تقدم النائب الإخواني الدكتور حمدي حسن بسؤال برلماني عاجل لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزير الداخلية اللواء حبيب العادلي ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط حول النهاية الدموية لاعتصام اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين ، حيث أدى تدخل قوات الأمن لفض الاعتصام لمقتل 25 لاجئا ، بينهم أطفال ونساء وكبار السن ، وإصابة العشرات . وطالب حسن المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية لجماعة للإخوان ، الحكومة بتفسير حول ما وصفه ب " العنف الأعمى وغير المبرر الذي تعاملت به الشرطة مع اللاجئين السودانيين المسالمين ". واعتبر حسن أن تعامل ضباط وجنود قوات الأمن المركزي مع اللاجئين أساء إلى مصر ، حكومة وشعبا ، كلها إذ إنه لم يفرق بين امرأة وطفل وعجوز وأدار أدواته الغليظة عليهم جميعًا دون تفرقة. وأوضح النائب الإخواني أنه كان أولى أن يتم التعامل وحل المشكلة مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن طريق المسئولين بالخارجية بدلاً من هذا العنف ، مؤكدا أن هذا السلوك من جانب الشرطة يعد استمرارا للنهج الذي سلكته مع المواطنين في الانتخابات البرلمانية والذي مثل انتهاكا للدستور والقانون. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أدانت أسلوب القسوة الشديد التي استخدمتها قوات الأمن المصرية في إخلاء اللاجئين السودانيين من أبناء الجنوب . وأكد محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة ضرورة إجراء تحقيقات سريعة وعاجلة ومحاسبة المسئولين عن هذه المأساة الإنسانية خصوصا أن الوشائج القوية التي تربط أهل وادي النيل من أقصى جنوب السودان إلى شاطئ المتوسط كانت تقتضى تعاملا أكثر حكمة وبذل مزيد من الجهود والإقناع للاجئين لحل المسألة حلا سلميا أو فض المخيمات بطرق حضارية. وفي السياق ذاته ، تصاعدت حدة الانتقادات من جانب القوى السياسية والمراكز الحقوقية للحكومة ، وأدانت مراكز حقوقية تعامل قوات الأمن مع اللاجئين ، ووصفته بالمجزرة وطالبت بضرورة محاكمة المسئولين عنها. وندد مركز الجنوب لحقوق الإنسان بالطريقة التي تم بها فض اعتصام اللاجئين والتي لجأت خلالها الشرطة للاستخدام المفرط للقوة ضد المعتصمين. واعتبر المركز ، في بيان وصلت نسخة منه ل " المصريون " ، أن التدخل بهذه الصورة يعد أهدارا لحقوق اللاجئين الذين اعتصموا لمدة ثلاثة شهور رغم إعلان المفوضية عن بدء عقد مقابلات معهم بعد أعياد الميلاد مما يعنى أنه كان من الممكن احتواء الأزمة لو أن الحكومة التزمت الصبر ولجأت للحلول السلمية بدلا من العنف ".