تجاوزت الطرق الصوفية وأحزابها ما يقرب من 78 طريقة وحزب يتبعها 10 ملايين فرد تقريبًا، وعلى الرغم من ذلك لم تحقق هذه الطرق والأحزاب آمال مريديها بوصول الصوفية إلى منصب الرئاسة أو السيطرة بنسب كبيرة على البرلمان أو التواجد على رأس بعض الوزارات. البعض يرى أن الصوفية تعتقد أنها كلما ابتعدت عن السياسة كلما ضمن لها ذلك بقاءً أطول، بالإضافة إلى أن الصوفيين أصحاب "سبوبة" وليسوا أصحاب رؤى بناءة تهدف إلى بناء المجتمع، لكن البعض الآخر يرى أن الصوفية لهم دور كبير بالعمل السياسى وشاركوا في انتخابات عدة.
من جانبه قال ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف آل البيت، إن غياب الطرق الصوفية عن المشهد السياسى المصرى، للاعتقاد الراسخ لديهم بأن بقاءهم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بابتعادهم عن السياسة، وعدم خوض انتخابات أو التحدث في الأمور السياسية. الصوفيون أصحاب سبوبة وأشار في تصريح خاص ل"المصريون"، إلى أن الطرق الصوفية لا تريد الخوض في السياسة، حتى لا يقوم النظام بالتضييق عليهم، مشيرًا إلى أن غالبية الطرق الصوفية "أصحاب سبوبة"، ولو دخلوا العمل السياسى فمن المحتمل أن يتم منع هذه السبوبة عنهم، لذا يفضلون الابتعاد عن المشهد السياسي". استطرد رضوان قائلاً إن الطرق الصوفية التي دخلت العمل السياسى هى الطرق الشيعية، أمثال حزب النصر الصوفي، والطريقة العزمية برئاسة علاء أبو العزايم، موضحًا أن دورهم لم يكن فعالا داخل المجتمع المصري، ولم يؤثروا في الحياة السياسية. أوضح رضوان أن هذه الطرق التي حاولت الدخول في العمل السياسي، ممولة من إيران، موضحًا أن إيران تريد من وراء ذلك تهديد الأمن القومي، وأن يكون لهم ذراع تعتمد عليها في مصر للتجسس، وللحصول على المعلومات التي تريدها.
وتابع: "الغالبية العظمى من الطرق الصوفية، يخضعون للحاكم على مر العصور، ويقومون بالتطبيل للحاكم أيًا كان هذا الحاكم أو ديانته، حتى لو كان من المستعمرين، مضيفًا أنهم يفضلون التصالح مع الحكومات ومع الرئيس. ومن جانبه قال محمد عبد المجيد الشرنوبى، شيخ الطريقة الشرنوبية إن الطرق الصوفية فى مصر، والعديد من مشايخها لا يحبون الظهور إعلاميًا، أو التحدث للإعلاميين. وأضاف الشرنوبي في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الطريقة الصوفية الشرنوبية مشهود لها بالعمل السياسي, مشيرًا إلى أن هناك العديد من مشايخ الطرق الصوفية، يشغلون مناصب عديدة داخل البلد. قيادات الأزهر صوفيون وتابع أن هناك العديد من الطرق الصوفية، داخل البرلمان بجانب قيادات الأزهر، وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق. وأشار إلى أن الطرق الصوفية فى مصر تسعى إلى هدف أساسي وهو المحبة ل آل البيت مؤكدًا أن الصوفيين كل ما يشغلهم هو خدمة آل البيت ومحبي آل بيت النبي. وفى السياق ذاته أوضح عبد الخالق الشبراوى، شيخ مشايخ الطريقة الشبراوية، أن الصوفية تشارك في الحياة السياسية ولكن ليس بنسبة كبيرة، مشيرًا إلى أن رئيس لجنة التضامن