مجزرة استاد بورسعيد الرياضى، هى جريمة مكتملة الأركان، ومذبحة بشعة دبّرت بليل لقتل هذا الوطن، وإذا كانت تلك الدماء الغالية العزيزة لشباب مصر قد أحرقت قلوب المصريين جميعا، فقد تزامنت للأسف مع ذكرى يوم موقعة الجمل، مما يدل دلالة واضحة على أن من قام بها ودبرها لا يحكمه دين ولا ضمير ولا يأبه بحرمة النفس الإنسانية التى قال الله عنها: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا). وهو بيان إلهى وتحذير ربانى لكل من سولت له نفسه أن يلطخ يده بدماء البشر بسبب صراع على الملك أو الجاه أو المال.. فإن الخسران سوف يلاحقه لا محالة فى الدنيا والآخرة فإن دم المسلم أشد حرمة عند الله من الكعبة المشرفة. وقد تكشفت تلك المؤامرة الدنيئة ضد مصر بعد تلك الجريمة البشعة التى تسعى بكل خسة ونذالة لعرقلة الثورة المصريَّة وقتل نهضتها، ونشر حالة الفوضى فى ربوع البلاد، وأعتقد أن حوادث السطو المسلَّح والسرقة والاختطاف واقتحام أقسام الشرطة خلال الأيام القليلة الماضية خير دليل على تلك المؤامرة التى يقودها فلول نظام مبارك المخلوع، والتى تواصل إجرامها ضد هذا الشعب الأبى من خلال الزنازين المغلقة، وهى تقتل أبناء الوطن بدم بارد بمساعدة أذنابه فى أجهزة الأمن المختلفة، والتى تحتاج لتطهير وهيكلة حيث تحولت وزارة الداخلية لبؤر إجرامية تدبّر المكائد ضد الثورة وتنشر الرعب والفزع من خلال البلطجيّة ، فتطهير وزارة الداخلية من الأفاعى أصبح الآن ضرورة ملحة لإعادة الأمن والاستقرار لمصر، خاصةً من كبار ضباط أمن الدولة السابقين، والذين يحملون حقدًا وغلا ضد الثورة وقد تورطوا فى الماضى فى جرائم اغتيالات وتعذيب ضد كافة الأحرار فى هذا الوطن .. بل لا يقتصر هذا التطهير على الداخلية فقط، بل يجب أن يمتد إلى القضاء والإعلام والخارجيَّة وكافة مؤسسات الدولة الحيويَّة التى يجب أن تتناغم مع الثورة وتعبر عن أهدافها .. وخيرًا فعلت الداخلية بتفريق المتهمين من فلول النظام البائد، فى السجون المختلفة فى محاولة لتفكيك دولة طرة، ونأمل فى القريب العاجل إيداع حسنى مبارك مستشفى سجن طرة .. ونحن نطالب المجلس العسكرى بأن يبرئ ساحته بالضرب بيد من حديد لكل من يعبث بأمن واستقرار الوطن وكل من يسعى لإجهاض ثورة 25 يناير وأن يسارع الخطى لإجراء انتخابات الرئاسة وتسليم مقاليد البلاد لرئيس مدنى منتخب، فإن شعب مصر صبر كثيرًا ولن يفرط فى حريته وكرامته ولن يرضى بالعودة إلى الوراء بحكم العسكر أو الدكتاتورية، كما لا يرضى بدولة رخوة أو حكم مرتعش محاباة لمبارك وأعوانه .. ولذلك يجب الحذر من حالة الانفجار الشعبى تجاه تلك الجرائم التى تسيل خلالها دماء أبناء مصر لأن الشعب صبر كثيرًا على حالة الانفلات والفوضى، لذلك من الحكمة الإسراع بمحاسبة المسئولين عن مجزرة بورسعيد، والذين تقاعسوا عن أداء واجبهم، والقصاص العادل لكل شهداء الوطن، وإنزال العقوبة الرادعة بكل من قتل وأمر وتورط وخطط لهذه الجريمة البشعة.. فهى السبيل الوحيد لتهدئة الشارع المصرى. [email protected]