سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترحيب واسع بمبادرة "المصريون" لمليونية العمل.. كمال أبو المجد: تخدم الوطن وتساعد على زيادة الإنتاج وتساهم فى تحقيق أهداف الثورة والببلاوي: تحسين الأوضاع الاقتصادية لن يتحسن بالكلام وإنما بالعمل الجاد
رحب عدد من القوى السياسية وخبراء الاقتصاد بمبادرة "المصريون"، التى تدعو لحشد الجماهير ل"جمعة العمل"، وأكدوا أنها مبادرة جاءت فى وقتها فى ظل دعوات الإضراب والعصيان المدنى التى يتم الترويج لها مؤخرا, وأعلنوا تضامنهم مع المبادرة التى وصفوها بمبادرة "إنقاذ الثورة". ومن جهته، قال الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادى ومدير الدراسات الاقتصادية، إن الدعوة إلى العمل أمر ضرورى لمواجهة دعوات الإضراب العام والعصيان المدنى من أجل عودة الإنتاج الذى تأثر كثيرا بعد الثورة بالوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية. وأضاف لابد من العمل على رفع شعار (لا للأجازات نعم للإنجازات)، أى أن تعمل مصر بكامل الطاقة لها فى جميع المصانع والشركات والمؤسسات والوحدات الإنتاجية طوال أيام الأسبوع وأن تقتصر الإجازة فقط على يوم واحد وهو يوم الجمعة فقط، على أن تكون خطة مصر الاقتصادية خلال ال (24شهرا) القادمة فقط هى عبارة عن استكمال جميع المشروعات التى لم يتم استكمالها خلال الستة عقود الماضية منذ قيام ثورة 23يوليو 1952 وحتى قيام ثوره 25يناير 2011. وأضاف: "هناك ما لا يقل عن 22 مشروعًا قامت مصر بإنفاق مليارات الجنيهات عليها، ولم يتم استكمال هذه المشروعات رغم أنها كلفت الخزانة العامة ما لا يقل عن (210مليار جنيه)، وهى لا تحتاج سوى ما لا يزيد عن 6 مليارات جنيه أى ما يعادل مليار دولار. وأضاف، نريد ثورة جديدة من أجل النهوض بالعمل وليس الدعوة للإضراب والعصيان المدنى الذى يزيد من الخسائر الاقتصادية التى من الممكن أن تؤدى بالاقتصاد المصرى إلى الهاوية. ومن جانبه، يقول القيادى العمالى، عبد الرحمن خير، إن هذه الدعوة مطلوبة فى الوقت الحالى لكنها تحتاج إلى جهد إعلامى وأن يتبناها عدد كبير من المسئولين، مؤكداً ترحيب الاتحاد العام لنقابات عمال مصر لهذه المبادرة التى دعا إليها من قبل, وليس بالضرورة أن تكون هذه الدعوة من خلال يوم جمعة، ومن الممكن أن تكون لمدة ساعتين أو ثلاثة فى أى يوم من أيام العمل. وأشار إلى أن ذلك يحتاج إلى مجهود مضاعف وخاصة فى ظل الدعوات المناهضة من خلال العصيان المدنى أو الإضراب العام، مطالبا كل القوى السياسية والجماهيرية أن تتبنى هذه المبادرة حتى يتثنى لها النجاح. ورحب الدكتور أحمد كمال أبو المجد، عضو المجلس الاستشارى بمبادرة "المصريون"، مشيراً إلى أهمية تشجيع المبادرات الطيبة التى تخدم الوطن وتساعد على زيادة الإنتاج وتساهم فى تحقيق أهداف الثورة والمضى قدما فى استكمال مسيرة التحول الديمقراطى. ووجه أبو المجد نقدا شديدا للداعين للعصيان المدنى, مشيرا إلى أنهم يريدون تخريب الوطن وتدميره وإجهاض الثورة, معبرا عن استيائه الشديد من تلك الدعوات غير المسئولة التى تدمر الوطن وتؤدى إلى مزيد من الضحايا الأبرياء. على الجانب الآخر، قال كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية إن المبادرة الجيدة يجب أن تكون من خلال التأكيد على وحدة الأهداف ويتوافق عليها الجميع بما فى ذلك أعضاء مجلس الشعب والمجلس العسكرى وكل القوى السياسية, معترضا