قال ياسر علي المتحدث الأسبق باسم الرئاسة المصرية في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، إن دبلوماسياً عربياً حذّر مرسي من أن تحل بمصر عشرية سوداء كما حدث في الجزائر؛ بسبب موقفه من إسرائيل ودعمه للثورة السورية، مشدداً على أن مرسي لم يكن "درويشاً ساذجاً". وقال علي في مقابلة مع "الجزيرة نت" "التقى الرئيس دبلوماسي عربي كان يقيم في القاهرة حينها، ونقل له تخوفاته وآخرين من أن يحل بمصر عشرية سوداء كما حدث في الجزائر". وقال له بالنص "لتسمح لي سيادة الرئيس أن أنقل لك مخاوفي من مستقبل المسار الديمقراطي في مصر، وذلك لأسباب عدة منها قلق كثير من القوى الإقليمية نتيجة إصرار فخامتكم على عدم التواصل المباشر بالكيان الصهيوني وترك الاتصال للأجهزة الأمنية فقط". كما أطلعه (الدبلوماسي العربي) على ضرورة التراجع عن بعض قراراته التي اتخذها في نوفمبر 2012، بشأن أحداث غزة ومنها إلغاء سحب السفير المصري من إسرائيل كونه أحدث توتراً إقليمياً، جعل من القيادة في مصر غير مرحب بها، وهو ما يشكل ضغطاً أيضاً على المؤسسة العسكرية وربما يؤدي إلى ما هو أسوأ. وأشار عليه بضرورة تقليل الدعم السياسي للفلسطينيين في غزة والعودة به إلى الحد الأدنى في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن أطرافاً إقليمية باتت ترى تناقضاً في الرؤى بين بعض مؤسسات الدولة وبين مؤسسة الرئاسة في التعامل مع ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية. وأضاف علي "السبب الآخر الذي ذكره الدبلوماسي العربي هو إصرار مرسي على دعم الثورة السورية، ورؤيته المبنية على أن الرباعية المكونة من تركيا وإيران والسعودية ومصر، هي السبيل لحل الأزمة السورية، وهو ما لا يرضي أطرافاً إقليمية تملك رؤية مخالفة لترتيب أوضاع الإقليم، خاصة وأن الربيع العربي كان قد بدأ يحاصر بعض هذه القوى". وأشار علي إلى أن الدبلوماسي العربي كلامه أظهر أن القوى الإقليمية غير مرتاحة وتُصَدِّر قلقاً شديداً للداخل، وهذا القلق كان له تأثير على قوى سياسية وبعض مؤسسات الدولة، واستتبع ذلك حملات إعلامية شديدة التحيز، أدت إلى انصراف بعض قطاعات المجتمع المصري عن مساندة التجربة الديمقراطية.