يأتى شهر رمضان ودرجات الحرارة قد بلغت ذروتها فى الارتفاع ولهيب الشمس يكاد يشوى الوجوه وفى صعيد مصر، حيث ترتفع درجات الحرارة ارتفاعًا يصل إلى نحو 60 درجة مئوية ويسارع الجميع إلى أجهزة التكييف للهروب من حرارة الجو حتى أذان المغرب. عمال مجمع الألومنيوم بنجع حمادى يهربون من حرارة الجو المرتفعة إلى حرارة العمل الأكثر ارتفاعًا من أجل العمل والإنتاج ولقمة العيش لا أحد يعرفهم فى رمضان ولا أحد يسمع عنهم فهم يعملون وينتجون صائمين صامتين. "المصريون" قامت بزيارة لعمال مصر للألومنيوم فى نجع حمادى وعاشت معهم لحظات العمل وسط ارتفاع درجات الحرارة وحرارة العمل فى مشهد يصعب وصفه وبيئة عمل تكاد تقترب من الجحيم ورغم تلك الظروف الصعبة والعمل الشاق فهم صائمون وسعداء بعملهم رغم قساوته. فى البداية تعرفنا عن المجمع وعلمنا من المهندس عبدون بشير الصادق المدير العام بقطاعات الإنتاج أن صناعة الألومنيوم تعتمد اعتمادًا كليًا على التحليل الكهربائى داخل ما يسمى بخلية إنتاج الألومنيوم وينتج المعدن المنصهر داخل الخلية عند درجة حرارة تقترب من الألف درجة مئوية. وأضاف أنه يوجد نحو 550 خلية لإنتاج الألومنيوم يجمعها 14عنبرًا لإنتاج الألومنيوم بكل عنبر 46 خلية لإنتاج المعدن، حيث يعمل نحو 3 آلاف عامل بقطاعات الإنتاج وسط ظروف قاسية وصعبة خاصة فى شهر رمضان وفى فصل الصيف. وأكد أحمد محمد يوسف فنى استخلاص ألومنيوم وهو يعمل بعنبر رقم 4 بمجمع الألومنيوم نعمل فى ظروف وطبيعة عمل تختلف تمامًا عن أى مكان آخر ففى الوقت الذى يصرخ فيه الناس من ارتفاع درجات الحرارة التى قد تصل إلى 60درجة مئوية ويهربون إلى الغرف المكيفة حتى أذان المغرب نقوم بفتح أبواب الخلية التى تصل درجة حرارتها إلى ألف درجة مئوية ونتعامل معها طوال وقت الوردية وهو 7ساعات. وأوضح أنه فى الوقت الذى يتحرر الناس من معظم ملابسهم بسبب الحر نرتدى ملابس خاصة أثناء العمل وهى ملابس لوقايتنا من ارتفاع درجات الحرارة المنبعثة من داخل الخلية وهى ملابس كثيرة وثقيلة تبدأ من الرأس حتى القدمين وأشد ما نعانى منه كثرة العرق والحاجة الشديدة لشرب المياه المثلجة والحمد لله نصبر على العطش وربنا بيصبرنا وبنكمل صيامنا ونشعر بسعادة غامرة وقت أذان المغرب الذى ننتظره بفارغ الصبر ونشعر بطعم الصوم الحقيقى وبطعم الماء المثلج على الظمأ الشديد نحن سعداء بعملنا الشاق فى رمضان. وتابع محمود قرشى بدوى أننا نعمل بنظام الوردية ثلاثة أيام متصلة يفصلها يوم الراحة وهى ثلاثة أيام فى النهار تبدأ من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثالثة عصرًا وثلاثة أيام فى فترة الظهيرة تبدأ من الساعة الثالثة عصرًا حتى الساعة الحادية عشر مساءً وثلاثة أيام فى الليل تبدأ من الساعة الحادية عشرة مساءً حتى الساعة الثامنة صباحًا بمعنى أننا فى رمضان نعمل فى جميع الورادى الثلاثة بالتناوب حيث نعمل وسط لهيب الجو والعمل ونعد إفطارنا قبيل أذان المغرب بدقائق ونتناول الإفطار داخل العمل بعيدًا عن أسرتنا وتكون أحلى صحبة وأحلى لمة وللإفطار طعم ومذاق مختلف داخل العمل. وأشار صبحى حمدى نور الدين وأمين فوزى إلى أن العمل فى رمضان داخل مجمع الألومنيوم يختلف تمامًا عن العمل فى أي مكان آخر ولشهر رمضان داخل مجمع الألومنيوم طبيعة خاصة لأنهم يعملون تحت ظروف صعبة وشاقة من أجل الإنتاج. وبسؤال عمال الألومنيوم لماذا لا تفطرون؟ وهناك رخصة شرعية تبيح الفطر فى مثل حالتكم؟ جاء الرد قاسيًا مثل قسوة اللهيب الذى يعملون فيه كان ردهم جميعا نحن تعودنا على الصيام والعمل فى ظل هذه الظروف الصعبة القاسية كما أننا تعودنا على الصوم منذ الصغر ومع الصحبة فى العمل وقضاء أجمل الأوقات فى السمر والضحك تمر الوردية بسلام وحتى الإفطار نقوم بإعداده ونشعر بلذة وطعم الأكل والشرب داخل العمل. وأوضحوا أنه رغم أن القيادات داخل العمل تطالبنا بالإفطار وأن هناك فتوى شرعية بذلك إلا أننا نصبر ونتحمل مشاق العمل واليوم بيعدى وربنا بيقدرنا على الصوم.