ربط حقوقيون، بين دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى إجراء تحقيقات دولية فيما يخص فض رابعة والنهضة، واستخدام وتفعيل صلاحياته في توجيه مجلس حقوق الإنسان الدولي بإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية. وفي وقت سابق اليوم السبت، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإجراء تحقيقات كاملة بشأن مقتل مئات المواطنين المصريين على أيدي قوات الشرطة خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة منذ 3 سنوات. أحمد مفرح، المحامي والباحث الحقوقي، رحب بالتصريحات الأممية المطالبة بإجراء تحقيقات دولية فيما يخص جرائم قتل المدنيين في رابعة والنهضة. وقال مفرح، في تصريحات خاصة ل"المصريون": "بصفتي محامي وموكل من بعض أسر وأهالي قتلى فض اعتصام رابعة العدوية فإنني أرحب بتلك الدعوة المتجددة من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة". ودعا مفرح، نائب المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة " فرحان حق"، إلى "استخدام وتفعيل صلاحياته بتوجيه مجلس حقوق الإنسان بإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية". وأشار مفرح، إلى أنه "ظهر للمجتمع الدولي وبعد ثلاث سنوات على تلك الجريمة (فض رابعة والنهضة)، محاولة النظام في مصر الدائمة لطمس معالمها وبناء أسس الإفلات من العقاب فيها". وأضاف أن "العمل على إنشاء لجنة لتقصي الحقائق من مجلس حقوق الإنسان للتحقيق فيما حدث من عمليات قتل للمتظاهرين والمعتصمين يوم 14 أغسطس 2013 يحتاج إلى تضافر جهود ممثلي الضحايا سواء كانوا محامين أو منظمات مجتمع مدني والعمل بمهنية واستخدام كل وسائل الضغط والتشابك من أجل تحقيق ذلك". وشدد مفرح، على أن "الجرائم بحق المتظاهرين والمعتصمين يوم 14 أغسطس 2013 بمثابة جرائم ضد الإنسانية لن يمحوها الزمن ولن تسقط بالتقادم". غير أن المحامي والناشط الحقوقي، عزت غنيم اختلف من مع رؤية مفرح حول تصريحات الأمين العام. وقال في تصريحات ل"المصريون"، إن تصريحاته "كلام ليس جديدًا"، موضحًا أن "الأمين العام للأمم المتحدة لا يطالب، له حق تكليف مجلس حقوق الإنسان الدولي بالتحقيق". واعتبر "غنيم" تصريحات بان كي مون بأنها "للتسويق الإعلامي فقط". في السياق ذاته، تهكمت الحقوقية سلمى أشرف، مسئولة الملف الحقوقي في منظمة هيومن رايتس مونيتور، على تصريحات كي مون. وفي تصريحات ل"المصريون"، وجهت حديثها ل"الأمين العام"، قائلة: "وماذا بعد الدعوة يا سيد بان كي مون؟ متى وبعد مرور 3 سنوات على المذبحة تشكلون لجنة تقصي حقائق في مقتل الآلاف من الأبرياء على مرأى ومسمع العالم كله". وأضافت: "ليست تلك هي المرة الأولى التي يدعو فيها بان كي مون إلى التحقيق في تلك الجريمة أو يعرب عن قلقه بلا أي خطوات حقيقية تتخذ للتحقيق الجدي في أكبر جريمة ارتكبت ضد الإنسانية في العصر الحديث، وخاصة بعد صدور العديد من التقارير الدولية الموثقة التي رصدت ما حدث بدقة في تلك المذبحة وقمنا بتقديم الشكاوي إلى الأممالمتحدة بخصوصها". وتابعت "في الحقيقة نتمنى أن يقوم بان كي مون بالفعل باستخدام صلاحياته للتحقيق في جريمة وإن طال الزمن لن تسقط بالتقادم". وفي تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية، قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، "يعتقد بان كي مون أنه من المهم للغاية إجراء تحقيق كامل بشأن مقتل مئات المدنيين خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في شهر أغسطس 2013". وحول الدعوات لإنشاء لجنة دولية للتحقيق فيما جرى أثناء فض الاعتصام ومحاكمة الجناة أكد أن "مجلس حقوق الإنسان (التابع للأمم المتحدة) هو المخول بإنشاء لجنة للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن القتل الجماعي للمحتجين خلال ذلك اليوم". وجدد أمين عام المنظمة الدولية، التأكيد على “أهمية احترام حق الاحتجاج السلمي وحرية التجمع" خلال المظاهرات التي يعتزم أنصار مرسي، تنظيمها في الذكرى الثالثة لفض اعتصام رابعة". وتحل غدًا الذكرى الثالثة لفض اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، في ميداني رابعة والنهضة يوم 14 أغسطس 2013، والتي خلفت مئات الضحايا من القتلى والمصابين.