تحل اليوم الخميس، الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، وما ترتب على ذلك من سلسلة أحداث متتالية دفعت بالرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلي الحكم. عزل "مرسي" من الحكم قبل اكتمال فترة رئاسته، وسط معارضة جماعة الإخوان، منتقدين صعود "السيسي" إلى الحكم، جعل هناك توجهات إلى المقارنة بين فترة حكم الرئيسين، وهو ما رصدته "المصريون" من عدة اتجاهات.. الاقتصاد سيئ في عهد "مرسي" أسوأ في عهد "السيسي" أجمع عدد من الخبراء، على أن الوضع الاقتصادي في عهد "مرسي" كان سيئًا ولكنه ازداد سوءًا في عهد "السيسي"، فقد شهد عام حكم "مرسي" انخفاض التصنيف الائتماني لمصر، بالإضافة إلى أزمة الوقود التي ظهرت بوضوح في مشهد الطوابير الطويلة أمام محطات البنزين والسولار. ووصل سعر الدولار إلى 7 جنيهات مقابل 6.07 جنيهات قبل تولي مرسي الرئاسة. ووفقًا للتقرير ربع السنوي الذي تصدره الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بلغ صافي حجم الاحتياطيات الدولية بعد عام من حكم مرسي إلى 18.9 مليار دولار، وانخفض إلى 16.7 مليار دولار، في نهاية العام الأول من حكم "السيسي"، واستمر الانخفاض ليصل حجم الاحتياطيات الدولية إلى 15.88 مليار دولار. وتخطى سعر الدولار في عهد "السيسي"، حاجز ال10 جنيهات، وباءت محاولات الحكومة والبنك المركزي لاحتواء الأزمة بالفشل. واقترض "السيسي", منذ توليه السلطة، عدة قروض من دول أوروبية، آخرها حصوله على قرض روسي قيمته 25 مليار دولار؛ لتمويل مشروع الضبعة النووية. ورغم وعود السيسي المتكررة بتخفيض الأسعار ارتفعت الأسعار في الآونة الأخيرة, خاصة على السلع الغذائية بعد ارتفاع الدولار أمام الجنيه, حيث ارتفعت أسعار بعض السلع بمقدار 50%، وأبرز تلك السلع الزيت والسكر والزبادي واللبن والقهوة والمكسرات. ووصل سعر الأرز في الأسواق المصرية, إلى 7 جنيهات وسعر زجاجة الزيت ل15 جنيهًا, بخلاف ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والأسماك. وبحسب بيانات البنك المركزي زادت الاستثمارات الأجنبية خلال حكم مرسي، وزاد عدد الشركات المؤسسة بنسبة 25% بحجم 850 شركة وزاد سوق تداول المال بنسبة 60%، وارتفعت معدلات التصدير بنسبة 9%. في عهد "السيسي" بلغ حجم الاستثمارات 5.7 مليار دولار في الفترة من يوليو 2014 إلى مارس 2015، وهي في مجملها في قطاع البترول. أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، الدكتورة يمنى الحماقي، أكدت أن الوضع الاقتصادي لمصر أصبح خطيرًا جدًا، مشيرة إلى أن الدين الداخلي للدولة تخطي ال2 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 52 مليار دولار وهو ما لم يحدث من قبل، حيث لم يكن يتخطي حاجز ال 30 مليار دولار. وشددت "الحماقي"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، على ضرورة عمل سياسات اقتصادية واضحة ومحددة للتعامل مع الوضع الاقتصادي الحالي، والخروج منه، مؤكدة أن الاقتصاد أصبح في وضع خطر، ويحتاج إلى إدارة اقتصادية واعية، فضلًا عن خلية اقتصادية لمتابعة تلك المؤشرات الخطيرة لتخطي الأزمات الاقتصادية الحالية. الإعلام مهاجمًا مرسي مدافعًا عن السيسي اختلف تناول الإعلام للأحداث في عهد مرسي والسيسي، فنجد أن الإعلام الذي كان في عهد مرسي كان يروج إلى أن مصر تحتاج إلى رجل أكثر حنكة سياسية يدافع عن السيسي ليل نهار، حسب قول الخبراء. ويتضح الاختلاف في رؤية الأعلام لما يحدث جليًا في القضايا المشتركة في عهد الرئيسين، وأبرزها قضية سد النهضة، والتي انتقد الأعلام بسببها "مرسي" في حين لم ينطق أحد اعتراضًا علي نفس القضية في عهد "السيسي". وفي عهد "السيسي"، تم منع بعض الإعلاميين من الظهور وفقًا لتصريحاتهم، أبرزهم ريم ماجد، ويسري فودة، وباسم يوسف، كما تم منع عدد من الكتاب من الكتابة أبرزهم بلال فضل وعلاء الأسواني، بالإضافة إلي إيقاف برامج تليفزيونية منها برنامج الإعلامي محمود سعد، وبرنامج الإعلامي يوسف الحسيني. ولم يكن الموقف مختلفًا في عهد مرسي، حيث صدر في عهده قرار بحبس الصحفي إسلام عفيفي، رئيس تحرير جريدة الدستور. وعقب