شهد المجتمع العمالي انقساما شديدا حول فكرة العصيان المدني أو الإضراب العام بالدولة حيث اختلفت القوي العمالية في رأيها ففي الوقت الذي ناشد فيه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر جميع العمال مواصلة العمل وزيادة الإنتاج حتي لا يساهم العمال في تخريب الاقتصاد الوطني أكدت النقابات المستقلة أن العصيان المدني أرقي أشكال المقاومة في ظل الإدارة السيئة للمجلس العسكري للبلاد ولكن دون عنف أو أية أعمال شغب وبلطجة.. أكد الدكتور فتحي فكري وزير القوي العاملة والهجرة أن فكرة العصيان المدني في حد ذاتها تعبير عن الرأي كفلها القانون ولكن بطرق وأساليب وأوقات محددة ولابد أن يكون منظما عكس ما يحدث الآن من فوضي. مشيراً أن التوقيت الحالي للبلاد لا يسمح بمثل هذا النوع من الرأي خاصة أننا نمر بمنعطف خطير اقتصاديا لا بد أن تتكاتف فيه جهود جميع العاملين بالدولة من أجل إنهاء عثرتها.. وأشار الوزير أنه من منطلق الدور المنوط به الوزارة فنحن أشد الجهات حرصاً علي دعوة العمال علي زيادة العمل ومواصلة الإنتاج ودفع عجلة التنمية والاقتصاد. وقال انه في الوقت الذي تتزايد فيه المطالب العمالية بالعصيان المدني تتزايد فيه دعوة القوي العاملة لحث العمال علي مواصلة الإنتاج وزيادة ساعات العمل. ومن جانبه أكد الاتحاد المصري للنقابات المستقلة برئاسة كمال أبو عيطه أن مشاركته في العصيان المدني تأتي من منطلق دعم الاتحاد للثورة والثوار والتأكيد علي أن مطالب الطبقة العاملة المصرية لم تتحقق رغم مرور عام علي الثورة وهي تثبيت العمالة المؤقتة وحد أدني وأقصي للأجور وإصدار قانون الحريات النقابية. وأعلن الاتحاد أن أدوات الاحتجاج السلمي ومنها الإضراب هي أرقي أشكال المقاومة الاجتماعية والإنسانية، ولا تتضمن أي عدوان علي الأشخاص أو الممتلكات والمنشآت مضيفاً أنه لن يتخلي عن المطالب الوطنية في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.وأوضح الاتحاد أن توقيت العصيان جاء بمناسبة الذكري السنوية الأولي لإجبار مبارك علي التخلي عن الحكم بالتزامن مع رفض جميع القوي الثورية لسياسات المجلس العسكري في إدارة شئون البلاد. فيما رفض الدكتور أحمد عبد الظاهر المشاركة في الإضراب مطلقا دعوه للعمل رغم انحيازه لحق التظاهر والإضراب والاعتصام وعدم وضع قيود علي هذه الحقوق إلا انه يري أن الوقت غير مناسب للدعوة للعصيان المدني الذي دعت إليه بعض القوي.. وأكد عبد الظاهر إن تحقيق العدالة الاجتماعية مرهون بشكل مباشر علي أرض الواقع بالتقدم الاقتصادي وليس بالعصيان المدني والبناء والعمل وليس بالصراع والتشاحن.. وأضاف أ نه علي الجميع أن يشارك في بناء مصر والاختلاف بشكل حضاري إذا دعت الضرورة إلي ذلك ولا يتم التوقف عن بناء الوطن حتي يتم مواجهة الظروف الراهنة. وناشد عمال مصر بضبط النفس وعدم الانصياع للدعاوي الباطلة التي تحث علي الفوضي داخل المجتمع والإضرار بمصالحه الوطنية وهو ما يتعارض مع القيم وأخلاق الإنسانية والأعراف السماوية.. وأكد خالد الأزهري عضو مجلس إدارة اتحاد عمال مصر أن الاتحاد مع استكمال مطالب الثورة بالطرق المشروعة من خلال التظاهر والاحتجاج السلمي مطالبا العمال بضرورة تعويض التراجع الذي حدث في الاقتصاد خلال المرحلة المقبلة وان مجلس الشعب بدأ مراحل إصلاح الأوضاع ولجانه بدأت في العمل حيث تدرس لجنة القوي العاملة العديد من مشروعات القوانين التي سيكون لها تأثير ايجابي علي العمال.