«العتبة الخضراء».. إحدى أهم مناطق القاهرة على الإطلاق، وتعد مركزًا تجاريًا للعديد من أنواع التجارة والبضائع، وكانت تسمى فيما مضى بالعتبة الخضراء. ويعتبر ميدان العتبة الخضراء، من أشهر ميادين القاهرة، وتم تخطيطه في عهد الخديوي إسماعيل، ومنه تتفرع عدة شوارع مهمة مثل "شارع الجيش، شارع الأزهر، شارع عبد العزيز"، وبالقرب منه سوق الموسكي الشهير، حيث تجد كافة البضائع، خاصة الملابس بأسعار قليلة تناسب كافة الطبقات خاصة الفقيرة منها. أما سرايا العتبة كان صاحبها الذي بناها هو الحاج محمد الدارة الشرايبي، ثم تملكها من بعده الأمير رضوان؛ فجددها ثم اشتراها الأمير محمد بك أبو الدهب. ثم انتقلت ملكية سرايا العتبة إلى طاهر باشا الذي ولاه محمد علي، نظارة الجمارك، واستمرت السرايا بيد ورثته إلى أن اشتراها عباس باشا حلمي؛ فهدمها ووسعها وبناها من جديد. وأقام للسرايا، عتبة خضراء بدلًا من العتبة الزرقاء التي تميزت بها لسنوات طويلة؛ لحب عباس الأول الشديد للون الأخضر، وكرهه الشديد للون الأزرق. وقد خُصصت السرايا لإقامة والدته أرملة الأمير طوسون، واستمرت كذلك إلى زمن الخديوي إسماعيل، وعندما قرر إسماعيل تخطيط منطقة الأزبكية، وردم ما بقي من البركة راح جزء كبير من السرايا؛ بسبب هذا التنظيم، وإن بقي منها القصر العظيم الذي أصبح مكانه المحكمة المختلفة خلف دار الأوبرا القديمة، وبجوار صندوق الدين الذي هو الآن مقر مديرية الصحة بالقاهرة بجوار مبنى "البوسطة" العمومية. وهو الحد الجنوبي الذي يفصل حي باب الشعرية عن حي الموسكي، وهو مركز القاهرة ومركز النشاط التجاري، منذ أن أخذ الخديوي إسماعيل يخطط عاصمته الجديدة، بإنشاء الأحياء الجديدة مثل ميدان الإسماعيلية "ميدان التحرير الآن"، وجاردن سيتي، والقلب التجاري بين شارع فؤاد من الشمال إلى ميدان التحرير في الجنوب، ومن شارع رمسيس إلى الأزبكية شرقًا.