هذا ما لم يحدث فى الشهر الكريم كنا نعتقد فى شهر رمضان الكريم سوف يتم إعطاء المشاهد فرصة لكي يلتقط الأنفاس من الردح الإعلامي اليومي الذي يطل علينا منذ سنوات فى برامج يطلق عليها كذبا وبهتانا وزورا ببرامج التوك شو وهذا الاسم لا ينطبق على كافة هذه البرامج التي نشاهدها يوميا على الفضائيات المصرية سواء الخاصة أو العامة ولا اعرف من أطلق هذا المسمى على هذه البرامج ..لدرجة أن فى إحدى اللقاءات الإعلامية خرجت علينا الإعلامية هالة سرحان وقالت بالنص إنها " ملك التوك شو في مصر .وتناست ان اول برنامج توك شو حقيقى قدم فى مصر كان فى عهد التلفزيون الذهبى فى مرحلة الستينات وقدمتة الإعلامية الفريدة من نوعيها الأستاذة ليلى رستم وكان من خلال برنامجها الإسبوعى نجمك المفضل والذى كان يقوم بالإعداد لها الصحفى مفيد فوزى وكان البرنامج يستضيف النجوم والجماهير فى نفس الوقت ويقوم الجمهور بتوجية الأسئلة الى الضيف ويتلقى الرد الفورى وكان يذاع على الهواء مباشرة اضافة الى البرنامج كان يستضيف كبار النجوم فى مختلف المجالات وكان يتم التسابق من قبل الجمهور فى لحجز مقعد لة هذا هو برنامج التوك شو الحقيقى الذى قدمتة ليلى رستم فى الستينات اما فى القرن 21 ومانشاهدة من برامج ويطلق عليها توك شو فهى ليس لها علاقة اطلاقا بهذا الأسم على الأطلاق ان كنا نشتطيع ان امكن نقول على هذة البرامج شو فقط دون توك خاصة بعد ان انتشرت فى السنوات العشرة الأخيرة ظاهرة هذة البرامج وتسمى بالتوك شو( Talk Show ونوعية هذة البرامج فى اوروبا وامريكا تعتمد على جمهور حقيقي غير مؤجر يعبر عن رأيه بكل صراحة في نقاش الحلقة والجميع فى مصر يعلم ان نوعية البرامج الذى يحضرها او الذى يشارك فيها الجمهور أغلب هذا الجمهور يكون مأجور ومصطنع وهو مدرب على أن يصفق في لحظات معينة من التصوير، ولكن الملفت اننا نجد شاب أو شابة في مقتبل العمر وقد امتهنوا أن يذهبوا لهذه البرامج للتصفيق, فيتحول الناس بهذه البرامج الى مسوخ مجردة من معنى الحياة تمارس التصفيق والرقص والعري في هذه البرامج.ياسادة ان التوك شو الذى نشاهدة فى المحطات التلفزة العالمية ويتم تطبيقة حرفيا ليس هو الذى نشاهدة على الشاشات المصرية كما نوهت لكن دعونا نعرف ماهو التوك شو -أن فلسفة التوك شو قائمة على الرأى والرأى الأخر بحضور جمهور ويكون المذيع مجرد مدير البرنامج يدير الحوار ويطرح الأسئلة وهذا كله لا يوجد فى برامجنا المسماة “بالتوك شو” فالأمر لدينا مجرد مقدم برنامج يتحول من وظيفة إدارة الحوار إلى زعيم سياسى ويفرض رأيه على الآخرين والأسخم من ذلك ان حضرة المذيع اصبح يعطى المشاهد محاضرات واصبح منظر ولم يعد يحتفظ بإراءة السياسية فالمعروف كما هو فى جميع الفضائيات العالمية ان المذيع يكون دورة حيادى ومهنى فقط وليس ناشط سياسى وتنسا مقدمى هذة البرامج ان دورهم فقط إعطاء المعلومة واستضافة من يقوم بالتحليل والا اصبح البرنامج والمذيع جزء من الأزمات الدائرة لكن ماذا نفعل من مقدمى البرامج الذين اصبحوا يتعالون على المشاهدين فلم يعد النول واحترام الضيوف