للأسف الشديد هذا الصباح ليس صباحا جميلا لأنني والملايين في مصر نعيش أياما كئيبة حزينة لسقوط مشجعين أبرياء في استاد بورسعيد. شباب زي الورد ذهب إلي بورسعيد للاستمتاع بكرة القدم وتشجيع ناديهم فعادوا جثامين هامدة.. لا حول ولا قوة إلا بالله. اعتقد جازما أن ما حدث في استاد بورسعيد «ليس مؤامرة» لها أطراف داخلية وخارجية كما يحاول البعض أن يصور لنا هذا.. لكنها جريمة بشعة أطرافها التعصب أولا والشرطة المهزوزة المتقاعسة ثانيا والمحافظة «النايم في بيته» الذي لا يقدر المسئولية ثالثا.. ومجلس ادارة المصري رابعا.. والذي أصدر تصريحات وردية بأنه سيقابل جماهير الاهلي بالورود بدلا من أن يشحذ همم رجال الأمن. أعلم جيدا أن ما أقوله الآن قد يفتح علي باب جهنم لكن صدقوني.. أصدقائي المتواجدين علي مقاهي بورسعيد قبل المباراة المشئومة بأيام أكدوا لي أن مجموعات من التراس مصراوي كانت تجتمع علي المقاهي تجمع بعضها البعض.. وتطرح خططا مقترحة من أجل تأديب جماهير الالتراس الاهلاوي لا لشيء سوي انها عملية تعصب أعمي.. وعلقة ضرب افضت إلي الموت !! وأرجو لمن لا يصدق ذلك أن يرجع إلي الفيسبوك ويقرأ كلمات التراس مصراوي وتحذيراتهم لالتراس أهلاوي! لا توجد مؤامرة بالمعني السياسي المتداول في الشارع الآن لكنها عملية «طيش شباب» استشعروا في أنفسهم القوة وشجعتهم فوضي الشارع علي استعراض العضلات ولم يجدوا صعوبة في حمل الأسلحة البيضاء.. والسوداء.. والهراوات.. والشماريخ.. ويدخلون بها إلي استاد بورسعيد فقرروا تلقين جماهير الاهلي علقة لكن العلقة تحولت إلي علقة موت. أرجو ألا ننافق هذه المرة ونقول أن هناك «طرف ثالث» أو «لهو خفي».. أرجو أن تستعينوا بجميع الصور المسجلة فيديو بالتليفزيون أو باستاد بورسعيد وأن تقبضوا علي كل من ظهر في الصور مقتحما الملعب وأن يتم التحقيق معهم جميعا تحقيقا «جادا» وسيقرون بالحقيقة المرة أن ما حدث هوجة اعتداء علي جماهير الأهلي.. وسيقولون إنهم لم يكونوا يتوقعون أن يفضي الضرب المبرح إلي الموت. لو اكتشفت جهات التحقيق «مؤامرة» أو «طرف ثالث» أو «لهو خفي» فعليها أن تعلن عنه فورا ومن هم أطرافها وتقدمهم للمشنقة! أيضا إذا لم تكن هناك مؤامرة ولا يحزنون فيتم محاكمة كل فرد علي حدة حتي لا تتكرر الاحداث وحتي لا تضيع دماء المتفرجين هدرا.