تعد محافظة سوهاج من أكثر المحافظات، التى قدمت عددًا كبيرًا من أبنائها للشهادة فى سبيل الوطن، خلال العمليات الإرهابية التى راح ضحيتها العشرات من المجندين فى عمليات متفرقة بسيناء. وكان آخر الشهداء الذين استقبلتهم محافظة سوهاج، شهيد قرية عنيبس بمركز جهينة، الشهيد جميل كميل ذكى عبده 20 سنة، المجند بالقوات المسلحة، والذى استشهد إثر حادث إرهابى بمحافظة شمال سيناء، بالإضافة إلى الشهداء الثلاثة الذين تم قتلهم فى الهجوم الإرهابى على كتيبة 101 بالعريش. وفقدت المحافظة فى 15 مارس 2014 عددًا كبيرًا من الشهداء بحادث مسطرد الذى راح ضحيته أربعة من جنود الشرطة العسكرية، بالإضافة إلى 5 فى حادث الفرافرة فى 20 يوليو 2014. ومع هذه التضحيات، أكد عدد كبير من أهالى الشهداء أن الدولة أهملت فى حقوقهم، ولم يتم تقديم أية خدمات لهم منذ استشهاد أبنائهم، مشيرين إلى أنه حتى اللحظة لم يحصلوا على حقوقهم المادية الخاصة بهم. يقول الحاج (محمود عبدالرحيم) والد الشهيد (أحمد) بن قرية كوم شقاو دائرة مركز طما شمال المحافظة: "من يوم ما سمعنا خبر استشهاد ابني، وبعدها وأنا دايخ على تجهيز الأوراق الخاص بالمعاش بتاعه، حتى المكافأة اللى وعدونا بيها ما أخدنهاش حتى الآن، كل ما تم فعله على أرض الواقع عبارة عن إطلاق اسم ابنى على إحدى المدارس بالقرية". وأضافت أسرة الشهيد(محمد عبدالحميد رضوان) بقرية المساعيد بمركز العسيرات جنوب المحافظة، أن المسئولين أهملوا طلبهم فى إطلاق اسم الشهيد على أحد شوارع المدينة، مؤكدين أن الطلب مازال حتى اليوم حبيس الأدراج لدى مسئولى المحافظة، الذين وعدوهم بالتنفيذ لكن دون جدوى، بالرغم من أن الشهيد ضحى بنفسه من أجل الوطن الذى بخل عليه بأبسط حق وهو إطلاق اسمه على أحد الشوارع، على حد قولهم. فيما أكدت أسرة الشهيد (محمد السيد خلف عرفان) بمنطقة المغاربة فى مدينة جرجا، أنهم يعانون أشد العناء منذ فقد ابنهم نظرًا لكونه العائل الوحيد لهم، وحالتهم المادية تأثرت كثيرًا باستشهاده، فى الوقت الذى أهملت فيه الدولة طلبهم بتوفير فرصة عمل لشقيقه الأصغر البالغ من العمر 19 عامًا، وحاصل على مؤهل متوسط. بينما أشارت أسرة الشهيد (محمد عبد المنعم فهيم عبد المطلب) بقرية النغاميش بمركز دار السلام، إلى معاناتهم منذ رحيل ابنهم، وإصابة أحد أشقائه بصدمه نفسية وعصبية أثرت عليه منذ سماعه خبر استشهاده حتى اللحظة.