والمشاهد متواجدة فاننا اصبحنا نرى عدم احترامهم اصبح السمة السائدة فالصوت العالى من قبل مقدمى هذة البرامج تكون هى السائدة فى كل الأحيان فالمنطق والمهنية يؤكدان على ان الإعلامى أن يكون محايد ومهنى فى نفس الوقت ويقدم عملا جيد يجد المشاهد مايستفيد منة وان كان البعض من مقدمى هذة البرامج يعملون الى الإثارة ودعدغة مشاعر المشاهدين عندما يتلاعبون بهذة المشاعر والأحاسيس ,,, الغريب فى الأمر ان هذة البرامج الذى تدعى انها توك شو تحظى بنسب مشاهدات كبيرة رغم ان المشاهد قد لايرى نفسة ومشاكلة فى هذة البرامج لأن هذة البرامج تحولت الى برامج لتصفية الحسابات ومعارك سياسية وتصفية الخصوم علانيا من خلال هذة البرامج الا من رحم ربى وللأسف ان هذة البرامج لم تعد اصلا تناقش هموم ومشاكل المواطنين اليومية ..كما ان الصراخ والضرب والشتيمة اصبحت هى المادة الرئسية فى هذة البرامج الشيىء الذى اصبح غائب فى هذة البرامج هو الحيادية وكما اوضحنا ان مقدمى هذة البر امج اصبحوا موجهين سياسين ولو الضيف لة رأى مختلف مع وجة نظر المحاور فيصبح هذا الضيف غير مرغوب فية ويتم ادخال مكالمات تهاجمة وتلعن سلسفين أهلة ..ونجد ان هذة البرامج الحوارية التى تطلق عليها التوك شو تبداء فى الفترة الصباحية من الساعة 7ص حتى العاشرة ثم تتوقف فى فترة الظهيرة وتبداء فى فترة الثامنة ليلا حتى مابعد انتصاف الليل يتم الهجمة الشرسة والردح الاعلامى على كافة القنوات ..الغريب هنا اغلب البرامج فقدت الموضوعية والمهنية لدرجة ان كلمة المهنية الإعلامية افتقدتها هذة الفضائيات فنجد غياب وصحة المعلومات والأخبار التى انتهت صلاحيتها ولو اضفنا الخروج عن المطلوب وتهويل الأمور وتضخمها وتسليط الضوء والكاميرات قد يكون لها تأثر نفسى ومعنوى على الجالس امام الشاشة ففى احداث البلطجة التى تجرى فى الشوارع والتى يتم تغطيتها مباشرة على الهواء يتم التركيز على صور هولاء البلطجية وهم يرفعون السيوف والمسدسات والحجارة وغيرها وكما للأسف ان اظهار العنف والدم والجثث ادى الى القول ان هذة الأمور اصبحت من الأمور العادية على هذة البرامج كأن حرمة الموت ومرعاة المشاعر لذويى الضحايا ليس مطلوب انما المطلوب هو انتهاك هذة الحرمانية وجذب اعلانات وارتفاع نسبة المشاهدة لكن السؤال المطروح هل هناك معاببر لنجاح مثل هذة النوعية من البرامج فمنها على سبيل المثال ..الأعداد لابد ان يكون على دارية وعى بالقضايا التى سوف يتم مناقشتها وطرحها اضافة الى تقديم تغطية اخبارية وتقارير ولابد ان يكون الشخصية الثقافية لمقدم البرنامج ولو اضفناعوامل اخر لابد نضيف اختيار الضيوف والعوامل الفنية مثل الديكور والإخراج لكن من الواضح ان هذة البرامج تركت هموم الناس وتحولت الى منابر سياسية واعتبرت هذة البرامج ان السياسة اهم من مشاكل المواطن واصبحنا نرى مايطلق عليهم زورا وبهتان خبراء استراتجيين يدلون بكل شيىء من السياسة الى الطبيخ وظهرت لنا مسميات لا من سلطان عليها هذا خبير هذا دكتور هذا ناشط هذا وهذا واصبح ظهور هولاء فى القنوات متكرر وبعد دقائق ويتنقلون من