المانجة بكام؟.. سعر الأقرع عامل إيه؟.. هاستناك على القهوة الساعة كام؟ "المانجة بكام، الغلة عامله كام، الفاصوليا جملتها إيه النهارده".. ليست أسئلة بين بائع ومشتر فى سوق الخضار، لكنها كلمة السر أو الشفرة"الخاصة بعمليات بيع الدولار المتداولة فى السوق السوداء. التضييق الأمنى على شركات الصرافة لضبط عمليات المتاجرة فى العملة الصعبة، والتى أغلق على إثرها أكثر من 20 مكتب صرافة لاتهامها بغسيل الأموال، وعدم الالتزام بالأسعار المعلنة، والتعامل بأسعار غير السوق الرسمية، لم يوقف حيل المصريين للتحايل على الضغوط الأمنية، وبيع الدولار من خلال كلمات سرية، و"سيم" بين تجار العملة الصعبة. قبل أن يتخطى سعر الدولار 12 جنيهًا كان"السيم" المتداول بين التجار "هاستناك على القهوة الساعة كام"، وما أن اقتربت العملة الأمريكية من حاجز ال 13 جنيهًا، حتى تطورت كلمة السر سريعًا، للتغلب على التضييقات المفروضة عليها من قبل أجهزة الأمن، وتم استخدام لفة الفواكه فى بيع وشراء الورقة الخضراء، من خلال سيم "كيلو المانجة بكام". وتتنوع شفرات بيع الدولار، منها تحديد موعد المقابلة بعد الظهر، قائلاً: "نتقابل ساعة بعد الظهر"، أى أن سعره بلغ 13 جنيهًا، أو نتقابل بعد ساعتين، أى بلغ السعر 14 جنيهًا. ومن الشفرات الأخرى بين تجار العملة الصعبة "سعر شنطة السفر دى بكام؟"، أو "حساب المشاريب كام" أو"الأخضر بكام" فى إشارة إلى سعر الورقة الخضراء. وإذا كان المتعامل فى سوق العملة بقالاً، غالبًا ما يسأل عن سعر "الجبنة" فى السوق اليوم، أما إذا كان تاجر مواشى فتتحول صيغة السؤال إلى "العجل بكام". لكن الأغرب واللافت، لغة الصعايدة المتداولة لتصريف الدولار، بعيدًا عن أعين الأمن، متسائلين عن سعر "الأقرع بكام"، فى إشارة إلى صورة الرجل الأقرع بنجامين فرانكلين التى تظهر على الورقة الخضراء من فئة 100 دولار. ويلجأ السماسرة إلى حيلة جديدة، تتمثل فى التخفى فى هيئة تاجر خضراوات أو زبون مقهى، أو تاجر شنط متجول، فيما تقوم شركات الصرافة إلى توظيف سماسرة يتمركزون فى الأماكن العامة والتجمعات المتوسطة بين المواطنين، لاصطياد زبائنهم من الراغبين فى الحصول على العملة الخضراء أو بيعها بسعر السوق السوداء. أحد المستوردين، يروى تجربته مع عالم الشفرات السرية لتجار العملة بقوله: "أيام زمان لما كنا بنتعامل بالدولار فى السوق السوداء كنت أتكلم مع التاجر بالشفرة فأقول له قابلنى على القهوة.. وبعدين أقول له مثلاً (نتقابل الساعة 9:40 )، يعنى الدولار بسعر 9.4 جنيه، فيرد على "مش هينفع يا محمود خلينا نتقابل 9:20؟)، وبعد ما نتفق، نروح القهوة ونبدل العربيات!. وكان من أبرز السمات التى أخرجها التجار: " قول له نقعد على الترابيزة 13 أو 12 بس مكسورة يعنى 12.5, يتكلموا بقى على إنهم تجار خضار وفاكهة".