مىرفت شعىب عندما كتبت الاسبوع الماضي في هذا المكان تحت عنوان (الجوكر) لأشبه الطرف الثالث أو البلطجية بجوكر الكوتشينة الذي يقش ويكسب ويحسم المعارك لصالح من يستخدمه.. كان دليلي أحداث العنف التي مرت علينا خلال العام الأول للثورة، وها هي مجزرة ستاد بورسعيد البشعة تتكرر بشكل أكثر ضراوة، وما تلاها من أحداث عنف بدأ في اليوم التالي للمباراة الكارثية - وما زال مستمرا حتي الآن -
في محيط وزارة الداخلية مع بعض الشباب الغاضب المندس بين صفوفه بلطجية محترفون ليدفعوهم دفعا لمواجهات غير متكافئة مع قوات الشرطة ليسقط مئات المصابين وكلما ظهر صوت عاقل يدعو للهدنة كلما خرقها (الجوكر) ليستمر مسلسل العنف الدامي الي ما شاء الله.. اللعبة هنا ساحتها الوطن كله ولاعبوها الثوار من ناحية والطرف الذي يظن نفسه أذكي من الآخرين ويعتقد أنه سيظل مجهولا يمارس حيله القذرة ويباغت الشعب الأعزل بضربات تحت الحزام.. ضربات بقدر ما هي موجعة دامية تزلزل القلوب بقدر ما تقوي العزيمة.. تزهق الأرواح الشابة البريئة وتسيل الدماء فتشتعل شرارة الميدان وتتبلور مطالب الشباب ويعلو سقفها ..ويبقي الحزن الأسود بأجنحته الكئيبة يظلل كل بيت مصري علي الأبرياء الذين قتلوا غدرا بطرق بشعة وأعدادهم 150 شابا حسب ما أعلنته قناة النادي الأهلي وتتراوح أعمارهم ما بين 13عاما و30 عاما قتلوا بشكل عشوائي خلال أقل من نصف ساعة في جريمة يندي لها الجبين، وكانت الاختبار الأول للبرلمان الجديد وللأسف لم يتمخض إلا عن إرسال لجنة تقصي حقائق الي بورسعيد التي أكدت شبهة المؤامرة والتقصير الأمني الذي يصل الي حد التواطؤ فلم يتم تفتيش المشجعين وتراجعت قوات الأمن المركزي مفسحة المجال للبلطجية للهجوم علي ألتراس النادي الأهلي وأغلقوا أمامهم باب النجاة من الموت المحقق، دقائق وأطفأوا أنوار الاستاد ليفسحوا المجال للقتلة لقتل أكبر عدد ممكن من المشجعين الأبرياء في جنح الظلام ..ولكن الشعب البورسعيدي البطل خرج يعلن براءته من دم شهداء ألتراس الأهلي وأمسكوا بأحد البلطجية وهو طرف الخيط المؤدي إلي الفلول ..كما تؤدي الطرق كل إلي روما . ونشعر بالاشمئزاز من 006 بلطجي تم استجارهم مقابل 051 جنيها لكل منهم مقابل أن يشبع رغباته الاجرامية في القتل والضرب ثم الهرب دون عقاب . لهذا فالقضية ليست لجنة تقصي حقائق مع - احترامنا لأعضائها - فلم نصل لنتائج إيجابية للجان تقصي الحقائق حول أحداث البالون ومحمد محمود وماسبيرو ، وليست قضية نقل مدير أمن أو رئيس مباحث أوحتي تغيير وزير الداخلية وإنما تبدأ بالقبض علي البلطجية الذين صاروا كالسرطان يسعي في جسد الوطن ولن نسمح له بقتل مستقبلنا وأحلامنا، ووزارة الداخلية قادرة علي استكمال حملة تطهير البلاد منهم وجمع الأسلحة من أيديهم ، وإحكام الرقابة علي منافذ تهريبها أو تصنيعها في الداخل.. كل يوم يمضي يزيد استقواء البلطجية وسطوتهم الغاشمة وتزداد خطورتهم علي أمن المجتمع كله ليتحول الي غابة يحكمها الاقوياء وربما يضطر كل مواطن لحمل سلاح لحماية حياته وممتلكاته وشرفه وأهله ، ولعل أحداث الأيام الماضية تكشف المنحدر الذي يقودون البلاد نحوه: حوادث سرقة البنوك والخطف مقابل فدية والسطو المسلح ومحاولات إقتحام أقسام الشرطة ومحاولات تهريب مساجين في هروب جماعي.. أمن المواطن وأمن الشارع ومستقبل الوطن في خطر ويستدعي التحرك السريع الحاسم ، ولابد من تنفيذ هدنة سريعة عند وزارة الداخلية حقنا للدماء وعمل منطقة عازلة للفصل بين الجانبين وعلي الشباب الثائر أن يكونوا واعين لمن يهيجهم ليهاجموا الداخلية لأن هدم المبني لن يغير الفكر الأمني. فلا تنساقوا لمن لا يريد الخير لمصر .