قال سامح شكري وزير الخارجية، تعليقاً على التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية التركي بشأن الأوضاع فى مصر، إنه على الرغم مما تضمنته تصريحات الوزير التركي من مواضع إيجابية تشير إلى وجود رغبه لدى الحكومة التركية لتحسين العلاقات مع مصر، فإن حديث الوزير التركى فى مجمله يدعو إلى الاستغراب لما ينطوي عليه من تناقض. وأشار وزير الخارجية في بيان له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أنه أكد فى مناسبات عديدة على اعتزاز مصر بتاريخ العلاقات المصرية التركية والعلاقات القائمة بين الشعبين، إلا أنه ليس من المقبول أن يرهن وزير خارجية تركيا تحسين العلاقات بشرط احتضان مصر للرؤية التركية إزاء التطورات السياسية بها، أو قبول إسهاب الوزير التركي في تقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بمصر بما يشمله من افتئات على النظام القضائي المصري، فإن الحديث عن تحسين علاقات ثنائية على المستوى الدولي يفترض احترام المبادئ المستقرة في التعامل بين الدول، ومنها عدم التدخل فى الشئون الداخلية. وتابع ": إن الشروط التي يضعها الوزير التركي توحى وكأن لتركيا ومسئوليها وصاية على الشعب المصري عليه أن ينصاع لها، وهى أمور تدعو إلى التعجب على أقل تقدير، وغير مقبولة بشكل مطلق. كذلك فقد حملت التصريحات مصر مسئولية مواقف دول أخرى تجاه تركيا، وهو ما يعد تقليلاً من شأن دول ذات سيادة تضع سياستها الدولية بما يتوافق مع مصالحها". وأكد وزير الخارجية، على أن النزعة لمحاولة تطويع إرادة الشعب المصري بما يتوافق مع رؤية أي طرف خارجي هو ضرب من الوهم ربما مصدره الحنين إلى عهد انقضى منذ قرون، موضحاً أنه بالرغم مما تكرر على مدار العامين الأخيرين من تصريحات مسيئة للشعب المصري واختياراته، فإن الدوائر المصرية المسئولة أحجمت عن اتخاذ أي ردود فعل غير مسئولة أو انفعالية إزاء هذا النهج المستغرب، ولم تتخذ أي إجراء من شأنه المساس السلبي بمصالح الشعب التركي الشقيق، بالمقارنة بإصرار الحكومة التركية على اتخاذ إجراءات لها وقعها الضار على مقدرات الشعب المصري. وفى الختام، جدد وزير الخارجية الالتزام بالاستمرار فى سياسة مصر الثابتة المرتكزة على المبادئ الأخلاقية المستمدة من تراثها الحضاري العربي، وقواعد القانون الدولي في إدارة علاقاتها مع كافة الدول، وبما فيها تركيا، من حسن الجوار وتحقيق المصالح المشتركة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والانفتاح على إقامة علاقات تحقق مصلحة الشعوب، والاستعداد الدائم لإيجاد أرضية من التفاهم المشترك، مؤكداً إن إرادة الشعب المصري هي مصدر السياسات التي تنتهجها الدولة المصرية كنتاج لتفاعلات ثورتين عظيمتين. وكان مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، قال إن هناك بوادر إيجابية حول عودة العلاقات بين مصر وتركيا. وأضاف "أوغلو" أن بلاده تريد زيارة الأصدقاء، وعدم افتعال المشاكل معها، زاعمًا أن العلاقات توترت بين القاهرة وأنقرة نتيجة عدم توافق الرؤى في الأزمة السورية، بالإضافة إلى أن تركيا لها ملاحظات كثيرة على ما حدث في مصر لعزل الدكتور محمد مرسي. واتهم "أوغلو" مصر بالتسبب في سوء العلاقات الشديد بين تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات، مشيرًا إلى أن وضع العلاقات مع تلك الدول في مسارها، سيكون له انعكاس على دول المنطقة. وتابع: "مصر تواجه الآن ما حذرنا منه، فهي تواجه خطرًا على أمنها، وكذلك أزمة اقتصادية طاحنة، ستؤدي إلى انهيار البلاد في أسبوع واحد حال أوقفت الدول التي تمدها بالدولار دعمها الأساسي، ونحن لا نريد أن نرى القاهرة في هذا الوضع، بل نريدها بلد عظيمة". وهاجم أغلو السلطات المصرية، قائلًا: "مستعدون إلى مد يد العون إلى مصر، حال إرادتها في التخلي عن الهشاشة الداخلية التي تعيشها، وإنشاء ثقافة مبنية على المصالحة، وأن العديد من القيادات الصادر بحقهم عقوبات الإعدام في مصر سجنوا بدوافع سياسية، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يصب في صالح المستقبل المصري. واستطرد، أن تركيا مستعدة لاتخاذ خطوة إيجابية، وإجراء زيارات على مستوى الوزارات، وعودة العلاقات إلى سابق عهدها، حال أرادت مصر ذلك، وأن هذا يمكن حدوثه حال وقف استمرار سجن قيادات جماعة الإخوان المتواجدين في مصر.