شهدت الساعات التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، العديد من الظواهر التي ترصدها "المصريون" على النحو التالي: تطبيق "فيس تايم" للمحمول ينقذ أردوغان بعد دقائق من إعلان الجيش التركي السيطرة على السلطة وإسقاط الدستور، وحكومة حزب العدالة والتنمية، ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعالم عبر تطبيق "فيس تايم" لدعوة الشعب إلى النزول والدفاع عن الديمقراطية في البلاد. وخاطب أردوغان، العالم، عبر مكالمة فيديو هاتفية مع قناة "سي إن إن ترك"، قائلًا: "إنني أحث الناس على الاحتشاد في الساحات والمطارات، دعونا نرى مَن سيكون قادرًا على معارضة قوى الشعب، لاشىء أقوى من إرادة الشعب، نحن على قناعة بأننا قادرون على التعامل مع هذا الاستفزاز"، الأمر الذي دفع الأتراك إلى النزول بالشارع لمساندة الرئيس. الشعب يهزم الشائعات ويتوحد لدعم أردوغان توجّه الآلاف من الأتراك إلى الساحات الرئيسية في تركيا، وإلى مطار أتاتورك الدولي، استجابة لنداء وجهه الرئيس التركي عبر وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي. وجاء ذلك عقب استيلاء مجموعة من الجيش التركي على المقرات الأمنية والعسكرية والخدمية الحساسة في أنقرة، واقتحامها لمقرات وسائل الإعلام التركية الرسمية، حيث بثّت بيانًا أعلنت فيه تسلّم الجيش مقاليد الحكم في تركيا "حفاظًا على الديمقراطية"، كما أعلن البيان فرض الأحكام العرفية في أنحاء البلاد. وبينما كانت المؤشرات تدلل على رجحان كفة الانقلاب في تركيا، انقلبت الصورة تباعًا، حيث نزل الآلاف إلى ميدان تقسيم في اسطنبول للتنديد بالانقلاب، ما أدى إلى انسحاب الجيش التركي من محيط المطار، وصعد عدد من المتظاهرين على ظهر الدبابات وهتفوا "الجيش يعود إلى ثكناته"، فيما لا تزال الصورة غير واضحة في العاصمة أنقرة. كما قامت أعداد كبيرة من قوات الأمن بالاشتراك مع أفراد الشعب في تسليم الضباط القائمين بالانقلاب العسكري في كافة المدن التركية وتجريدهم من الزى العسكري واصفين هؤلاء الشرذمة بأنهم لا يستحقون ارتداء هذا الزى العسكري لأنهم لم يحترموا شرعية الرئيس وديمقراطية البلاد. رفض الموالاة والمعارضة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو وجه خطابًا مقتضبًا إلى الشعب التركي، طالبه فيه بحماية الديمقراطية، وقال إن "هذا اليوم هو يوم لإعلاء كلمة الشعب". الرئيس التركي السابق عبد الله جول كان له موقف أيضًا، وقال إن الديمقراطية في تركيا مهددة من قبل الانقلابيين وعلى الشعب التركي أن يفشل هذه المحاولة. كما رفض رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال الدين كليتشدار أوغلو الانقلاب أيضًا، وقال إن "تركيا عانت كثيرًا من الانقلابات العسكرية وعلى الجميع أن يرفض ما يحصل". الشرطة التركية تدعم شرعية أردوغان بات واضحا لدى الجميع موقف قوات الشرطة التركية والتي رفضت الانصياع وراء بيان الانقلاب العسكري. وأعلن قائد الشرطة التركية مقتل 16 قتيلا وتوقيف 250 من مدبري الانقلاب الفاشل، وأشار إلى انه تم اعتقال رئيس أركان الجيش الثالث أكرم جاجلر في تركيا عقب محاولة الانقلاب. وكان عدد المعتقلين من أفراد الجيش التركي وصل إلى 754 عسكريًا على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذها عناصر من منظمة الكيان الموازي. وأشارت وكالة "الأناضول" إلى أن عشرات الجنود ممن أغلقوا جسر البوسفور بإسطنبول سلموا أنفسهم للشرطة. وكانت قوات الأمن التركي، قد اعتقلت صباح اليوم السبت، عددًا من المشتبهين بانتمائهم لمنظمة الكيان الموازي، على خلفية محاولة السيطرة على مبنى قناة "تي ار تي" الرسمية، في العاصمة التركية أنقرة. وأوقفت قوات الأمن 20 شخصًا يرتدون زيًا مدنيًا، بعد العثور على أسلحة غير مرخصة في حوزتهم. وأفادت المعلومات الأولية أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم هم من العسكريين وذلك في مشهد يعكس مدى تفهم الشرطة لدعم شرعية الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان وعدم إتاحة الفرصة للانقلابيين، بالصعود على إرادة الشعب التركي. موقف المجتمع الدولي توالت ردود الفعل الدولية سريعًا، على محاولة الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش التركي ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما جميع الأحزاب في تركيا على دعم الحكومة "المنتخبة ديمقراطيا"، ودعا إلى تجنب إراقة الدماء في البلاد.وأضاف أنه كلف الوزارة الخارجية بالتركيز على ضمان سلامة المواطنين الأمريكيين في تركيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: "نأمل في استمرار السلام والاستقرار بتركيا"، فيما أكد البيت الأبيض أنه يتم إبلاغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتطورات الأحداث في تركيا ويحاط علما بها بشكل مستمر.فيما دعا الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إلى الهدوء واحترام الدستور في تركيا ومؤسساتها الديمقراطية، مشيرا إلى أن تركيا حليف هام للحلف. وأعربت الخارجية البريطانية، عن قلقها "جراء الأحداث الجارية في أنقرة وإسطنبول"، فيما دعت الخارجية الفرنسية في بيان رعاياها في تركيا للبقاء في منازلهم.كما أكدت الحكومة اليونانية أنها تتابع الوضع في تركيا عن كثب. من جهتها سارعت الخارجية الإماراتية إلى إصدار بيان دعت فيه مواطنيها في تركيا لالتزام الحيطة والحذر. وأعلنت الحكومة الألمانية على لسان المتحدث باسمها، شتيفن زايبرت، أنه يجب احترام النظام الديمقراطي في تركيا، مضيفا أنه ينبغي فعل كل شيء ممكن من أجل حماية أرواح. وقال توربيورن ياجلاند، الأمين العام لمجلس أوروبا: "إن أية محاولات للإطاحة بزعماء تركيا المنتخبين ديمقراطيا غير مقبولة في دولة عضو مجلس أوروبا"، مشددا على أنه المنظمة تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون. وصرح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأنه ينبغي تجنب سفك الدماء في تركيا وتسوية القضايا وفق الدستور. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الهدوء في تركيا، معربًا عن قلقه.