هن 10 فتيات من مدينة دمياط، عارضن النظام، فلاحقهن بالأسر والانتهاكات، ينتظرن اليوم حكمًا فى قضيتهن التى تأجلت فى أبريل الماضى بسبب عدم حضور القضاة، ليقبعن خلف أسوار سجن بورسعيد لليوم ال419، بعد أيام من الإخفاء القسري. وتعرضت الفتيات العشرة وجميعهن من مدينة دمياط، المحتجزات على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا ب"البصارطة"، لانتهاكات شملت الضرب والتهديد بهتك العرض وتعريضهن للثعابين والفئران، وفقًا لذويهن. وتواجه الفتيات فى قضية "البصارطة"، الحكم اليوم بعد احتجاز دام أكثر من 419 يومًا فى حبس احتياطى وذلك فى القضية رقم 4337 جنح قسم أول دمياط 2015 بعد أن وجهت النيابة لهن تهمًا ب"الانضمام لجماعة إرهابية" و"قطع الطريق" و"التظاهر دون تصريح" و"التجمهر" و"الشروع فى قتل 22 بينهم مجندين" و"حيازة أسلحة نارية" و"التعدى على قوات الأمن" و"التحريض على قوات الجيش والشرطة" و"وحيازة منشورات محرضة ضد مؤسسات الدولة". وطالبت أسرهن، الإفراج الفوري عنهن ووقف التعنت بحقهن وتوفير الظروف الصحية والإنسانية لهن، بعد احتجازهن طوال تلك المدة، وإخفائهن قسريًا لما يزيد على أسبوع. وفى أحاديث منفصلة أجرتها المصريون مع والدات ثلاثة منهن، اتهمن الأمن بالتنكيل بذويهن وتعذيبهن بمقر احتجازهن بسجن بورسعيد، واتهامهن بقضية اعتبروها "سياسية" فيما تقول السلطات إنها "جنائية". ومن أبرز الانتهاكات التى تعرضن لها: "الضرب المبرح، التشهير بهن على بعض الصفحات والجرائد، إخفائهن قسريا لمدة 8 أيام متصلة، ومنع المحامين من حضور التحقيقات، التعذيب النفسي، والتهديد بهتك العرض أثناء التحقيقات، وفى وجود وكيل النيابة، الوقوف فترات طويلة تصل إلى ليلة كاملة، والتحقيق لفترات طويلة". كما عانين من "الترحيل المفاجئ دون علم المحامين والأهالي، حبسهن مع الجنائيات، تحريض الجنائيات عليهن، المعاملة المهينة من السجينات الجنائيات، منع الطالبات من المذاكرة، أو حتى إدخال الكتب الدراسية، تعرضهن للخطر عدة مرات، حيث إن سجن بورسعيد يعانى من إهمال شديد فى المرافق، ما تسبب فى مهاجمة الثعابين والفئران للبنات مرارا". وعانين أيضًا من "الإهمال الطبى الذى كاد أن يودى بحياة اثنتين منهن مريضات بالقلب، إثر تعرضهما لأزمات قلبية، ورفض سجن بورسعيد إسعافهما، أو عرضما على الطبيب، أو حتى إدخال الأدوية اللازمة، ورفض النيابة عرض المريضات منهن على الطبيب المختص، وتعنت النيابة، والتجديد المستمر لعشرة منهن رغم إخلاء سبيل 3 منهن على ذمة نفس القضية من أكثر من شهر ونصف، ومنع أطفالهن من رؤيتهن فى سراى النيابة، واعتقال محامى البنات ياسر عز الدين من حجرة التحقيق بعد تلفيق قضية له". وكانت المعتقلة "فاطمة عياد"، تعرضت لأزمة قلبية حادة ولم تجد من يسعفها وسط تعنت من إدارة السجن فى تقديم المساعدة أو العلاج ولم تعرض على الطبيب إلا بعد ثلاثة أيام فضلاً عن تعرض "مريم ترك"، إلى جلطة إثر تواجدها فى ظروف بالغة السوء. وتعود قضية فتيات دمياط إلى يوم 5 مايو من العام الماضي، حين خرجت مسيرة منددة بحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فضَّتها الشرطة وألقت القبض على 13 فتاة، بتهم التجمهر والانتماء لجماعة محظورة والشروع فى قتل 22 شرطيًا، وبعد أقل من شهرين من احتجازهن، أطلقت السلطات سراح ثلاثة منهن، على ذمة القضية، فيما استمر توقيف عشر أخريات. وإثر اعتقال الفتيات، انطلقت مظاهرات عارمة آنذاك بقرية البصارطة بدمياط، وسقط حينها عدد من الضحايا والمصابين، حيث اقتحمت قوات الأمن مدعومة بقوات من الجيش القرية، وقتلت 6 من شبابها وهم: "عمر سادات ابوجلالة، والسيد ابوجلالة، وعوض سعد بدوي، وعلى سامى الفار، ومحمد عياد، وباسم حشيش" بجانب عشرات المصابين.
والبنات المعتقلات فى القضية المذكورة هن: حبيبة حسن شتا، 29 عامًا حاصلة على بكالوريوس ومتزوجة وأم لطفلين؟ مريم ابو ترك، 25 عامًا، متزوجة محفظة للقرآن الكريم فاطمة محمد عياد، 24 عامًا طالبة بكلية الدراسات الإسلامية سارة محمد رمضان، 22 عامًا، طالبة بكلية تربية نوعية سارة حمدى أنور، 22 عامًا، طالبة بكلية فنون تطبيقية خلود الفلاحجي، 21 عامًا، طالبة بكلية الفنون التطبيقية فاطمة أبو ترك، 20 عامًا، طالبة بكلية التربية أية عمر، 20 عامًا، طالبة بالفرقة الثانية كلية التجارة روضة خاطر، 19 عامًا، طالبة بمدرسة اللوزي إسراء عبده فرحات، 19 عامًا، طالبة بمدرسة أم المؤمنين ويشار إلى أن منظمات حقوقية رصدت احتجاز ما يزيد على 2000 امرأة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى فى يوليو 2013، ما زال 62 منهن خلف القضبان، بجانب مقتل 90 سيدة خلال تلك الفترة.