"تركيا" هل ستتخلى عن الإخوان لإعادة العلاقات مرة أخرى مع القاهرة؛ بعد ترميم العلاقات الدولية بينها وبين روسيا و إسرائيل، خاصة بعد إعادة ترتيب حساباتها من جديد، وكان ذلك من خلال التصريحات المتعاقبة مع موسكو حول سعيها لترميم العلاقات الثنائية بينهما من جديد، ذلك بالتوازي مع إعادة النظر في علاقتها بإسرائيل والتطبيع الاقتصادي والتجاري معها، ثم تلميحها برغبتها في استعادة التعاملات التجارية مع مصر, بل تأكيدها عودة العلاقات المصرية التركية في الوقت القريب. وكانت العلاقات المصرية التركية قد وصلت إلى مرحلة متدهورة؛ بعد أن أطاح المجلس العسكري المتمثل في الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس السابق محمد مرسي، ونظام الإخوان المسلمين, خاصة أن الحليف الأيديولوجي لمرسي حينها كان تركيا. وبعدها اعتبرت تركيا أن ما حدث في مصر هو "انقلاب", بل واعتبر رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، عبد الفتاح السيسي طاغيًا وخارجًا عن الشرعية، بحسب وصفه. في هذا السياق قال حسني السيد, المحلل السياسي، إن تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلوا، تؤكد أن تركيا تعيد النظر مرة أخرى في علاقاتها مع مصر، وأنها من الممكن أن تتخلى عن الإخوان في وقت قريب. وأكد السيد، في تصريحاته ل"المصريون"، أن هذا يأتي في إطار التطورات الحادثة في تركيا، وتحول سياستها التي بدأها رئيس الوزراء التركي بن علي، نحو التوجه للتصالح مع الخصوم, والعودة إلى سياسة الجيران مرة أخرى. وأشار إلى أن موقف مصر من تركيا قد يتغير للأهمية السياسية والاقتصادية بين البلدين, وهذا الأمر جعل تركيا تعيد النظر في علاقاتها مع القاهرة. وتابع: "لكن هناك شروطًا لعودة العلاقات المصرية التركية, خاصة وأن مصر ليس لديها أي عداء مع أحد، و إذا أرادت تركيا استرجاع العلاقات المصرية التركية, عليها أولًا الاعتراف بسيادة الشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، وغير ذلك ستكون العلاقات اقتصادية فقط". وأكد السيد، أن مسألة تطبيع العلاقات بين البلدين أصبحت مسألة وقت؛ لأن مع استمرار التبادلات الاقتصادية بين البلدين, ومع تواجد الرئيس السيسي. فيما قال سعيد اللاوندي، خبير الشئون الدولية في مركز الأهرام للدارسات السياسية، إن تصريحات تركيا الأخيرة تحمل معنى آخر للعلاقات الثنائية المتدهورة بين البلدين, وتتجه نحو التصالح. وأكد "اللاوندي"، في تصريحات خاصة، هناك شرط واحد من أجل تطبيع العلاقات التركية مع مصر, وهو الاعتراف بإرادة الشعب المصري, والمتمثلة في الرئيس الحالي، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما أوضح, أن سياسة الجانب التركي بدأت تتغير, فهي راغبة في توسيع وتنشيط التعاون الاقتصادي بينها وبين مصر, وبعض الدول حتى وأنها وقعت عدة اتفاقيات مع إسرائيل وروسيا. وتابع: لكي تعود العلاقات المصرية التركية من الناحية السياسية كما كانت من قبل، على تركيا الاعتذار أولًا على التصريحات البغيضة التي قالتها في حق مصر وشعبها؛ لأن العلاقات بين الدول لابد وأن تقوم على الاحترام المتبادل. فيما قال سامح عيد, المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والخبير الإسلامي, إن جماعة الإخوان أصبحت ضعيفة للغاية، خاصة مع كثرة الخلافات الحادثة بين الجماعة من الداخل. وأكد "عيد" في تصريحات خاصة ل" المصريون"، أن تركيا بدأت تدرك مصلحتها مع مصر و جماعة الإخوان لا تنفعها في شيء، وتجلب لها المشاكل فقط، لذلك مع الوقت ستعود العلاقات المصرية التركية. يذكر أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو قال، إنه مستعد للالتقاء مع السلطات المصرية؛ لتطبيع العلاقات بين البلدين، متابعًا: "نحن بالفعل نتشاور مع وزير الخارجية المصري في بعض المحافل الدولية حتى ولو كان بشكل عابر، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة قد تشهد لقاءات من هذا القبيل، فأنا شخصيًا مستعد للتشاور مع السلطات المصرية، وكذلك وزير الاقتصاد التركي".