على وجود مثل هذه الدعوة فى ظل وجود دعوة أخرى من جانب عدد كبير من القوى السياسية للإضراب العام والعصيان المدنى، لأن مثل هذه الدعوات من الممكن أن تؤدى إلى مزيد من الفرقة بين المصريين. وأشار عباس إلى أن الدعوة للعمل مطلوبة ولكن فى المقابل لابد من ضمان كل الحقوق للعمال وحمايتهم من بطش رجال الأعمال وإهمال الدولة لحقوقهم من خلال وضع حد أدنى عادل للأجور وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم، لأن كل هذا سيؤدى إلى زيادة قدرة العمالة وتأثيرها بشكل كبير فى زيادة الإنتاج. وقال الدكتور بسيونى عبد العزيز، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وإمام مسجد رابعة العدوية أن مثل هذه الدعوة فى الوقت الحالى ستكون خير رد من جانب الشعب المصرى الذى رفض ما دعت إليه عدد من القوى بالعصيان المدنى والإضرب العام. وأضاف أن تضامن المصريين من أجل العمل يؤكد مدى حبهم للوطن فى مواجهة أى دعاوى هدامة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، مؤكدا أنه سيعرض هذه المبادرة على مشيخة الأزهر لتبنى الفكرة وقيام خطباء الجمعة بدورهم فى توعية الناس بأهمية العمل فى الظروف الراهنة التى تمر بها مصر. وأكد الدكتور حازم الببلاوى، وزير المالية الأسبق أن الدعوة للعمل فكرة ضرورية للغاية فى ظل الظروف التى نعيشها هذه الأيام، مؤكدًا أن تحسين الأوضاع الاقتصادية لن يتحسن بالكلام وإنما بالعمل الجاد. ووصف طارق الملط، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط المبادرة، بالأمر الرائع مطالبا كل قطاعات المجتمع بالبدء فى تحويل طاقتنا إلى طاقة عمل، خاصة أن البلد تمر بموقف حساس للغاية، وتحتاج إلى تحويل كل طاقتنا إلى طاقة إيجابية تخرج فى صورة عمل واحد. وأضاف أن كلتا اليدين لابد وأن تعملا معا، فاليد المرفوعة بمطالب الثورة لابد أن تتكاتف معها اليد الأخرى وتبذل قصارى جهدها فى التفانى فى العمل، وهو الأمر الذى يأتى بكثير من الجد والاجتهاد أثناء ساعات العمل الرسمية ومضاعفة ساعات العمل لإنقاذ الوطن. ومن جانبه، اعتبر طارق الزمر، الدعوة مبادرة بناءة يجب أن تدعم، إنقاذا للثورة المصرية التى هدمت نظام مبارك، ويجب ألا ننساق فى محاولات هدم الوطن، وإنما الدعوة إلى العمل لبناء مصر الجديدة التى تنهض بكل الأوضاع. واقترح الزمر مباردة أخرى لتدعيم مبادرة "المصريون"، قائلا: "لما لا ندعو عمال مصر إلى العمل شهرًا كاملاً بتفانٍ تام بأعمالهم فى كل القطاعات ويجتمع المصريون على كلمة واحدة، العمل من أجل مصر، وفاء للثورة المصرية والتى تحتاج كل الدعم لإنجاحها، فانتصار الثورة لن يكتمل دون النهضة الكاملة والتى لن تتحقق إلا بالعمل. وطالب الدكتور صلاح الدين فهمى، رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، بضرورة تبنى مليونية العمل التى تعد وسيلة لإنقاذ مصر من حالة التخبط التى تعيشها هذه الفترة، مؤكدا أن الاقتصاد المصرى تأثر بشكل سلبى، فالاحتياطى النقدى 38 مليار فى بداية الثورة العام الماضى، ووصل الآن إلى 16 مليار، وهو أمر فى غاية الخطورة إذا ما تركت الأوضاع كما هى، مشددا على ضرورة الاستجابة إلى دعوات العمل فهى الوحيدة التى ستخرج مصر من الحالة المترددية التى آلت إليها. وأشار الدكتور بهاء أبو شقة، نائب رئيس حزب الوفد إلى أن هذه المبادرة تساعد على استكمال مسيرة التحول الديمقراطى وتحقيق أهداف الثورة، وأن