صدور الإعلان الدستوري تحركت بعض قوى المجتمع والإعلام لإعلان موقفها ضد هذا الإعلان، مشيرين إلى أنه مقيد للحريات، وانتفض الإعلام عن طريق تسويد شاشاته لإحراج النظام للتراجع عن الإعلان، إلا أن نظام الإخوان لم يتراجع. الخبير الإعلامي، هشام قاسم أكد أن الإعلام في مصر يعيش أسوأ عصور الحرية في عهد السيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس نفسه قالها صراحة إنه لا يرد هجومًا من الإعلام أو انتقادًا له. وأضاف قاسم ل"المصريون"، أن هناك هجمة واسعة من النظام على الإعلام في الفترة الأخيرة؛ لتقييد حريته، خاصة أن النظام يرى أن من واجبات الإعلام "التطبيل" له علي حسب قوله، وعدم التعرض له من أي اتجاه. وأشار إلى ضرورة سؤال الرئيس عما يحدث من تجاوزات في حق الإعلاميين؛ حتى لا يحدث تمادٍ في التجاوزات أكثر من التي نعيشها الآن قائلًا: "إن هناك تراثًا من المطبلاتية وهناك اعتقاد لدى الرئيس أن الإعلام يجب أن يسانده". الأهل والعشيرة اتفق الرئيسيان في تفضيل إلقاء خطاباتهما أمام الجماعة التي ينتميان إليها، ففي الوقت الذي كان يلقي فيه "مرسي" خطاباته أمام قيادات وأعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم، إلى جانب عدد من قيادات الداخلية والقوات المسلحة، فضل "السيسي" إلقاء خطاباته أمام قيادات مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة وبعض الإعلاميين والفنانين والسياسيين المؤيدين له. تراجع السياحة في العهدين تراجعت السياحة في عهد الرئيسين مع اختلاف أسباب ذلك التراجع وقوة تأثيره في اقتصاد الدولة والدخل القومي. في بداية عهد "مرسي" زادت أعداد السائحين من 8.2 إلى 9.2 ملايين سائح، وارتفع الناتج المحلي للقطاع السياحي من 1175.1 إلى 1307.7 مليار جنيه فقط، ولكن تراجعت السياحة لمستويات أقل من ذلك؛ بعد تعيينه لمحافظ مدينة الأقصر الأثرية الذي ينتمي للجماعة الإسلامية، التي قامت بعمليات إرهابية بها في فترة التسعينيات، بالإضافة إلى زيادة الاشتباكات ونشاط الإرهاب في خطف السياح في مناطق سيناء الأثرية. ولم يختلف الوضع في عهد "السيسي"، وتراجع عدد السياح في عهده من 12 مليون سائح عام 2012/2013 إلى 7 ملايين سائح عام 2013/2014، بنسبة انخفاض بلغت نحو 35%، كما واصلت السياحة التراجع خلال النصف الأول عام 2015 لتصل إلى 4 ملايين سائح وتراجعت الإيرادات السياحية من 9.8 مليار دولار إلى نحو 5.1 مليار دولار بنسبة انخفاض 48%؛ وهو ما أدى إلى انخفاض النصيب النسبي لقطاع السياحة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي. ويرجع ذلك التراجع إلى الأحداث المتلاحقة التي حدثت في مصر في عهد السيسي، والتي تسببت في تخوفات من قبل بعض البلاد من مجيء مواطنيهم إلى القاهرة، وأبرز تلك الأحداث، سقوط الطائرة الروسية واختطاف السياح المكسيكيين، بالإضافة إلى عدم الاستقرار الأمني في السنوات التي أعقبت الثورة. السيسي ومرسي في كلمة تضمنت خطابات الرئيسين كلمات متكررة يعيدانها على مسامع الشعب في خطاباتهما، ورغم اختلاف تلك الكلمات في المضمون إلا أنهما اتفقا في جذبها للانتباه وانشغال رواد مواقع التواصل الاجتماعي بها. من كلمات "السيسي"، "أنا ما بخافش، أنتو نور عنينا، أهل الشر، والنبي متكسروش بخاطر مصر، مصر قد الدنيا، تحيا مصر، ميصحش كدة، مش قادر أديك، مش عايز احلف لكن أقسم بالله". واعتاد "السيسي" التوجه بحديثه إلى المرأة خاصة في الأوقات التي يدعو فيها الشعب للمشاركة، مثل طلب تفويض مواجهة الإرهاب، أو الدعوة للمشاركة في الاستفتاء والانتخابات، فضلًا عن امتلاء خطاباته بالنبرة العاطفية. ومما قاله "مرسي"، "لو القرد مات القرداتي يشتغل إيه، هو الدرنكنج لما بيكون دريفينج مش بيروح السجن، صوابع بيلعبوا في البلد، الحارة المزنوقة، تحياتي للمرأة بجميع أنواعها". 510 تشريعات ل"السيسي" و47 في عهد "مرسي" في الوقت الذي أصدر فيه السيسي 510 قوانين وتشريعات منذ توليه الحكم، حسب تقرير للمرصد المصري للحقوق والحريات، أصدر مرسي 47 تشريعًا في فترة العام التي تولي خلالها السلطة، مع وجود مجلس الشورى كسلطة تشريعية.