استديو الى استديو بدون ان يقدموا اى جديد الا الظهور الاعلامى واحيانا اخذ بعض المبالغ المالية واصبح ظهور هولاء الضيوف المتكرر شيىء مقرر ا ... والمشاهدين هم يكون الضحايا لكن اغلب هذة البرامج لاتنحاز الى هموم المواطن كما ان هذة البرامج اذا عرضت مشكلة فلا تقوم بمتابعتها على الاطلاق برامج التوك شو في مصر تعاني طوال الوقت من عدم الابتكار في تقديم المحتوى , فالضيوف واحد وطريقة المعالجة واحدة , فأحيانا أنها جميعا تستخدم نفس الأسلوب في العرض .....والمعروف ان مهمة هذة البرامج ينبغى ان يكون هو نقل الخقائق بمصداقية وأمانة اضافة الرأى والرأى الأخر اضافة الى الحيادية وهناك معايير يعمل بها فى نوعية هذة البرامج الذى تقدم فى العالم ان يكون مقدمى هذة البرامج يمتلكون الموهبة وهذا لايشترط ان يكون دارس للإعلام او غير ذلك المهم يكون لدية الموهبة فلم تعد الدراسة او التخرج من كليات الإعلام شرط مطلوب فى الإعلام الحديث لأن صناعة مقدمى برامج لن يتطلب التخرج من كليات الإعلام خاصة بعد ان تأكد للجميع ان المواطن العادى فى ظل التطور الرهيب فى العلم الحديث بستطيع ان بصنع لنفسة اعلام بديل والمفروض كما هو معمول فى العالم ان تكون البرامج التى تنسب لتفسها لقب انها التوك شو على الفضائيات المصرية لا تصبح هذة البرامج مجرد سيرك وردح وصراخ الديوك كما هو معمول الأن للأسف ...كما ينبغى ان يكون دور المذيع ان يكون مذيع لأن غالبية هولاء تناسوا مهنتهم الحقيقية انهم مقدمى برامج ومطلوب منهم فقط ايصال المعلومات الى المشاهد وارشادهم وتوعيتهم الى الحقيقة بشفافية وموضوعية ومهنية بدون فرض اراء المذيع واحترام عقلية المشاهد فمن غير المعقول الا نترك حرية التفكير للمشاهد ونفرض علية رأى لأن من حرية الرأى المتعارف عليها بكل اللغات وان كانت ليس موجودة فى قاموس البرمج التى تطلف على انفسها بالتوك شو ان تترك لنا حرية تكوين الرأى وليس فرضة علينا ...لكن غياب الهدوء والعصبية سوف يعمل فى القريب العاجل الى ترك هذة البرامج من قبل المشاهد ومن المؤسف فى هذا الصدد ان هذة البرامج تفتقر الى المهنية البحتة وان كل مايحدث اليوم فى الساحة الإعلامية اننا امام ظاهرة خطيرة بمعنى اننا نملك اعلام يمارس سياسة لأننا لا نمتلك سياسة اعلامية حقيقية : «لكن مع الأسف؛ انتشار القنوات الفضائية المصرية الخاصة وبرامج التوك شو ما زال مستمرا وبزيادة ملحوظة وبشكل (هيستيري) وفوضوي غير مبرر، والمشكلة الأكبر أن أغلبها يتميز بارتداء (نظارة سوداء)، حيث البكاء على اللبن المسكوب بجانب غياب الرؤية المستقبلية ومحاولة توعية المجتمع للبدء في التنمية وبناء المجتمع من جديد، وبالتالي فهذه القنوات وبرامجها تسيء لسمعة الإعلام المصري ليس محليا فقط ولكن عربيا وعالميا أيضا». فوجود غير مؤهلين إعلاميا يمارسون المهنة أدى الى تقديم مستوى ركيك من الإعلام ، لم يدركوا حتى الآن أن هناك خيطا رفيعا يفصل بين الحرية والمهنية الاحترافية، وبين المشاركة في خلق حالة من الفوضى والبلبلة لدى الرأي العام، والذي ينساق خلف ما تقدمه من مواد إعلامية