مصر بحاجة إلى كل أبنائها من أجل اجتياز المرحلة الحرجة والصعبة من تاريخها والوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان وإفشال أى مخطط لإجهاض الثورة من أعداء الوطن بالداخل أو الخارج، مؤكدا أنه مع المبادرة لأنها تحث المواطنين على زيادة الإنتاج والعمل من أجل مصلحة مصر العليا. وقال الفنان فايق عزب، إن الاقتصاد المصرى لن ينجح إلا بمثل هذه المبادرات الجماهيرية، مستشهدًا بمبادرة الشيخ محمد حسان، ومشيرا إلى أن المصريين المخلصين يستطيعون النهوض بالاقتصاد المصرى بعيدا عن مد اليد للخارج لاسيما أن المصريين معروفون بأنهم "شطار" فى التجارة، والتى من خلالها نستطيع الاكتفاء الذاتى، والاستغناء عن المعونة الأمريكية دون قطع العلاقات الدبلوماسية مع الغرب، ولكن فقط نرفض الوصاية من أحد من خلال الاكتفاء الاقتصادى ذاتيا. وتبنى عزب المبادرة، ودعا جميع الفنانين إلى ضرورة التبرع على الأقل ب1% من دخل أعمالهم خلال هذا الموسم، موسم شهر رمضان، لصالح الاقتصاد المصرى، وهو أقل ما يمكن للفنانين التقدم به احتراما لثورة يناير واحتفالا بزوال دولة الظلم التى تمنوها كثيرا فى مجمل أعمالهم الفنية، التى جسدوا فيها صورة الظلم الواقع على المصريين. وعبرت الفنانة تيسير فهمى، عن استعدادها للمشاركة فى المبادرة هى وحزبها السياسى، حزب المساواة والتنمية، من أجل إنعاش الاقتصاد المصرى، وأنها تتمنى تفعيل مثل هذه المبادرات على أرض الواقع حتى نرفض التبعية والوصاية من أحد، مشيرة إلى أن الشعب المصرى الأصيل يوجد بداخله الخير الكثير وينتظر فقط من يرشده بمثل هذه المبادرات. وتعجبت فهمى من الإعلام والصحافة التى تهول من الوضع الاقتصادى للبلاد على الرغم من أن مبادرة واحدة كهذه تحل معظم مشاكلنا المادية فلماذا التهويل، وتابعت قائلة: "كنت أتمنى من الصحف المهولة أن تسلك مثل هذه الطرق، وأن تضع حلولا للخروج من الوضع الاقتصادى بدلا من الولولة على حال الاقتصاد". وعلى الصعيد الرياضى، دعا المعلق الرياضي محمود بكر، إلى مبادرة الهدوء وإنهاء الاعتصام، وعلى الجميع النزول إلى العمل الطبيعى، وقطع الطريق على المتربصين الذين لا يريدون للبلد الاستقرار والهدوء حتى نرى كيف سنصل بعد ال3 شهور المتبقية. وأضاف بكر أن أى فكرة جيدة كهذه المبادرة لن يكون مصيرها النجاح بدون قتل حالة الاحتقان والتخوين والهرج والمرج، والعودة إلى الوحدة من جديد، والحوار البناء، مشيرا إلى أن هذه المبادرة جيدة لكن لابد أن يسبقها مبادرة الهدوء والعودة للعمل. واتفق معه فى الرأى، الدكتور طه إسماعيل الناقد الرياضى، حيث قال إن الفكرة جيدة، ووعد بنشرها على الصعيد الإعلامى والشعبى، ودعا إسماعيل جميع اللاعبين والرياضيين للمشاركة فى المبادرة بالتبرع بجزء من دخلهم لصالح الاقتصاد المصرى، مشيراً إلى أن دخل الرياضيين المرتفع حال مشاركتهم فى المبادرة، والتبرع بذلك سيكون لها فضل كبير فى إنعاش الاقتصاد المصرى. وشاركهم التأييد الكابتن إسماعيل حفنى، نجم الإسماعيلى السابق، معتبراً أن الشعب المصرى فى وحدة وطنية ومتلاحم من أجل رفض الوصاية من الخارج والاعتزاز بالاقتصاد الداخلى. وأضاف حفنى أن الوقت الحالى هو أفضل وقت لتثبيت ونجاح أى فكرة ومبادرة لأن الشعب يشعر بالخطر الذى يداهم الاقتصاد المصرى وهو ما يدعوه لنجاح أى مبادرة، مؤكدا أنه سوف يتبنى الفكرة فى محيطه الرياضى وعلى وجه الخصوص محافظات القنال.