على طريقة "احترس الدواء فيه سم قاتل"، انتشرت ظاهرة تدوير الأدوية منتهية الصلاحية في الفترة الأخيرة، بعد أن تكدست داخل الصيدليات، ورفضت شركات الأدوية سحبها من الأسواق واسترجاعها، وزاد الأمر مؤخرًا بعد أن نشرت نقابة الصيادلة، تقريرا رصدت فيه عددًا من المصانع غير المعلومة ومجهولة المصدر، تقوم بتدوير الأدوية منتهية الصلاحية وإعادة طرحها في الأسواق مرة أخرى، الأمر الذي يؤدى إلى الإصابة بأمراض عديدة مثل "السكر، الفشل الكلوي، السرطان". بدوره، قال الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة الأدوية باتحاد الصناعات، إنه لا توجد جهة محددة تستطيع حصر حجم الأدوية الفاسدة "منتهية الصلاحية"، وإن ما تردد في الآونة الأخيرة غير دقيق، لأن هناك تفاوتًا في حجم هذه الأرقام، وتزيد لدى الصيادلة الصغار أكثر من الكبار للاستفادة من الخصومات التي توفرها الشركات. وأضاف رستم، ل"المصريون"، أن الأدوية منتهية الصلاحية مشكلة كبيرة تؤرق المنظومة الصحية كلها، وهناك عدد من الشركات لا تقبل مرتجعات الصيدليات من الأدوية منتهية الصلاحية، لافتا إلى أن بعض معدومي الضمير يستغلون هذه الأدوية ويقومون بإعادة تدويرها وطرحها في الأسواق مرة أخرى، مما يشكل خطورة كبيرة على صحة المواطن المصري، ويؤدى إلى الإصابة بأمراض فيروسية وخطيرة منها "الكبد والسكر والضغط"، إضافة إلى الإصابة بالتسمم، مشددًا على ضرورة محاسبة هؤلاء. وناشد رستم، جميع الأطراف المعنية بصناعة الدواء في مصر والصيادلة، بسرعة الانتهاء من مرحلة غسيل السوق الخاصة بسياسة ارتجاع الأدوية منتهية الصلاحية حفاظا على سمعة الدواء المصري، وضرورة التزام الشركات بتطبيق غسيل السوق، وعدم التعامل مع شركات الأدوية مجهولة الهوية. ولفت رستم إلى أن سوء الفهم المثار حاليًا بين نقابة الصيادلة وشركات الدواء يرجع إلى الخطأ في تطبيق سياسة غسيل السوق، من جانب بعض شركات الدواء، وهو ما خلق حالة من عدم الثقة بين كل الأطراف، مطالبًا الشركات، والموزعين، بالالتزام بتعليمات غسيل السوق "ووش أوت" لإعادة الثقة بين الصيادلة والشركات. وأوضح نائب رئيس غرفة الأدوية باتحاد الصناعات، أن هناك مشكلة ستواجه الصيادلة، في ارتجاع بعض أنواع الأدوية منتهية الصلاحية، نتيجة أن الشركات المنتجة لهذه الأدوية، ممن يطلق عليها شركات مصنعة لدى الغير، والتي أنهت نشاطها، أو خرجت من السوق، لكن لا بد أن يدرك الصيادلة أن أي عملية تجارية فيها نسبة مخاطرة، وليست كلها مربحة، على حد وصفه.