كنت مكان الوزير محمد إبراهيم لأسرعت على الفور، وطهرت الوزارة من هؤلاء الذين يضيعون سمعة جهاز الشرطة وينتقمون من الناس لأهداف شخصية، فما ذنب الشرفاء داخل هذا الجهاز أن يعاقبوا أمام الرأى العام ويضيع مجهودهم هباء؟ وما ذنب الوزير أن يكون كبش فداء ويتهم بالتقصير فى مجلس الشعب، وهو فى نظر الناس من أفضل وزراء الداخلية فى مصر لمجرد أن هناك قيادات فى الداخلية يتعمدون الإساءة لتاريخه المشرف؟ أعتقد أنه قد آن الأوان أن يعلن الوزير حملته المنتظرة لتطهير الداخلية من الذين لا ينقذون مجنيًا عليه، ومن الذين يبخسون مجهود زملائهم ويرفضون تطوير أنفسهم وفق مقتضيات المرحلة القادمة. سعيد فؤاد [email protected]