حظيت مبادرة الداعية الشيخ محمد حسان، التي اقترح فيها الاستغناء عن المعونة الأمريكية ب "المعونة المصرية" على أن يتم إنشاء صندوق يتلقى التبرعات من الأفراد والمؤسسات المصرية ويتم توجيه الأموال إلى إدارة الدولة، حتى تخرج مصر من دائرة التبعية الأمريكية بترحاب واسع من القوى السياسية وفي الأوساط الشعبية. وأثنى الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى على المبادرة، قائلا إن مصر حاليا لا تحتمل سلاح المعونات والضغوط المتتالية عليها، لاسيما أنها أعلنت بقيام الثورة موت كل أشكال التبعيات الخارجية وأن السيادة الشعبية هى البديل الوحيد. وأشار إلى مبادرة مشابهة لما قام بها الشيخ حسان، وهى أن يقوم كل مصرى مقيم بالخارج بإيداع ألف دولار استثمار فى مصر، مضيفا: "الناظر بتأمل إلى الخطاب السياسى لزعماء أمريكا يلاحظ الاتفاق فى النظرة النفعية لفلسفة المعونات، فهذا جون كيرى يوضح عام 1961 أن المعونة الأمريكية وسيلة يمكن للولايات المتحدة عن طريقها أن تثبت مركز نفوذها وسيطرتها حول العالم، ومن بعده بنحو 7 سنوات، حدد الرئيس الأمريكى نيلسون فلسفة المعونات بصورة قطعية عام 1968 بمقولته : "يجب أن نتذكر أن الغرض الرئيسى من المعونة الأمريكية ليس مساعدة الشعوب ولكن مساعدة أنفسنا"، واختتم حديثه قائلا: "ورغم ذلك مازالت الشعوب العربية تلهث ورائها وكأن أمريكا بيدها قتل الشعوب العربية بمنع المعونة عنها". وفيما أيد السفير عبدالله الأشعل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، فكرة الشيخ حسان، إلا أنه رهن نجاحها بأن تأخذ طريق الجدية، والمتابعة، على أن يتلوها عدة مبادرات شعبية من أجل رفض التبعية للخارج والاعتزاز بالسيادة الداخلية، على أن يكون للإدارة المصرية السيادة الكاملة على دولتها دون انتظار توصيات من أحد. واقترح تشكيل لجنة من مجلس الشعب تقوم بتفعيل المبادرة ومتابعة تنفيذها ومراقبة الأموال وطرق صرفها، مشيرا إلى أن أمريكا لن تستطيع التخلى عن التعاون الدبلوماسى مع مصر لأنها فرس الرهان لها بعد تساقط القوى المؤيدة لها. بينما طالب الدكتور ياسر عبد التواب، المسئول الإعلامى لحزب النور، أن يكون الصندوق الذي اقترحه الشيخ حسان لجمع الأموال تحت مراقبة مجلس الشعب. ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالمبادرات الشعبية، مؤكدا أن القرض الذى كان يدعو الجنزورى إليه من صندوق النقد الدولى كان بإمكان رجل أعمال واحد التبرع به كاملا دون الاستدانة للخارج. وأشار المسئول الإعلامى لحزب النور إلى فكرة مشابهة قدمها أحد الفقراء، وهى أن تتم إضافة الكسور التى توجد على الفواتير إلى صندوق يخصص إلى الإعانة الاقتصادية والاستثمارية، وهى الفكرة التى لم يلق لها أحد بالا. من جانبه، أشاد محمد حسن، عضو اللجنة العليا بحزب الحرية والعدالة، بفكرة الشيخ حسان، مع ضرورة تحسين ميزان المدفوعات لزيادة عجلة الإنتاج، مؤكدا أن المبادرة تعتبر جيدة من حيث إنها تدعو إلى التكاتف والمشاركة لكنها ليست الحل الكافى للخروج من الأزمة، مشيرا إلى أنه لابد من تدخل الدولة لابتكار حلول جديدة، بفتح مجالات الإنتاج وتشغيل الشباب لزيادة الإنتاج وتحسين الاقتصاد المصرى. وأضاف أنه يجب على أمريكا أن تعلم أن التبعية ذهبت مع المخلوع، فلم يعد الشعب المصرى يرتضى بالوصاية الخارجية والتبعية لها. فيما طالب الدكتور مجدى قرقر، أمين عام حزب العمل والنائب البرلمانى، الدولة بالقيام بدورها فى هذا الإطار، محذرا من الاعتماد على المعونات دون تحركات وسياسات رشيدة تستطيع أن تستغنى عن الدعم الخارجى، لاسيما أن 75% من هذه المعونة يعود إلى الأمريكان مرة أخرى بالإضافة إلى العبء المادى الكبير من فوائد ديون من المعونة. وقال: "لو قامت الحكومة المصرية بدورها المنوط بها لما احتجنا لأحد".