عبد الناصر: "مالهمش لازمة وهجاصين".. السادات: "محتاجين شلوت".. مبارك: "عالم لبط ".. السيسي: "أهل الشر" طالما كانت شوكة في حلق رؤساء مصر, الصحافة المصرية التي تواجه منذ زمن بعيد تقييدًا وحصارًا, كثيرًا لم تكن تأتى على هوى البعض منهم, فمنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرورًا بالسادات ومبارك ومرسى وأخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسي, يتعرض الصحفيون للزج بالسجون في قضايا حظر نشر وتهم كفيلة بأن تصل للإعدام في دولة لا يوجد فيها قانون. عبد الناصر في البداية، كان عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، من أكثر العهود التي شهدت تقييدًا لحرية الصحافة والصحفيين بداية من تقييد حق إصدار الصحف وتأميمها لتكون لسان حال النظام، خاصة بعد صدور قرار بإلغاء الأحزاب السياسية وغلق جميع الصحف الناطقة باسمها، بعد أن كان حق الصدور قبل ثورة يوليو بالإخطار فقط. عبد الناصر الذي لم يتوان في التنكيل بالصحافة والصحفيين, من خلال القوانين أو الألفاظ, حيث إنه كثيرًا ما وصفهم بأنهم "مالهمش لازمة", "وهجاصين", الأمر الذي دفعه لوضع رقابة صارمة على كل ما ينشر في الصحف، ثم اعتقال الصحفيين المعارضين أو المخالفين للفكر الناصري حينها. وكان من أبرز الصحفيين الذين تم اعتقالهم الكاتب الصحفي مصطفى أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، بمشاركة أخيه على أمين، حيث وجهت إليه تهمة "التخابر لصالح أمريكا"، وصدر ضده حكم بالسجن 9 سنوات قضاها أمين في السجن، حتى أفرج عنه صحيًا عام 1974، وتقدم أمين بعد ذلك بطلب لإعادة محاكمته فقضى ببراءته. السادات ثورة تصحيح, هكذا بدأها الرئيس الراحل "أنور السادات"، التي كان من نتيجتها الزج بالكثير من الصحفيين في السجون، مستخدمًا سياسة هادفة للتعبئة الواسعة نسبيًا ضد الخصوم السياسيين, السادات كان له رأى آخر في وصف الصحفيين فالبعض منه لقبه بال"دلوعة" وعلى رأسهم إحسان عبد القدوس والآخر يحتاج "شلوت"، على حسب وصفه. وبعد أزمة سبتمبر "اتفاقية السلام مع إسرائيل 1981"، زج بالعشرات من الصحفيين داخل السجون، أبرزهم محمد حسنين هيكل، وفريدة النقاش، وصافيناز كاظم، ثم مصادرة أعداد بعض الصحف والمجلات مثل "الأهالي" اليسارية و"الدعوة" الإخوانية، وانتهى الأمر إلى إغلاق هذه الصحف. مبارك تعرضت الصحافة خلال حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، لعدد من الأزمات، أبرزها أزمة قانون تشديد عقوبات جرائم النشر، وفرض القيود على الصحف المستقلة، والحزبية، واستمرار سياسة اعتقال الصحفيين, مبارك الذي لم يتوان لحظة في نعت الصحفيين بوصف غير لائق وآخر ذلك كان في مجلس الشعب 2010. قال الكاتب محمد حسنين هيكل: مبارك كان يقول على الصحفيين دول عالم "لَبَطْ"، ووصفهم بقوله "فالحين قوى"، ولا بد أن ينكشفوا أمام الناس على حقيقتهم، ولم يحترمهم يومًا، أو يقدِّر قيمة مساعداتهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة، بل إنه كثيرًا ما كان يستمتع بوقوعهم في الأخطاء٬ بسبب الضبابية ومنع المعلومات عنهم". وكشف هيكل عن أن واقعة "خليهم يتسلوا"، التي وصف بها مبارك المعارضة في افتتاح مجلس الشعب المزور في العام ٬2010 لها أخرى شبيهة بها في العام 1981، عندما قال لهيكل واصفًا الصحفيين: "خليهم يغلطوا". السيسي هم أهل الشر الذين يحاولون القضاء على التمنية والاستقرار, هكذا دائمًا يصفهم الرئيس عبد الفتاح السيسي, ضمن خطاباته الودية التي تحمل في طياتها الكثير, فالصحافة في عهد السيسي تدهورت بشكل كبير, خاصةً مع تزايد اعداد الصحفيين المعتقلين بالإضافة لما يتعرضون له من انتهاكات واضحة.