أجمع خبراء تربيون على انهيار المنظومة التعليمية في مصر، وأنها لم تعد صالحة لتخريج أجيال قادرة على النهوض بالمجتمع، حيث التلقين والحفظ سمة عامة، خاصة في المراحل الأولى من العملية التعليمية. وأرجع الخبراء أن انهيار التعليم في مصر له أسباب عدة من أهمها، الحالة الاقتصادية، وضعف الميزانية المخصصة للتعليم، واتباع النظم الأسوأ في التدريس، والاعتماد على الحفظ والتلقين وغيرها من الأسباب. وقال الدكتور زكريا القاضي، خبير المناهج التعليمية ورئيس قسم الإعداد بمركز تطوير المناهج سابقًا، إنه لايوجد تنسيق بين الجهات المسئولة عن التعليم. وأضاف القاضي، في تصريح ل"المصريون"، أن قياس مهارة التعليم في مصر أصبح مرهونًا بمهارة الحفظ، وهذه أسوأ مهارة في التعليم، بحسب قوله. وأشار إلى أن التعليم ما قبل الجامعي مربوط بتقدم البحث العلمي في أي دولة من دول العالم، مشيرا إلى أن طبيعة التعليم والامتحانات في مصر لا بد أن تتغير من الحفظ والتلقين إلى البحث والتفكير. وتابع: "نحن بحاجة إلى عمل تركيبة لكتاب مدرسي يعمل على التفكير والتحاور والبحث ويغني عن الكتب الخارجية"، مطالبًا بعمل امتحانات تركز على البحوث التي يقوم عليها الطالب، والعمل على عدم إخضاع القبول بالجامعات بدرجات الطالب فقط، وإنما الاختبارات التي من شأنها توضيح أحقيته في دخول تلك الكلية أم لا. وقال الدكتور حسنى السيد، أستاذ التربية بالمركز القومي للبحوث، إن التعليم منذ 1952 يواجه مشاكل كثيرة جدًا، ولم تعد الدولة تهتم به. وأضاف ل"المصريون"، أن التدخلات السياسية في المناهج لا تزال السبب الرئيسي في انهيار المنظومة التعليمية برمتها. وأشار إلى أن عدم تطوير المناهج والعمل على أسلوب الحفظ والتلقين أيضًا من أسباب فشل المنظومة، مشيرا إلى أن ميزانية التعليم والبحث العلمي لا تقارن بطموحات هذا البلد. وطالب بأن يكون التعليم قضية أمن قومي حقيقي وليس كلامًا مرسلاً بإدارة محترمة وإرادة قوية، قائلا: "التعليم مسئولية دولة وليس مسئولية وزارة".