بالبرلمان الدكتور عبد الهادى القصبى صوفى وأيضًا نقيب قبائل الأشراف محمود الشريف وكيل المجلس أيضًا صوفي. وعن عدم التصريح برأيهم في الخطبة المكتوبة أضاف فى تصريح خاص ل"المصريون" أن عدم تحدثهم كثيرًا فى مسألة الخطبة المكتوبة، لأن المساحة التي حظيت بها كبيرة جدا فليس هناك داع لزيادة هذه المساحة، وأنهم يميلون إلى رأى هيئة كبار العلماء. سبب عدم الظهور الإعلام وأوضح قائلاً أنهم لا يسعون للظهور فى الإعلام، نظرًا لسعى الإعلام إلى إثارة الموضوعات التي تثير الرأي العام، وتجلب له أكبر نسبة مشاهدة، ولا يسعى إلى حل الأزمات لذلك هم لا يظهرون فى الإعلام، مشيرًا إلى أنهم لا يريدون المشاركة فى زيادة المشكلات. واستطرد أنهم ملتزمون بعنوان الخطبة وليس نصها، فالالتزام من جانب خطباء الصوفية بالعنوان، ثم يضيف الخطيب ما شاء وليس الالتزام بالنص كما جاء بالورقة، معللاً أن ذلك سيؤدى إلى فقدان الخطيب لهيبته أمام المصلين. وتابع الشبراوى أن الحديث عن تعمد الصوفيين الغياب عن المشهد السياسى كلام عار تمامًا من الصحة وغير صحيح، موضحًا أنهم شاركوا في انتخابات مجلس النواب. الصوفيون والسلفيون أكد شيخ مشايخ الطريقة الشبراوية أن اتفاق الصوفيين مع السلفيين رغم الاختلاف الدائم جاء لأن الصوفيين يسعون دائمًا إلى الأمور التى تهدف إلى بناء الوطن، والصوفيون رأوا أن رفض السلفيين للخطبة من أجل المصلحة، فتم الالتقاء بينهم. وتابع: هناك يد تبنى وأخرى تقتل، ولابد من الوقوف مع من يبنى مؤكدًا وقوفهم ضد السلفيين إذا وجدوا أنهم يريدون هدم البلد بموضوعات لا تنفع. من جهته قال عبد الحليم الحسينى المتحدث باسم الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، إن الصوفيين موجودون بالفعل على أرض الواقع، ولديهم بعض الآراء في القرارات التي اتخذت مؤخرًا, بجانب الوجود داخل معظم قطاعات الدولة. وأضاف الحسينى فى تصريح خاص ل"المصريون" أن الصوفيين يريدون مصلحة البلد العليا بما لا يخالف الشرع، مشيرًا أن هناك تجديدًا لابد أن يجرى داخل بعض المؤسسات وهناك سعى من الصوفيين للقيام بذلك. وتابع: "الصوفيين قاموا بالرفض مؤخرًا على قرار وزير الأوقاف، عندما أقر الخطبة المكتوبة", مؤكدًا أن هيئة كبار العلماء بالأزهر والتي أكدت أنها ترفض الخطبة المكتوبة، بها نسبة كبيرة من الصوفيين، مشيرًا أن هذا إملاء من الوزير ونحن نرفضه.
الخطبة المكتوبة أشبه بنشرة الأخبار وأشار الحسيني إلى أن مشايخ الطرق الصوفية لا يرفضون توحيد الخطبة المقررة من وزارة الأوقاف, بشرط أن كل خطيب يتناولها بطريقته الخاصة, وإلا الأزهر سيغلق أبوابه أمام الطلاب, وأما خطبة الأوقاف فتعتبر بمثابة نشرة إخبارية على حد وصفه. وانتقد الحسيني موقف السلفيين عندما وافقوا على الخطبة المكتوبة، موضحًا أنه موقف سلبي وأن السلفيين متمسكون بمساجد الأوقاف، مشيرًا إلى أن السلفيين لو امتنعوا عن تنفيذ قرار الوزير لحرموا من اعتلاء المنابر, وأنهم قابلوا الأمر بالترحيب حتى لا يفقدوا مكانتهم، فهم يسعون لمصالحهم الشخصية.