أكد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، وعضو الجمعية العالمية للطب النفسي، أن الغش الجماعي في امتحانات الثانوية العامة أحد مظاهر الانفلات الأخلاقي الموجود في البلاد، مؤكدًا أن انتشاره بسبب العولمة. وأشار عكاشة، في حوار أجرته معه جريدة "المصري اليوم"، إلى أنه لا يمكن القضاء على الغش بسبب انتشار العولمة، مشددًا على ضرورة تغيير طريقة الامتحانات، فالطرق التقليدية في مصر عفا عليها الزمن. ووضع الطبيب النفسي، عدة طرق للقضاء على الغش في الثانوية العامة، أبرزها إيجاد أشكال مبتكرة من أجل نجاح العملية التعليمية، فمثلًا إلغاء طريقة الامتحانات مرة واحدة آخر العام، بالإضافة إلى توزيع الامتحانات على مدار السنة الدراسية مثلما يحدث في معظم دول العالم المتقدمة، فضلًا عن ابتكار طرق حديثة لطبع وتوزيع الأسئلة بعيدًا عن الأنماط التقليدية المتمثلة في المطابع الأميرية، والتي يعرفها الجميع، ويجب أن تكون المطابع سرية ومتغيرة وغير معلومة، إضافة إلى استبدال الأسئلة العقيمة القديمة بأخرى حديثة متطورة. وحول تجديد الخطاب الديني، أكد عكاشة، أنه لابد أن يتم تنقية الدين مما وصفه بالأكاذيب العالقة به، مشيرًا إلى أن جميع حكام مصر السابقين فراعنة، وأن ثورة 25 يناير قضت على مرض إدمان السلطة. وأوضح أن دراما رمضان تعكس صورة غير مطلوبة إطلاقًا في رمضان، فمثلًا نجد كثرة مشاهد العنف والدمار وانتشار الجريمة وتكرارها، متمثلة في قتل ودماء وسرقة وإيذاء، وهذه المناظر تجعل المشاهد تدريجيًا يتقبلها وتصبح أمرًا عاديًا بالنسبة له. وعن تعليقه على البرامج التليفزيونية التي تقدم حاليًا، قال عكاشة: "أستغرب على البرامج التي يتم تقديمها وتكون مختلفة عن الواقع، فمثلًا برامج الطهي نجد أنها تهتم بتقديم الأكلات التي لا يقدر على تكلفتها سوى نسبة قليلة من المصريين القادرين؛ ما يؤدي إلى الضغينة بين الناس، بالإضافة إلى كمية الإعلانات المستفزة التي نشاهدها والتي تبقى معظمها غير مهمة لغالبية المجتمع، مؤكدًا أن أصحاب الأعمال لا يعرفون احتياجات الواقع جيدًا. وفي سياق مختلف، أكد عكاشة، أن أعداد المصريين المصابة بالاكتئاب لم تزِد حيث تتراوح نسبته كمرض في بلاد العالم من 4 إلى 6%، وهي نسبة معروفة دوليًا، وهنا تبقى الأعداد كما هي لكن يمكن القول إن هناك ضعفًا في الروح المعنوية لدى المصريين، وهو ليس مرضًا نفسيًا كما الاكتئاب، فالأخير له علاج وتقدر نسبة نجاحه بما يفوق ال 70%. وأشار إلى أن تمسك الحكام العرب بالسلطة يؤدي إلى مشاكل كثيرة سواء من غضب الشارع وفقد القدرة على الإبداع والتجديد، ومعروف أن الإنسان إذا بقي في السلطة فترة فإنه يتغير مهما كان، حيث يتحول إلى شخص لا يتحمل النقد، ويتهم من حوله بالخيانة وعمل المؤامرات، ويعتبر نفسه المسئول والقادر الوحيد ومبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المجتمع؛ لدرجة أنه ينتابه شعور داخلي أن على الشعب أن يسجد لله شاكرًا لوجوده حاكمًا عليهم، مشيرًا إلى أن حكام مصر يعانون من حالة الإدمان السلطوي.